هيغ يفتتح مقر السفارة البريطانية في مقديشو

أول بعثة للمملكة المتحدة منذ 22 عاما

TT

افتتح وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، أمس (الخميس) السفارة البريطانية في العاصمة الصومالية مقديشو، لأول مرة منذ عام 1991، لتصبح بريطانيا بذلك أول دولة أوروبية تقدم على هذه الخطوة. جاء ذلك أثناء قيام وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بزيارة مفاجئة استغرقت يوما واحدا إلى مقديشو - هي الثانية له لمقديشو خلال عام - التقى خلالها بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء عبدي فارح شردون، وبحث معهما التحضيرات لمؤتمر دولي في لندن حول الصومال يزمع عقده في السابع من مايو (أيار) المقبل.

وأشار هيغ إلى أن افتتاح هذه السفارة اليوم يشير إلى قوة العلاقات بين لندن ومقديشو، والتزام الحكومة البريطانية بالعمل مع الحكومة الفيدرالية في الصومال لإعادة بناء الدولة بعد عقدين من الصراع. وقال: «إن إعادة فتح مقر السفارة البريطانية بعد مرور 22 عاما على حادثة إجلاء الدبلوماسيين البريطانيين من مقديشو يمثل دليلا على التزام الحكومة البريطانية بتعاونها ودعمها للحكومة الصومالية ضمن جهودها لبناء مستقبل مشرق للبلاد بعد عقدين من الصراع».

وأكد وزير الخارجية البريطاني على أن حكومة بلاده ستواصل تعاونها الوثيق مع الحكومة الصومالية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والتي من ضمنها مواجهة جذور النزاعات ومكافحة الإرهاب والقرصنة فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية وتعزيز العلاقات بين البلدين. وقال: «سنستمر في العمل مع الحكومة الصومالية عن قرب لتحقيق الأولويات المشتركة التي تتضمن التعامل مع الصراع الداخلي ومواجهة الإرهاب والقرصنة البحرية، وتوفير المساعدات الإنسانية، وتعزيز المصالح البريطانية في الصومال وفي المنطقة».

وأوضح هيغ أيضا أن مؤتمر لندن الذي سيعقد برئاسة بريطانية - صومالية مشتركة يهدف إلى حشد الدعم الدولي حول أولويات الرئيس الصومالي في تحقيق الأمن وإعادة بناء النظامين القضائي والمالي للدولة، مضيفا أن مؤتمر لندن سيكون فرصة كبيرة لدراسة الخطوات العملية الكفيلة بتحقيق الأمن وإعادة بناء الدولة الصومالية. وقال هيغ: «لقد مرت الصومال بمرحلة من التغيير الدرامي خلال العام الماضي، وتستمر في مواجهة الكثير من التحديات، وعلينا أن لا ننخدع حول كم الجهد الذي تحتاجه من الصوماليين والشركاء الدوليين للتأكيد على أنها تستمر في طريقها لتحقيق التحسن».

وأشاد رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون بقرار بريطانيا فتح سفارتها في الصومال، مشيرا إلى أن هذه الخطوة «علامة قوية على تحسن الوضع الأمني في مقديشو». ودعا شردون الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو بريطانيا وأن تعيد فتح سفارتها في مقديشو. وتصبح زيارة ويليام هيغ إلى مقديشو الزيارة الثانية له إلى العاصمة الصومالية في غضون عام. وتم افتتاح المكاتب الجديدة للسفارة البريطانية بالقرب من مطار مقديشو الدولي، وهي واحدة من أكثر المناطق تحصينا في مقديشو، حيث تخضع لحراسة أمنية مشددة من قبل قوات بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام.

وستعمل وحدة صغيرة من القوات البريطانية لحماية مقر السفارة والدبلوماسيين البريطانيين. وبعد افتتاح السفارة جرت مراسم رفع العلم البريطاني فوق مبنى السفارة الجديد بحضور وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. وكانت الحكومة الصومالية قد عينت مؤخرا سفيرا جديدا لها لدى المملكة المتحدة للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن.