تل أبيب ستهاجم سوريا إن سقط الأسد لمنع تهريب الأسلحة

وسائل إعلام إسرائيلية تدعو حكومة نتنياهو لوقف «استفزاز الرئيس السوري»

عاموس جلعاد و عمير ايشيل
TT

في الوقت الذي حاول فيه رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس جلعاد، تهدئة الأجواء والتأكيد على أن شبح الحرب مع سوريا لا يلوح في الأفق، حذّر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عمير إيشيل، من اندلاع حرب مفاجئة على الحدود مع سوريا في أي لحظة، مضيفا أن جيشه على أهبة الاستعداد لهذا السيناريو.

ويربط بعض المراقبين بين التناقض في أقوال جلعاد وايشيل، اللذين يعيشان الحدث لحظة بلحظة ويتشاركان في كل الأبحاث حول القضايا الأمنية عموما والسورية خصوصا، وحالة «الارتباك» التي تعيشها القيادة الإسرائيلية، إلا أن هناك من يذهب إلى اعتبارها «ارتباكا مفتعلا» بهدف خلق بلبلة في الطرف الآخر.

وقال إيشيل، أول من أمس، خلال مؤتمر للأمن القومي التأم في نادي سلاح الجو في هرتسليا «غدا، ولا أعني أن ذلك سيحدث غدا، لكن إذا سقطت سوريا غدا فقد نجد أنفسنا داخل هذا الصراع بسرعة كبيرة، وعلى نطاق كبير للغاية لأن هذه الترسانة الضخمة الموجودة هناك في انتظار أن تنهب يمكن أن تحول إلى أي اتجاه وقد نجد أنفسنا مضطرين للتصرف على نطاق واسع للغاية وخلال وقت قصير». واعترف إيشيل بأن نظام الرئيس بشار الأسد حاول كل جهده امتلاك سلاح الدفاعات الجوية الأفضل في العالم وأن هذه الدفاعات لا تشكل تهديدا جديا فحسب وإنما تعطي سوريا الثقة بالنفس للقيام بأعمال لم تكن من قبل تفكر في عملها.

وأشار إلى أن أنظمة الصواريخ التي تريد سوريا امتلاكها ليست من أنواع الأسلحة التي يمكن أن تتصورها وإنما هي من جيل جديد ومختلف كليا، مضيفا «ببالغ القلق أقول إن هذه الصواريخ لا رادع لها ولا شيء يوقفها وأن الآخرين يمكن أن يسألوا أنفسهم ما هي أضرارها فقط وليس أكثر». واختتم إيشيل حديثه بالقول إن «الحرب المباغتة لا تزال ممكنة حتى يومنا هذا وإن التراكمات الصغيرة قد تؤدي إلى تدهور سريع على الحدود». وتوعد أنه في أي حرب مقبلة «سوف تستخدم إسرائيل كل قوتها ضد خصومها، وليس مثل حرب لبنان الثانية»، على حد قوله.

إلى ذلك، دعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، في مقالها الافتتاحي إلى الكف عن استفزاز الأسد، مؤكدة أن الأخير «يفهم أن إسرائيل أقوى منه، أكان ذلك في سلاح الجو، أو في سلاح المدرعات، أو في بقية عناصر الجيش، ولهذا فقد كمد غيظه على غارة سلاح الجو على مواقع في قلب بلاده بل وفي أطراف العاصمة دمشق. ولكن التصريحات في الصحف الأجنبية، التي نسبت لمسؤولين إسرائيليين كبار، مست بكرامته ودفعته لأن يهدد بالرد على ذلك الهجوم الذي وقع على قافلة الصواريخ لحزب الله».

وأضاف المقال الذي وقعته أسرة تحرير الصحيفة «لا يمكن لإسرائيل أن تهاجم أراضي دولة ذات سيادة، من جهة، ومن جهة أخرى تتهم الدولة التي تعرضت للهجوم بتدهور الوضع عندما ترد. ليس لإسرائيل مصلحة في التورط في الصراع الدائرة في سوريا، والاستفزازات اللفظية لا تساهم إلا في تعميق التوتر».

من جهة أخرى، خرج الجنرال جلعاد بتصريحات تبدو مناقضة مع ما قاله إيشيل، إذ قال إن «الاستقرار مستمر في هضبة الجولان» وإن «قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي ما زالت سليمة على الرغم من مضاعفة حوادث إطلاق النار وسقوط قذائف سوريا مؤخرا». وأضاف جلعاد، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي: «الخبر الجيد هو أن الاستقرار متواصل على هضبة الجولان، والحياة اليومية تتواصل كالمعتاد. أقول بثقة إنه لا يتوجب أن نغفل عن الصورة العامة للوضع، ولا أن نستسلم للذعر غير المبرر،» في إشارة إلى التعليقات التي تذهب إلى احتمال اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وسوريا، الموجودتين رسميا في حالة حرب.

جدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد وجهت تحذيرات إلى نظام الأسد، مطلع الأسبوع الجاري، عقب تعرض جنود إسرائيليين لإطلاق نار مصدره سوريا وردت القوات الإسرائيلية في المرتفعات السورية المحتلة بتدمير موقع للجيش السوري في المنطقة. وحينئذ وجه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال ببني غانتس، تهديدا مباشرا إلى الأسد بأنه سيدفع ثمنا باهظا إن فكر في استهداف إسرائيل، وقال في خطاب بجامعة حيفا «لن نسمح أبدا بأن تصبح مرتفعات الجولان ساحة مواجهة للأسد، إن أراد إثارة المشكلات في الجولان فعليه تحمل العواقب».