البنتاغون يؤكد تطوير قنبلة خارقة للتحصينات لتدمير المواقع النووية الأكثر تحصينا

البحرية الإيرانية تعلن عن إطلاق مدمرة ونظام كاسحات ألغام

مدمرة «جماران» التي أطلقتها إيران سنة 2010 (صورة أرشيفية)
TT

أكدت مصادر بوزارة الدفاع الأميركية التقارير الإخبارية التي تشير إلى تعديلات أجراها الخبراء العسكريون في البنتاغون لتحديث وتطوير إمكانات أكبر قنبلة خارقة للتحصينات، بما يمكنها من تدمير المواقع النووية تحت الأرض الأكثر تحصينا ودفاعا، مثل موقع «فوردو» الإيراني المثير للجدل.

وأشارت المصادر إلى أن التجارب لتطوير إمكانات هذه القنبلة المعروفة باسم Massive Ordnance Penetrator، أو ما يطلق عليها اختصار «MOP»، قد بدأت منذ عامين، وتحدث المسؤولون في البنتاغون علنا عن تلك القنابل في مارس (آذار) الماضي. وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون «هذا التحديث يعطينا قدرة أكبر بكثير للوصول وتدمير أسلحة الدمار الشامل لدى العدو والتي تقع في منشآت محمية تحت الأرض». ونفى كيربي أن الهدف من تصميم هذه القنابل هو إيران رغم أنها البلد الوحيد المعروف بوجود مفاعلات نووية لديه في أعماق الأرض.

ووفقا لبيانات البنتاغون فإن قنابل «MOP» هي من طراز «بوينغ»، ومصممة لحمل قاذفات «بي 2» و«بي 52»، وتستطيع حمل 5300 رطل من المتفجرات، وقد تم اختبارها بنجاح لأول مرة في مدينة نيومكسيكو في عام 2007، لكن التحسينات الجديدة جعلت قوتها أقوى عشر مرات وتستطيع حمل 30 ألف رطل من المتفجرات.

وأصدر البنتاغون صورا لإثبات قدرات سلاح الجو الأميركي وشرح ما قام به من تحسينات، حيث يتمكن السلاح الجديد من اختراق الأرض ونظام توجيه لتحسين دقة إصابة الهدف وإحداث تفجيرات كبيرة. والفكرة هي خلق حفرة مع الضربة الأولى، ثم يتوالى قصف المكان نفسه ليصل إلى أعماق أكبر. وتكلفت التحسينات الجديدة نحو 330 مليون دولار.

من جانب آخر، أشار علماء البنتاغون إلى تطوير غواصات مدعمة بأجهزة استشعار عن بعد وروبوتات، أو ما يسمى بالروبوت البحري، بتطبيق فكرة مماثلة للطائرات من دون طيار التي تبقى في الهواء لأكثر من 30 ساعة، ويعتزمون تطبيق الفكرة نفسها في غواصات تكون مهمتها تدمير الألغام البحرية في الممرات المائية.

ويقول النقيب البحري دوين أشتون إن البحرية تعتمد على البشر في تعطيل الألغام في الممرات المائية، وإن الفكرة الحالية هي استخدام الروبوتات للقيام بهذه المهمة من خلال الاتصال مع سفينة كاملة من البحارة. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الصادرة أمس الجمعة أن المسؤولين الأميركيين يرون أن تطوير هذه القنبلة التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل له أهميته لإقناع إسرائيل بأن الولايات المتحدة لديها القدرة على منع إيران من الحصول على قنبلة نووية في حال فشل الجهود الدبلوماسية، وأن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يقوم بهذه المهمة بمفرده.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين يسعون لإثبات قدرات بلادهم عرضوا مؤخرا على زعماء مدنيين وعسكريين إسرائيليين شريط فيديو سريا لسلاح الجو حول نسخة سابقة من القنبلة وهي تصيب هدفها في تجربة من ارتفاع، وشرحوا ما تم عمله لتحسين هذه القنبلة، وفقا لدبلوماسيين شاركوا في اللقاء.

