رفسنجاني: إيران تواجه مخاطر وشيكة.. والحكومة لا تعلم ماذا تفعل

مرشحو الرئاسة الثمانية يطلقون حملاتهم الانتخابية

صورة للرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني وهو يحيي الصحافيين تعود ليوم السبت لدى تسجيل ترشيحه للانتخابات الرئاسية (أ.ب)
TT

في أول تصريح له بعد استبعاده من سباق الرئاسة الإيرانية الثلاثاء الماضي، قال الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني إن ما دفعه لخوض سباق الانتخابات هو إيجاد حلول للأزمات السياسية والاقتصادية الطاحنة التي تشهدها إيران، مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة سترث مشكلات اقتصادية واجتماعية جمة بسبب سوء الإدارة وعدم الكفاءة، حسب ما جاء على موقعه الرسمي.

وأوضح رفسنجاني في حديثه لأعضاء حملته خلال اجتماعه بهم أن دوافعه للترشح في الدقائق الأخيرة جاء نتيجة لمناشدات واسعة النطاق من ممثلي كل طوائف المجتمع بما في ذلك رجال دين كبار في قم والنجف ومشهد.

وقال: «سترث الحكومة المقبلة مجموعة هائلة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تسبب فيها سوء الإدارة وعدم الكفاءة، ناهيك بالعقوبات الاقتصادية». وأضاف: «من يتمكن من حل مثل هذه الأزمات يجب أن يكون موضع تقدير وتمد إليه يد العون». لكن التقارير غير الرسمية الواردة من الاجتماع تحتوي على مزيد من التفاصيل بشأن تقييم رفسنجاني للموقف الذي تواجهه إيران. فأشار موقع «ساهام» الإخباري إلى تحذير رفسنجاني من الخطط البالغة الخطورة التي يتم إعدادها ضد إيران من قبل الكونغرس الأميركي والتي تهدف إلى تفكيك البلاد. وذكر مؤيديه أيضا بشبح الحرب الذي يحوم حول إيران من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.

واستبعد مجلس صيانة الدستور الذي يجيز المرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات يوم الثلاثاء الرئيس الإيراني المعتدل الأسبق، كما استبعد اسفنديار رحيم مشائي حليف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مكتبه السابق، ومنعهما من خوض السباق مما يخلي الساحة لمرشحين متشددين موالين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقال رفسنجاني: «إنهم (الفصيل الحاكم حاليا) لا يعلمون ما يفعلونه بهذه البلاد، فلم يتبقَّ سوى القليل من المال، وهذا لا يمكن الحصول عليه أيضا بسبب العقوبات، وباختصار، فحتى في ظل وجود مؤامرة لا يمكن أن يحدث لإيران أسوأ من هذا الذي حدث (عبر الفصيل المتشدد الحاكم)».

وأبان رفسنجاني أن هناك حاجة الآن إلى تجربة إعادة بناء البلاد بعد الحرب الإيرانية العراقية. وكان قد انتخب عام 1989 بعد عام من انتهاء الحرب، وكان يطلق على إدارته اسم «حكومة إعادة البناء»، وهي فترة من إعادة البناء والإصلاح أعادت إيران للوقوف على قدميها. وأضاف: «الأجانب وصفوني بأني رجل سهل لأنه لم يمر وقت طويل قبل أن تفتح الأبواب. والآن يمكن بسهولة استخدام هذه التجربة مجددا باستثناء أن الناس كانوا متعاطفين في ذلك الوقت».

من جهة ثانية بدأت أمس الحملة الانتخابية الرسمية لمرشحي الرئاسة أمس، حيث اختار عمدة طهران، محمد باقر قاليباف، من تحالف 2 + 1 مدينة خرمشهر، جنوب غربي البلاد لبدء حملته الانتخابية. ويحاول قاليباف استقطاب توليفة من الناخبين الفقراء والأغنياء وركز برنامجه الانتخابي على الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة الحالية.

ولم يركز قاليباف بشكل موسع على القضايا السياسية، بخلاف محمد غرضي، الشخصية التي لا تتمتع بثقل كبير، الذي وعد بخفض العجز إلى صفر حال انتخابه. وقال وزير الاتصالات الأسبق محمد غرضي إن حكومته ستواجه العجز، بحسب وكالة «فارس» الإخبارية.

وتحدث علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الأسبق، في حملته الانتخابية مع مجموعة من الأفراد في مدينة غورغان شمال شرقي البلاد، ووعد بعدم استخدام الشخصيات المتشددة والأصولية في حكومته حال انتخابه. ووعد ولايتي في كلمة أخرى بالسيطرة على العجز خلال 100 يوم من وجوده في السلطة. ويملك المرشحون الثمانية 21 يوما لإجراء حملتهم الانتخابية بما في ذلك الإعلانات التلفزيونية والمناظرات والنقاشات، إضافة إلى الكلمات العامة في العاصمة والمحافظات.