حلب بلا ماء منذ 6 أيام والـ«1000» ليتر بـ70 دولارا

مصادر تركية تنفي لـ «الشرق الأوسط» قطعها لمياه الفرات

طفل يجر عربة لبيع المياه بحي الميسير في حلب (أ.ف.ب)
TT

تعاني مدينة حلب من شح في مياه الشرب منذ 6 أيام على إثر انخفاض منسوب مياه بحيرة سد تشرين. وبينما عزا نشطاء الثورة انخفاض المنسوب بسبب قطع مياه نهر الفرات من إدارة سد «أتاتورك» و«يد كيبان» التركيان، وذلك بحجة قيامهم بـ«التخزين لفصل الصيف»، نفت مصادر تركية الخبر، وأكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده ليست «بوارد معاقبة الأشقاء السوريين على جرائم نظام (الرئيس بشار) الأسد».

وقال أيقنت جمركجي، الناطق باسم الخارجية التركية، في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه إن «هذه المعلومات غير صحيحة». وتزامن النفي التركي مع إقرار عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني بأن سبب انقطاع المياه العذبة عن حلب هو انخفاض منسوب مياه بحيرة سد تشرين على نهر الفرات.

وكانت شبكة «حلب نيوز» الإخبارية قد أفادت بأن الحكومة التركية قد قررت قطع مياه نهر الفرات عن سوريا حتى 11 مايو (أيار) الحالي، ونشرت صورة التقطها أحد مراسليها تظهر منسوب نهر الفرات منخفضا في بلدة جرابلس الشمالية، وحذرت من أن «الوضع ينذر بكارثة خطيرة، بحسب ما يقول أهل المدينة هناك، لأن سد تشرين على وشك التوقف بعد قطع حكومة تركيا المياه عنه». كما تناقلت صفحات إعلامية معارضة في مدينة حلب أخبارا عن توقف محطتي الخفسة والبابيري لضخ المياه بسبب انقطاع الكهرباء عنهما، نتيجة انخفاض مستوى المياه في نهر الفرات، ما أدى إلى توقف عنفات توليد الكهرباء في سد تشرين.

إلى ذلك، أفاد ناشطون بأن انقطاع المياه عن حي الحمدانية، جنوب غربي حلب، التي تحوي قرابة 500 ألف نازح، أدى إلى رواج تجارة بيع مياه الآبار عن طريق الصهاريج، ووصل سعر الصهريج، سعة 1000 لتر، إلى 7000 ليرة سورية، أي ما يعادل 70 دولارا أميركيا. ويؤكد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أن «المعارضة السورية تتواصل مع الحكومة التركية لمعالجة مسألة انخفاض منسوب المياه في تركيا وسوريا».

وأشار سرميني إلى أن «منسوب بحيرة سد تشرين انخفض إلى 321.58 متر فوق سطح البحر، علما بأن المنسوب المثالي هو 325 مترا فوق سطح البحر»، موضحا أن «ثلاثة سدود تقع على نهر الفرات هي سد تشرين وسد الطبقة وسد البعث سابقا، تقع جميعها في محافظتي حلب والرقة وتحت سيطرة المعارضة».

وشدد سرميني على أهمية هذه السدود في «توفير المياه للمناطق المحررة وتوليد الكهرباء كذلك»، لافتا إلى التوجه لـ«تفعيل لجنة مشتركة للمياه بين سوريا وتركيا من أجل تنظيم موضوع السدود والمياه، على أن تضم ممثلا عن الائتلاف وعددا من المختصين». وذكر بوجود «اتفاقية لتوريد المياه من قبل تركيا إلى سوريا بمعدل 500 متر مربع في الثانية، ما زالت تركيا ملتزمة بها»، معتبرا «أننا نحتاج في الواقع اليوم لأن يرتفع المعدل إلى 100 متر مربع».

يشار إلى أن نهر الفرات، وهو أحد أكبر الأنهار في جنوب غربي آسيا، ينبع من جبال طوروس في تركيا، ثم يجري في الأراضي السورية عند جرابلس، لينتهي به المطاف في الخليج العربي عند مدينة الفاو العراقية. ولا يوجد اتفاق نهائي لتقاسم مياه الفرات بين الدول الثلاث، إلا أن الاتفاق المعمول به الآن هو حصول سوريا على معدل تدفق لا يقل عن 500 متر مكعب بالثانية من مياه الفرات، على أن تطلق الأخيرة ما نسبته 58 في المائة من المياه الواردة إليها إلى العراق، وتحتفظ سوريا بنسبة 42 في المائة المتبقية.