الجامعة العربية تكثف جهودها لإنجاح «جنيف 2»

200 معارض يجتمعون في القاهرة لوضع آليات عمل «القطب الديمقراطي»

TT

يلتقي، صباح اليوم، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مع المساعد الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط ودول الخليج فيليب غوردون، لبحث أجندة المؤتمر الدولي المزمع عقده، لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية. في الوقت الذي يختتم فيه معارضون سوريون اجتماعهم في القاهرة لصياغة وإصدار وثيقتين تضمنان مستقبل سوريا قبل وبعد إسقاط النظام، ووضع آليات عمل لكيان القطب الديمقراطي.

ومن المنتظر أن يناقش العربي وغوردون توقيت انعقاد المؤتمر، الذي يفترض أن يعقد في أعقاب قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أواخر الشهر المقبل، بعد الاتفاق الأخير بين واشنطن وموسكو على ضرورة حل الأزمة السورية، وفق أجندة سياسية أطلق عليها اسم «جنيف 2». وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية والمبعوث الأممي العربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي يقومان بدورهما باتصالات مكثفة مع الدول الغربية، بشأن المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سوريا.

إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اتصالا هاتفيا، أمس، بالإبراهيمي، تم خلاله بحث مستجدات الأزمة السورية، وكيفية العمل على التوصل إلى حل لإنهاء الصراع الدموي الدائر على الأرض السورية، بما يضمن تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة نحو الديمقراطية والحرية.

في غضون ذلك، عقد أعضاء «القطب الديمقراطي»، أمس، أولى جلساته التشاورية والتأسيسية في القاهرة، بحضور شخصيات وكتل وأحزاب سياسية وموفدين من أركان الجيش الحر ومعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لصياغة وإصدار وثيقتين تضمنان مستقبل سوريا قبل وبعد إسقاط النظام، ووضع آليات عمل للكيان الجديد الذي يعد أكبر كيان تعددي.

ويعد هذا اللقاء، الذي يستمر لليوم، بحضور نحو 200 شخصية معارضة سورية، أكبر تجمع سياسي منذ بداية الثورة. وقال المعارض السوري فايز سارة لـ«الشرق الأوسط» إن «احتشاد المعارضين جاء لعمل لجنة منظمة تقوم بتنظيم الأعمال، ووضع التصورات العامة، وتكليف المعارضين لبناء جسم معارض وتنسيق توجهاته السياسية، لتقديم خدمة للمصلحة الوطنية في مواجهة النظام».

وشهد المؤتمر حضورا كرديا موسعا بكل أحزابه وشخصياته الموجودة في داخل وخارج سوريا. وقال عبد الحميد درويش رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي إن «عمل (القطب الديمقراطي) ينصب في الاتجاه المناهض للأفكار المتطرفة، خاصة الدينية، التي تعترض طريق الثورة السورية. وإن أكراد سوريا هم جزء من هذا التوجه الذي يتماشى تماما مع الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية».

وهدف المؤتمر، في يومه الأول، إلى الخروج بتوصيات للقاءات الأولية، وعرضها على الحضور ولإقرارها، لتكون بمثابة ورق عمل لمتابعة تداعيات المجريات على الأرض، ولاستعادة الوحدة لوطنية لبناء قطب ديمقراطي.

وقال العقيد عبد الحميد زكريا، الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «العسكر عبر العصور هم أعداء للديمقراطية، لكن سوريا ستهزم هذا النظرية ليكون السياسيون والعسكر يدا واحدة، للمناداة بالديمقراطية واحترام حقوق الجميع والمحافظة على الحريات العامة، وليس قمعها».

وعن سبب مشاركة الأطراف العسكرية في الاجتماع، أشار العقيد زكريا إلى أن «(الجيش الحر) يقف على مسافة واحدة من جميع التشكيلات السياسية المعارضة للأسد، ونحن في الجيش الحر في خندق واحد مع السياسيين ونعمل على إنهاء مأساة السوريين».