وأضافت الصحيفة أن التحسينات التي أدخلت على القنبلة تهدف لتبديد القلق الأميركي والإسرائيلي من أنه لا يمكن تدمير موقع «فوردو» الإيراني من الجو. ويعتقد أن «فوردو» هدف سيكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تتمكن الولايات المتحدة من تدميره باستخدام الأسلحة التقليدية. واستطردت الصحيفة أن التغلب على هذه العقبة يمكن أن يعزز بشكل كبير موقف الغرب في الجهود الدبلوماسية لإقناع إيران بالحد من برنامجها النووي. وأوضحت أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن اعتقادهم بأن دعم قدرات الولايات المتحدة في مجال أسلحة اختراق التحصينات يقلل من احتمال تنفيذ إسرائيل هجوما من جانب واحد ضد إيران خلال العام الحالي، وربما العام المقبل، مما يعني كسب مزيد من الوقت أمام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواصلة الجهود الدبلوماسية بعد الانتخابات التي تشهدها إيران الشهر المقبل. ورفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق، ويقولون إنهم يحتفظون بحق شن هجوم على إيران.

يشار إلى أن إسرائيل هددت بشن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية لأنها تعتبر أن وجود «إيران نووية» خطر على وجودها، في ظل تصريحات المسؤولين الإيرانيين بضرورة محو الدولة من على الخريطة. وهددت إيران من جانبها برد عنيف في حال شن إسرائيل أي هجوم.

في غضون ذلك، أعلن قائد عسكري إيراني، يوم أول من أمس (الخميس)، أن الأسطول البحري للجمهورية الإسلامية سوف «يتباهى في المستقبل القريب بمدمرة ونظام كاسحات ألغام مصنوعين محليا».

وفي مؤتمر صحافي، أعلن الأميرال الإيراني، حبيب الله سياري، أن المدمرة «شهيد بايندر» مصممة اعتمادا على أنظمة تكنولوجية فائقة التطور. كذلك، تعتزم البحرية الإيرانية إطلاق نظام كاسحات ألغام، من المفترض أن يمكن القوات البحرية من كسح أي ألغام مزروعة في مداخل الموانئ.

وقبل المدمرة «شهيد بايندر»، كانت إيران قد أطلقت المدمرة «جماران 2» في بحر قزوين في 16 مارس عام 2013. وتلك المدمرة أيضا عبارة عن جهاز ملاحي مصنع محليا على أحدث التقنيات. وكانت أول مدمرة أطلقتها إيران هي «جماران»، التي تم إرسالها إلى الخليج العربي في فبراير (شباط) 2010. ويبلغ وزن المدمرة 1420 طنا ومزودة بأنظمة رادار حديثة وغير ذلك من إمكانات الحرب الإلكترونية.

وظهر الإطلاق المهم للمدمرة «شهيد بايندر» بالتزامن مع الإعلان عن أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيبدأون تدريبات عسكرية في الخليج العربي مطلع مايو (أيار) الحالي. وينظر محللون سياسيون وخبراء لتلك الخطوة بوصفها محاولة للضغط على إيران قبل عقد انتخاباتها الرئاسية.

وتحدث جيف شتاينبرغ، من «إكسيكيوتيف إنتيليجينس ريفيو» في واشنطن، إلى «بريس تي في» قائلا «التوقيت واضح. مثلما أشارت التقارير الإخبارية، إنها الفترة التي تسبق مباشرة الانتخابات الإيرانية، وبالطبع انتهت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتوهما فقط من تدريبات استمرت لمدة شهر في خضم أزمة مع كوريا الشمالية، وكانت تهدف بشكل واضح إلى استعراض القوة العسكرية وبالطبع إلى الترويع».

على الجانب الآخر، صرح سياري قائلا «تمثل البحرية الإيرانية في الوقت الراهن قوة كبرى، وفي حالة ما إذا سعى جيش لتهديد (وجودنا) في البحار ومسار سفننا، يمكننا أن نواجهه بما نملك من أجهزة ومعدات».