مدنيون تحت الأنقاض.. وأطفال بلا حليب أو أدوية

TT

لم تلق دعوة جورج صبرا، رئيس الائتلاف الوطني السوري بالإنابة، لفتح «ممر إنساني» من أجل إنقاذ أهالي مدينة القصير، أي استجابة من الأطراف المتقاتلة، حتى إن ناشطين ميدانيين وقادة في «الجيش الحر» أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية والعناصر التي تقاتل إلى جانبها تمكنت من قطع معظم خطوط الإمداد البرية إلى القصير، إن لم يكن جميعها، وهو ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى الاستعانة بممرات وأنفاق سرية، على حد تعبيرهم، من أجل الحصول على جزء يسير من الإمدادات والاحتياجات.

وفي موازاة المعارك العنيفة التي تعاني منها المدينة، تشتد معاناة المدنيين من أهالي القصير وجوارها. وتتباين التقديرات بشأن عدد السكان الذين ما زالوا في القصير وغالبيتهم من النساء والأطفال والمتقدمين في السن؛ فبينما يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود 30 ألف مواطن داخل القصير، يتحدث قياديون في المعارضة السورية، وبينهم صبرا، عن وجود 50 ألفا.

ويعيش السكان الصامدون، رغم القصف وحجم الدمار، ظروفا إنسانية صعبة. ويقول أحد المتحدثين باسم «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن «الحاجة ماسة إلى الأدوية وعلاج عدد كبير من الجرحى، يبقى عدد منهم لساعات في مواقع إصاباتهم، عدا النقص الحاد في المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال من حليب وحفاضات وأدوية».

وتعتبر جولة الاشتباكات التي تشهدها القصير أخيرا الأعنف منذ بدء الثورة في سوريا، منتصف شهر مارس (آذار) 2011. وبحسب تقرير صادر عن القيادة المشتركة في «الجيش الحر»، فإن القصير لم تشهد ولا أي من المدن السورية الأخرى، أن يتناوب عليها «جيشان من 6 محاور في القصف وإطلاق الرصاص، حيث تستخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي والهاون والبراميل التي ترميها الطائرات النظامية». ويشير التقرير عينه إلى حجم المعاناة الإنسانية الكبيرة، مع انتظار عدد من الأهالي من يعينهم على سحب أبنائهم، من الجرحى أو القتلى من تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة. وتسبب أصوات الضرب والقصف التي تهز المدينة من دون توقف، حالة من الفوضى والذعر في صفوف المدنيين.