شيشانيون وعرب يقاتلون نظام الأسد ضمن كتائب «المهاجرين»

داعية إسلامي: سوريا ليست لأبنائها فقط وحربها لكل المسلمين

TT

لا ينكر مقاتلو الجيش الحر أن لهجات أجنبية ولكنات عربية مختلفة باتت تُسمع في صفوف كتائبهم وألويتهم المنتشرة في مختلف المناطق السورية، وتؤكد مصادر ميدانية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء المجاهدين هم خليط من أناس أتوا من بلدان أوروبية وروسيا وأوكرانيا وطاجيكستان، إضافة إلى عدد من الدول العربية مثل ليبيا وتونس والعراق». وترى المصادر عينها أن «طول أمد الصراع السوري تسبب بزيادة أعداد المقاتلين الأجانب، ما دفعهم إلى تشكيل تنظيمات عسكرية خاصة بهم تعرف بتسمية (كتائب المهاجرين)». ويتوزع النشاط العسكري لهذه الكتائب بين مدينتي حلب وإدلب تحديدا؛ ويقول قائد لواء «درع هنانو» التابع لـ«الجيش الحر» حمزة حبوش لـ«الشرق الأوسط» إن «عدد المهاجرين الذين يقاتلون مع المعارضة في إدلب يقارب 2000 مقاتل، معظمهم من العرب».

وتفيد المصادر الميدانية أن «الحدود غير المنضبطة مع دول الجوار تسمح بوجود شبكات تساعد المجاهدين الأجانب والعرب على التسلل إلى داخل الأراضي السورية والمشاركة في القتال ضد النظام»، مشيرة إلى أن «قسما قليلا منهم لديه تجارب سابقة في القتال فيما القسم الأكبر عبارة عن شباب في مقتبل العمر»، وتوضح أن «خبراتهم القتالية عادية جدا لكن امتلاكهم للروح (الاستشهادية) يجعلهم يندفعون إلى مواقع توجيه ضربات قاسية للقوات النظامية».

وعناصر كتائب المهاجرين، وفق الداعية الإسلامي والخبير بالجماعات الجهادية عمر بكري فستق، هم من «الكتائب الإسلامية التي تسير على نهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة». ويقول فستق لـ«الشرق الأوسط» إن «معظمهم يتحدر من بلدان شمال أفريقيا وأوروبا الغربية والقوقاز والشيشان إضافة إلى مقاتلين من البلاد العربية».

ويأتي حضور المهاجرين إلى سوريا، وفق الخبير بالجماعات الجهادية: «بهدف نجدة إخوانهم من أهل السنة، ولتحقيق ذلك فهم ليسوا بحاجة إلى إذن أحد للقيام بذلك». ويذهب إلى حدّ اعتبار أن «سوريا ليست ملك السوريين بل هي بلاد الله وملك الأمة الإسلامية، والحرب فيها هي حرب كل المسلمين في العالم».

ويظهر شريط فيديو بث على مواقع الإنترنت أبو عمر الشيشاني، رئيس كتائب المهاجرين، متوسطا مجموعة من المجاهدين القادمين من خارج سوريا وتحديدا من الشيشان. ويتحدث أبو عمر خلال الشريط عن «قدومه إلى أرض الشام لرفع الظلم عن أهلها المسلمين»، بلغة شيشانية، ويقوم أحد المقاتلين العرب بترجمتها إلى العربية.

ويقول أحد الناشطين المعارضين في حلب إن «كتائب المجاهدين بدأت تجذب عناصر من (الجيش الحر) للقتال في صفوفها»، لافتا إلى «انضمام نحو 600 مقاتل من (جيش محمد)، وكتائب (خطاب) إلى المهاجرين، إذ بايع هؤلاء الأمير أبو عمر الشيشاني وبات اسمهم جيش (المهاجرين والأنصار)». ويلفت الناشط إلى «تخلي المجتمع الدولي عن الشعب السوري دفعه ليصبح حاضنة لكل أشكال المقاتلين طالما أنهم يسعون لإسقاط النظام، محذرا من «الأجندة الجهادية التي يقاتل في سبيلها هؤلاء المجاهدون، والمتمثلة بإقامة دولة إسلامية، وهو ما يتنافى مع تطلعات الشعب السوري».