الأمم المتحدة تضع استراتيجية لحماية الصحافيين بشعار «تحدث وأنت مطمئن»

«فريدوم هاوس»: تونس وليبيا تتقدمان.. ومصر تتراجع في حرية الصحافة

TT

أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل أشكال الاعتداءات والقمع ضد الصحافيين، وأعرب عن قلقه من إفلات الجناة من العقاب، وشدد على ضرورة حماية الصحافيين وتذكير الحكومات بواجبها في احترام ودعم حق التعبير المنصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وخلال احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي لحرية الصحافة بمقر المنظمة في نيويورك، مساء أول من أمس، أشار مون إلى مقتل 32 صحافيا منذ بداية العام الحالي، ومقتل 119 صحافيا خلال العام الماضي، ووصف عام 2012 بأنه الأكثر دموية، وقال: «يعاني العاملون في مجال الإعلام من الترهيب والتهديد والعنف والاعتقال التعسفي، وغالبا لا يتم اللجوء إلى القضاء، وعلينا أن نجد حلا في مواجهة الظلم وانعدام الأمن للإعلاميين».

وأضاف: «هذه مآسٍ فردية، إلا أنها بشكل جماعي تمثل اعتداء على حق جميع الناس في معرفة الحقيقة. إنني أشعر بالقلق، خاصة أن كثيرا من الجناة يفلتون من أي شكل من أشكال العقاب، إن حرية الصحافة حق أساسي من حقوق الإنسان، وحجر الزاوية للديمقراطية، ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، دعونا نتعهد ببذل قصارى جهدنا لتمكين جميع الصحافيين في كل وسائل الإعلام للقيام بعملهم.. عندما يصبح الوضع مطمئنا للحديث، فإن العالم كله سيستفيد».

وأعلن مون عن استراتيجية تتبناها الأمم المتحدة لحماية الصحافيين وضمان سلامتهم تحت شعار «تحدث وأنت مطمئن»، وتهدف لتعزيز التعاون بين الحكومات والهيئات الإقليمية لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الإعلامية ومنظمات الأمم المتحدة وطالب بترجمة تلك الاستراتيجية إلى إجراءات على أرض الواقع، لخلق بيئة آمنة للصحافة، وحماية أكبر من خلال سيادة القانون.

وقال: «كل صحافي، عبر جميع وسائل الإعلام، يحتاج إلى أن يكون قادرا على القيام بعمله، وعندما يصبح الوضع آمنا في الكلام، فإن الفوائد تعم العالم كله».

وشددت إيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونيسكو، خلال الاحتفال، على أن حرية الصحافة «لا تحدث تلقائيا»، ولكن تتطلب خلق بيئة آمنة للحوار، حيث يمكنهم تنفيذ وظائفهم دون خوف من الانتقام، وقالت: «يواجه المدونون والصحافيون المواطنون والمنتجون في وسائل الإعلام الاجتماعية، تهديدات متزايدة على سلامتهم، ويجري استهدافهم مع العنف النفسي والعاطفي من خلال الهجمات السيبرانية؛ اختراق البيانات والترهيب ومراقبة لا مبرر لها والتعدي على الخصوصية»، وأضافت: «مثل هذه الاعتداءات تحدّ ليس فقط الحق في حرية التعبير، وإنما تهدد سلامة الصحافيين على الإنترنت، كما أنها تقوض قدرة جميع الناس على الاستفادة من الإنترنت المجاني والمفتوح».

ومنذ عام 1993، وضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث من مايو يوما عالميا لحرية الصحافة وضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام، وتسعى لحشد الجهود العالمية لحماية الصحافيين.

وقد أشار التقرير السنوي لمنظمة «فريدوم هاوس» حول حرية الصحافة لعام 2012 إلى تراجع في مستوى حرية الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واعتبر المنطقة الأسوأ في العالم في حرية الصحافة، لكن التقرير أشاد بالمكاسب الكبيرة التي حققتها الصحافة في دولتين من دول الربيع العربي، هما ليبيا وتونس، بينما تراجع تصنيف مصر من دولة حرة نسبيا إلى دولة غير حرة في الصحافة.

وأشار التقرير إلى تحسن تصنيف منطقة آسيا والمحيط الهادي في حرية الصحافة لعام 2012، وقال: «هذه المنطقة تضم واحدة من أسوأ الدول تصنيفا، وهي كوريا الشمالية، وأكبر الدول في عدم الحرية، وهي الصين». وأشاد بانفتاح البيئة الإعلامية في دول، مثل ميانمار وأفغانستان.

وسلط التقرير الضوء على تراجع حرية الصحافة في كلا من البحرين والكويت والإمارات، ووضع كلا من إيران وسوريا من بين أسوأ 10 دول في حرية الصحافة، وقال ديفيد كرامر رئيس المنظمة: «بعد عامين من انتفاضات الشرق الأوسط، ما زلنا نرى جهودا متصاعدة من جانب حكومات متسلطة حول العالم تفرض خناقا على الحوار السياسي المفتوح على الإنترنت وغيره».

وأضاف: «التراجع الشامل هو مؤشر مزعج على حالة الديمقراطية عالميا، ويسلط الضوء على الحاجة إلى اليقظة في دفع وحماية الصحافة المستقلة».

ووجد تقرير «فريدوم هاوس 2012» أن نسبة سكان العالم الذين يعيشون في مجتمعات تتمتع بحرية كاملة للصحافة، تراجعت إلى أدنى مستوى في أكثر من عقد. وقال إن 14 في المائة فقط من سكان العالم يعيشون في مجتمعات تتمتع بصحافة حرة وبيئة قانونية تساند الحرية وتمنع تدخل الحكومات والقوى السياسية فيها.

وذكر التقرير أن أسوأ 8 تصنيفات في العالم كانت من نصيب بيلاروسيا وكوبا وغينيا الاستوائية وإريتريا وإيران وكوريا الشمالية وتركمانستان.