البحرين: مجلس العمل المشترك ينصح بعقد اجتماعات «بناء ثقة» بين دول الشرق الأوسط

اعتبر مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات خطوة لتجسير الهوة الدينية

جانب من افتتاح أعمال المجلس في المنامة أول من أمس (بنا)
TT

طالب مجلس العمل المشترك، وهو مجموعة من السياسيين والخبراء من مختلف دول العالم، الأمم المتحدة بالعمل على طمأنة كل من إسرائيل وإيران للانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي لإقامة شرق أوسط خال من الأسلحة النووية أسوة بأميركا الجنوبية.

كما أشاد المشاركون في أعمال المجلس بمبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان، واعتبروا مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات خطوة مهمة لتجسير الهوة الدينية بين أتباع الأديان.

ويجتمع مجلس العمل المشترك مرة واحدة في العام ويراجع الأوضاع حول العالم، وعقد المجلس اجتماعاته لهذا العام في الفترة من 9 إلى 11 مايو (أيار) الجاري تحت رعاية الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين.

أوصى مجلس العمل المشترك في ختام أعماله أمس في العاصمة البحرينية المنامة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، أسوة بأميركا الجنوبية، وحث المجلس المجتمع الدولي للمساهمة في عقد مؤتمر دولي يهدف لإنهاء الحرب في سوريا.

وطالب المجلس المجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص بتوفير تطمينات لكل من إيران وإسرائيل حتى توقعا على معاهدة حظر الانتشار النووي، وقال وجين كريتيان رئيس وزراء كندا الأسبق إن حالة إيران مختلفة عن إسرائيل، فإيران دولة لديها مخاوف من الخارج وعليها أن تتدبر شؤونها بنفسها لذلك تلجأ إلى البرنامج النووي، بينما إسرائيل تحظى بحماية من المجتمع الدولي ولكن ما زال لديها مخاوف ولا تشعر بالأمان رغم هذه الحماية، وقال إن على الأمم المتحدة أن تقوم بدور في هذا الجانب لطمأنة الدول التي لديها مخاوف ومنحها الشعور بالأمان حتى تنضم إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية.

وبشأن المياه حذر المجلس من التوسع في مشاريع الوقود الحيوي والتي اعتبرها مضرة بالاحتياطيات المائية التي تتناقص وقد يكون لها دور مباشر في أزمة المياه مستقبلا.

وأصدر الاجتماع العام السنوي الحادي والثلاثون لمجلس العمل المشترك في بيانه الختامي 44 توصية تخص محاور الاجتماع الأربعة والتي تتعلق بجملة من القضايا المتعلقة بالأمن والسلام والاقتصاد العالمي، وهي «الأوضاع العالمية الراهنة»، والطاقة المائية والغذاء، وتجسير الانقسام الديني، والانتشار النووي.

وأوصى مجلس العمل المشترك بتشجيع الدول في الشرق الأوسط للاشتراك في اجتماعات أولية لبناء الثقة اللازمة لإيجاد منطقة شرق أوسطية خالية من الأسلحة النووية. ودعا المجلس كلا من روسيا والولايات المتحدة الأميركية لمواصلة جهودها لعقد مؤتمر دولي يهدف لإنهاء الحرب في سوريا، مطالبا دول العالم بالتبرع لتلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين.

وحث المجلس في بيانه الختامي كافة الدول على الانضمام للتوقيع والمصادقة على المعاهدة العالمية لتجارة الأسلحة التقليدية والتي تم الموافقة عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما اعتبر المجلس مشروع قناة «البحرين» التي تربط البحر الأحمر مع البحر الميت وسيلة لمصادر مياه جديدة تضمن الأمن في الشرق الأوسط، ودعا المجتمع الدولي إلى تبني المشروع والمساهمة فيه.

وقد شارك في أعمال الاجتماع العام السنوي الحادي والثلاثين لمجلس العمل المشترك عدد من الشخصيات من مختلف دول العالم، من بينهم الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الأردني الأسبق رئيس أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم، والدكتور فرانز فرانيتسكي المستشار الأسبق للنمسا والرئيس المشارك للمجلس المشترك، وجين كريتيان رئيس وزراء كندا الأسبق والرئيس المشارك للمجلس، والفائز بجائزة نوبل الدكتور أوسكار أرياس سانشيز الرئيس الأسبق لكوستاريكا، ويوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والدكتور ماجد المنيف السكرتير العام للمجلس الاقتصادي الأعلى في السعودية، واللورد مايكل لوثيان رئيس المنتدى الاستراتيجي العالمي، والدكتور رضا أصلان الباحث في شؤون الأديان والكاتب المعروف.

ويهدف مجلس العمل المشترك من خلال تنظيم الاجتماعات السنوية العامة إلى حشد مجموعة من الخبراء والمختصين ممن تبوأوا مناصب عليا وقيادية في مختلف دول العالم، لتقديم توصيات واقتراح حلول عملية حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه شتى شعوب العالم.