الرئيس اليمني: أي حوار في الخارج بشأن «القضية الجنوبية» لا يعنينا

خلافات في البرلمان بين «المشترك» و«المؤتمر».. واعتداء جديد على الكهرباء بمأرب

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (أ ف ب)
TT

حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من إعطاء أي اعتبار للحوارات التي تجري خارج اليمن لبحث القضية الجنوبية أو غيرها من القضايا في الساحة اليمنية، في وقت عاودت فيه جماعات تخريبية استهداف شبكات الكهرباء في شرق البلاد.

وقال هادي، خلال استقباله أمس سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، إن ما يجري من حوارات بشأن القضية الجنوبية في الخارج «لا يعنينا ولا يعنيكم، وذلك يهدف إلى إحداث الإرباكات، وإنه لا حوار إلا ما يجري هنا في الداخل وترجمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والحوار مفتوح لمن اقتنع بالالتحاق به»، في إشارة إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في اليمن في 18 مارس (آذار) الماضي، مغلقا الباب أمام أي محاولات من المعارضة الجنوبية في الخارج لتعديل مسار الحوار الوطني.

واستعرض الرئيس اليمني مع سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية جملة من القضايا المتعلقة بسير الحوار الوطني وتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2014 و2051، وتطرق إلى قراراته الأخيرة بشأن إعادة هيكلة الجيش اليمني وقال إنها «هدفت إلى نزع التوترات من العاصمة صنعاء، وتم اتخاذها في الوقت المناسب دون تسرع أو تأخير»، وأشار أيضا إلى «التموضعات الجديدة لبعض الألوية العسكرية من هنا وهناك» حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، وأشار إلى بدء النزول الميداني لفرق مؤتمر الحوار إلى المحافظات وأنه ستكون لذلك «معطيات مهمة جدا على صعيد التواصل واللقاء مع المجتمع، وهو ما يساعد على صناعة الدستور الملائم والذي يحتاج إليه اليمن»، وأن القرارات والخطوات وما يتم اتخاذه «موجود في آلية المبادرة الخليجية، وأن اليمن قد خرج من خطر الحرب والانقسام إلى آفاق صنع الغد المأمول من أجل أن ينعم بالأمن والاستقرار والنظام والقانون».

وفي الوقت ذاته، بدأت فرق ولجان مؤتمر الحوار الوطني الشامل نزولها الميداني ضمن مراحل المؤتمر الذي يمتد لستة أشهر، وقال هادي إن الفرق «التي نزلت إلى الميدان بمختلف مسمياتها هدفها البحث عن الأسباب وليس النتائج، وذلك لأن البحث عن الأسباب يوفر الوقت ويشخص المشكلة أو القضية»، وإن المركزية «هي أم المشاكل، ولو أن الصلاحيات موجودة في مراكز المحافظات لأمكن حل الكثير من القضايا والمشاكل».

وفي السياق ذاته، ناقش فريق عمل القضية الجنوبية، أمس، رؤية الحزب الاشتراكي اليمني حول محتوى القضية الجنوبية، وتم تأجيل مناقشة رؤيتي حزب التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إلى جلسة اليوم. وفي جلسة أمس، قال ياسين مكاوي، نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني «إن عمل فريق القضية الجنوبية يسير في الطريق الصحيح الذي ينشده الجميع». واعتبر مكاوي هذه النقاشات الأساس لبلورة الحلول الصائبة، موضحا أن التعصبات لا تخدم القضية الجنوبية، وأن مخرجات فريق عمل القضية الجنوبية ستحدد مشاريع ومخرجات الفرق الأخرى.

ونقل موقع «مأرب برس» الإخباري، عن رئيس الفريق محمد علي أحمد، تأكيده على أهمية العمل بروح الفريق الواحد والالتزام بالضوابط المنظمة للحوار وبما يسهم في إيجاد الحلول المناسبة لهذه القضية المصيرية. وفي الجلسة أدان الفريق الحادث الإرهابي الذي استهدف ثلاثة من الضباط الطيارين في محافظة لحج وأودى بحياتهم، كما أدانوا حوادث الاغتيالات التي حدثت خلال الفترة الماضية. وفي هذا الشأن طلب الفريق حضور وزيري الدفاع والداخلية ورئيسي جهازي الأمن القومي والسياسي لمناقشة الاختلالات الأمنية والإجراءات المتخذة في قضية اغتيال الطيارين الثلاثة وغيرها من حوادث الاغتيالات.

في موضوع آخر، انسحبت كتلة تكتل «أحزاب اللقاء المشترك»، الشريك في حكومة الوفاق الوطني والذي يرأس الحكومة، من جلسة مجلس النواب (البرلمان)، بعد خلافات عاصفة بين شركاء العملية السياسية والتسوية الجارية حول جملة من القضايا على الساحة، أبرزها حول قانون يتعلق بانتخاب رؤساء الجامعات، غير أن مصادر في «المشترك» قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الانسحاب يرجع إلى أسلوب رئيس البرلمان، يحيى الراعي (مؤتمر شعبي) في إدارة الجلسات، وإلى أن كل القضايا يجب أن تتخذ القرارات بشأنها بالتوافق وليس بالأغلبية، لأن ذلك يخالف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وتتكون حكومة الوفاق الوطني في اليمن من أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وفي سياق آخر، نفى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، ما تسرب من أنباء عن تصريحات منسوبة له تشير إلى حق الرئيس السابق (صالح) في ممارسة السياسة والترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة بعد نحو 9 أشهر. وقال بيان صادر عن مكتب بن عمر إنه لم يدل بمثل هذه التصريحات على الإطلاق.

وعلى الصعيد الأمني، قامت مجاميع «تخريبية»، كما تسمى في محافظة مأرب بشرق البلاد، باستهداف شبكات الكهرباء في منطقة الدماشقة، الأمر الذي أسفر عن خروج محطة مأرب الغازية من الخدمة وانطفاء الكهرباء عن العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية. ويأتي هذا الاستهداف الجديد ضمن سلسلة عمليات متواصلة تستهدف المصالح الحيوية اليمنية كخطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط والغاز المسال في شرق البلاد. وقد وضعت الداخلية اليمنية قائمة سوداء بأسماء عدد من الأشخاص المتورطين في هذه الهجمات التي أثرت كثيرا على الاقتصاد اليمني خلال العامين الماضيين.