هجومان انتحاريان في شمال مالي.. والجيش الحكومي يواصل نزع الألغام

عقيد في الجيش المالي: بعض قادة الجهاديين وصل إلى ليبيا.. وآخرون نعرف مواقعهم

TT

بينما يستعد الجيش المالي للهجوم على مدينة كيدال الواقعة في أقصى شمال شرقي مالي، واستعادة السيطرة عليها من أيدي الانفصاليين الطوارق المنتمين للحركة الوطنية لتحرير أزواد، شهدت مدينتا غوسي ومانيكا، الواقعتان على مشارف منطقة كيدال، عمليتين انتحاريتين صباح أمس (الجمعة). وتأتي العمليتان الانتحاريتان بعد توقف دام أكثر من شهر خفت فيه حدة المواجهات في شمال مالي. أسفرت هاتان العمليتان عن مقتل أربعة انتحاريين وإصابة جنديين ماليين، وذلك وفق ما أكدته مصادر عسكرية مالية، كما أكد مصدر عسكري نيجري وآخر مالي أن الهجوم الأول وقع في مدينة مانيكا، نحو 300 كيلومتر شرق غاو، واستهدف معسكرا للجيش النيجري دون أن يوقع ضحايا باستثناء الانتحاري.

وأوضح المصدر العسكري النيجري، أن «انتحاريا اقتحم بسيارة مدخل ثكنتنا العسكرية في مانيكا، نحو الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش، فاستخدمنا أسلحتنا قبل أن يفجر الانتحاري نفسه ويقتل، لكن لا ضحايا في صفوفنا». من جهة أخرى، كان الجهاديون قبل انسحابهم من المدن والأودية في شمال مالي، قاموا بزراعة أعداد كبيرة من الألغام لتحصين مخابئ السلاح مع الاحتفاظ بطرق سرية يعرفونها وحدهم. وقال العقيد ميغا، المتحدث باسم الجيش المالي، إن «وحدات متخصصة في إزالة الألغام، تتكون من خبراء من القوات المسلحة المالية والفرنسية، يتحركون ببطء من أجل البحث عن المناطق الملغومة وتأمينها» وأكد مصدر مالي في مانيكا هذه المعلومات، وقال إن «انتحاريا فاتح البشرة نجح في دخول معسكر القوات النيجرية في مانيكا يوم الجمعة، على متن سيارة كان يقودها بنفسه، وفجر نفسه».

وتجدر الإشارة إلى أن مانيكا تقع على الطريق الرابط ما بين مدينتي غاو وكيدال، وتعتبر مرحلة مهمة في استعادة الجيش المالي للسيطرة على كيدال.

من جهة أخرى، استهدف الهجوم الانتحاري الثاني مدينة غوسي، التي تقع على بعد 185 كيلومترا جنوب غربي غاو. ليسفر عن مقتل ثلاثة انتحاريين وإصابة جنديين ماليين بجروح. وأكد مسؤول إداري في المدينة أن الانتحاريين الثلاثة وصلوا إلى غوسي في شاحنة انطلقت من مدينة غاو، كبرى مدن الشمال المالي، قبل أن يضيف: «عند وصولهم إلى حاجز عسكري في غوسي فجر الانتحاريون الثلاثة، ذوو البشرة السوداء أنفسهم أمام العسكريين الماليين، وأصيب جنديان بجروح».

وعلى صعيد آخر، اتهم المتحدث باسم الجيش المالي، العقيد سليمان ميغا، الانفصاليين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بمساعدة قادة جهاديين على الاختباء في شمال مالي. وأشار إلى أنه «منذ اندلاع الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة والإرهابية، قام أغلب قادة الجهاديين بالفرار، وهو أمر مشين، ونحن نعرف أن بعض هؤلاء القادة موجود في ليبيا».

وأضاف ميغا في حديث للصحافيين مساء أول من أمس، أن «مواقع بعض قادة الجهاديين معروفة، ولكننا نفضل عدم الإعلان عنها، وإلا فإنهم سوف يغيرون أماكن وجودهم، ولكن علينا أن نقول إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد في الغالب تساعدهم على الاختباء».

وقال العقيد المالي، إن «الألغام تم زرعها ما بين المنازل والوديان، والمخابئ التي وضع فيها الجهاديون الذخيرة، ومن خلال المعلومات التي أعطاها السكان المحليون تمكنا من العثور على هذه الذخيرة»، مشيرا إلى أهمية تعاون السكان المحليين مع القوات المسلحة المالية.

وأضاف العقيد ميغا، أن «هؤلاء الجهاديين يقولون إنهم يعملون لصالح السكان المحليين، وإن كانوا بالفعل يعملون لمصلحة السكان لما وضعوا هذه الألغام بينهم، لأن القوات المسلحة ليست وحدها المهددة بهذه الألغام، وإنما السكان أيضا».