مصدر عربي مطلع: «الجامعة» تدرس ثلاثة سيناريوهات للتعامل مع استقالة الإبراهيمي

العربي يلتقي الخطيب غدا لإطلاعه على نتائج اجتماعات نيويورك وواشنطن

المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي (رويترز)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر عربي مطلع أن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، سيلتقي غدا معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل، لإطلاع الأخير على نتائج اجتماعات نيويورك وواشنطن بشأن الملف السوري. وأكد المصدر أن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي الأممي المشترك، قرر بالفعل تقديم استقالته، وأن الجامعة العربية تفاضل حاليا بين ثلاثة سيناريوهات في التعاطي مع هذه الاستقالة.

وقال المصدر، الذي تحدثت معه «الشرق الأوسط» أمس، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الإبراهيمي «قرر بالفعل الاستقالة»، وإنه جار البحث عن بدائل وطرح أسماء أخرى. وتابع المصدر أن «هناك اقتراحا أول هو البحث عن بديل للإبراهيمي، أو السعي لإقناعه (الإبراهيمي) بالاستمرار كمبعوث مشترك (عربي أممي) بضغوط دولية، وأخيرا مطروح أيضا أن يستمر كمبعوث للأمم المتحدة فقط». وأوضح المصدر أن الإبراهيمي، في أعقاب قرار القمة العربية الأخيرة بتسليم مقعد سوريا الدائم للمعارضة، اعتبر أن الإجراء يعوق مهمته المتعثرة أصلا، وبالتالي يمكن أن يواصل العمل من خلال الأمم المتحدة فقط، لافتا إلى أنه يرى أن «العمل من خلال هذه النافذة صعب للغاية أيضا بسبب عدم توافق الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتعطيل إصدار قرار لوقف إطلاق النار».

وقال المصدر إن عمل الإبراهيمي كمبعوث مشترك سبق أن صدر به قرار من الجمعية العامة والاجتماع الوزاري العربي لتنسيق الجهود العربية والدولية، حتى لا يحدث أي تضارب بينهما، مضيفا أنه تجرى حاليا جهود للضغط على الإبراهيمي من الأمم المتحدة والجامعة العربية للاستمرار في مهمته.

وحول المقترح المصري الإيراني الخاص باجتماع وزاري رباعي وآخر يحضره ثمانية أطراف هي مصر والسعودية وتركيا وإيران والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إضافة إلى ممثل عن الحكومة السورية والمعارضة، قال المصدر إن الأطراف المطروح حضورها هذا الاجتماع لم يصلها بعد أي مقترح رسمي بهذا الخصوص.

وعن إمكانية التدخل الأميركي العسكري في سوريا، استبعد المصدر العربي أن «تنخرط واشنطن في هذا العمل أو حتى تقوم بتسليح المعارضة لأسباب كثيرة»، مشيرا على الرغم من ذلك إلى أن الأمور تسير باتجاه انسداد كامل لأي حل سياسي. وقال إن «هذا الوضع (انسداد أفق الحل السياسي) يعتبر عامل ضغط إضافيا على الإبراهيمي ويدفعه إلى تقديم استقالته، مشددا على أن مسار الحل في سوريا بات مرهونا باللقاء المنتظر بين كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ثم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمهيدا للقاء مرتقب بين الرئيسين الأميركي والروسي نهاية الشهر الحالي.

وتابع المصدر أن «الأمور كلها معلقة على الاتفاق الأميركي الروسي على خريطة طريق للحل السياسي في سوريا، خاصة في ما يتعلق بإيضاح موقع الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية».

وعما إذا كانت الجامعة العربية ستتجاوب مع دعوة جورج صبرا بالدعوة لاجتماع وزاري عربي لبحث تدخل حزب الله اللبناني في الأزمة السورية، قال إن «تدخل حزب الله في سوريا ليس من مصلحة سوريا ولا لبنان، ويدفع باتجاهات تشكل خطورة إضافية على الأوضاع في المنطقة»، مشيرا إلى أنه لم يعمم أي طلب حتى الآن على الدول الأعضاء لعقد هكذا اجتماع.

إلى ذلك، أكد دبلوماسيون وجود محادثات يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن حول الأسماء المرشحة لخلافة الأخضر الإبراهيمي في منصب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا بعد. فيما دارت تكهنات بعدة أسماء لخلافة الإبراهيمي، أبرزها اسم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وقال دبلوماسي بريطاني إن الأمين العام للأمم المتحدة لا يريد التسرع في اختيار شخص لخلافة الإبراهيمي، وقال «لقد كان لدينا كوفي أنان، وكان لدينا الأخضر الإبراهيمي، هل يمكن الحصول على شخص ثالث يستطيع القيام بالمهمة أفضل منهما؟».

وقال مارتن نيسيركي إن الأمين العام للأمم المتحدة يناقش الوضع في سوريا مع المبعوثين الدائمين في مجلس الأمن والوضع المتدهور للاجئين في الدول المجاورة والجهود الدولية للتخفيف من حدة الوضع الإنساني، رافضا التعليق حول مناقشات استقالة الإبراهيمي المتوقعة والأسماء المرشحة لخلافته.