مصادر يمنية رفيعة: سقوط الطائرة العسكرية في صنعاء كان بـ«فعل فاعل»

تعذر اجتماع حكومة الوفاق في ظل غياب باسندوة

قوات يمنية عند موقع سقوط الطائرة في أحد الأحياء السكنية بصنعاء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر أمنية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة التي سقطت أول من أمس في شارع الخمسين بصنعاء (سوخوي 22) أسقطت ولم تسقط، مشيرا إلى استهدافها وإلى وجود معلومات مؤكدة باستهداف الطائرات الثلاث الأخيرة التي سقطت في صنعاء فوق مبان سكنية وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وذكرت المصادر أنه «تم استهداف الطائرة ولم يكن سقوطها ناتجا عن خلل فني». ورفضت المصادر التعليق على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الجهة التي يمكن أن تكون وراء استهداف الطائرة، واكتفت بالقول إن «التحقيق لا يزال مستمرا». وجاءت تصريحات هذه المصادر الخاصة بعد تأكيدات أجهزة أمنية بخصوص تعرض الطائرة الأخيرة لعمل تخريبي يعتقد أنه استهداف من الأرض أو بواسطة عبوة ناسفة زرعت في الطائرة.

من ناحية أخرى، قالت مصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن غياب رئيس حكومة الوفاق الوطني في اليمن، محمد سالم باسندوة، خارج اليمن لأكثر من شهر وعدم عودته إلى البلاد، رغم إعلان مغادرته اليمن للعلاج فقط لأسبوعين، يخلق الكثير من التساؤلات في ظل ما طرح مؤخرا عن تعديل حكومي وشيك على حكومة الوفاق.

وقال مصدر حكومي إن غياب رئيس الحكومة هو للعلاج، لكنه أكد أن «المشكلة تكمن في عدم انعقاد اجتماعات مجلس الوزراء في غيابه وتأخر اتخاذ العديد من القرارات بشأن جملة من القضايا». ولم يستبعد المصدر وجود نوع من الخلافات بين الرئيس هادي ورئيس الحكومة، رغم نفي رئيس الجمهورية لوجود أي خلافات عندما رأس اجتماع الحكومة.

وللأسبوع الرابع لم تعقد حكومة الوفاق الوطني اجتماعاتها على غير العادة، حيث من المعمول به أن يرأس أكبر أعضاء الحكومة في اليمن سنا أو أقدم الأعضاء أو من يوكل إليه رئيس الحكومة اجتماعات الحكومة في ظل غياب رئيسها، غير أنها لم تعقد منذ مغادرة رئيس الوزراء سوى اجتماع واحد برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

إلى ذلك، قال الرئيس عبد ربه منصور هادي إن ركام الماضي في اليمن يحتاج إلى «جهود جبارة من أجل صقل المواهب الوطنية والقدرات الفذة للشباب لتكون قادرة على صنع المستقبل الجديد وفقا لمخرجات المؤتمر التي سيكون أساسها الحكم الرشيد والدستور الجديد الذي سيلائم ظروف اليمن ويواكب العصر ويصون الحقوق والحريات والمواطنة المتساوية». وأضاف أثناء استقباله، أمس، للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام للشباب المنتدبين من أمانة العاصمة وجميع المحافظات أن «الانتصار لثورة التغيير والولوج للحوار الوطني الشامل الذي تشارك فيه كل فئات المجتمع بالمئات لم يكن أمرا سهلا، لكنه يصل إلى مرتبة الرقي الحضاري خصوصا إذا ما قسنا أن صنعاء هي العاصمة العربية الوحيدة المدججة بالسلاح الثقيل والخفيف، ووسط انقسام في الجيش والأمن والقوى السياسية».

واستعرض هادي الأوضاع التي مر بها اليمن، وقال «الحمد لله أن الله قد جنب العاصمة واليمن ويلات الحرب الأهلية والانقسامات بكل أشكالها». وأكد أن «70 في المائة من سكان اليمن هم من فئة الشباب، وأن هناك ما يصل إلى ستة ملايين منهم يحتاجون إلى فرص العمل والوظيفة، وهذا يحتاج إلى استثمارات وتوظيفات مالية ونوافذ عمل، كما أن هناك نحو 600 ألف من المتخرجين في المعاهد العليا والجامعات ينتظرون فرص العمل والوظيفة». واعتبر هادي، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة «كانت المخرج المشرف وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب، ومن أجل المصلحة الوطنية العليا شاركت القوى السياسية بفاعلية كبيرة، وتعاون المجتمع الدولي مع اليمن وكذلك الأمم المتحدة، وتحققت في ظل الرعاية الإقليمية والدولية الكثير من المنجزات في طريق إخراج اليمن إلى بر الأمان ونجاح المرحلة الانتقالية بكل تفاصيلها».