مؤسسات دينية تتصدى للأفكار المتشددة في سيناء

قوافل من الأزهر والأوقاف إلى شبه الجزيرة

TT

بدأت مؤسسات دينية خطة للتصدي للأفكار الدينية المتشددة في شبه جزيرة سيناء التي تشهد انتشارا ملحوظا للتنظيمات التي تنتهج العنف ضد أجهزة الدولة، كان من بينها اختطاف 7 جنود مصريين الأسبوع الماضي قبل إطلاق سراحهم. وقرر كل من الأزهر ووزارة الأوقاف تسيير قوافل إلى شبه الجزيرة المجاورة لكل من إسرائيل وقطاع غزة، في محاولة للتصدي للأفكار المتشددة في سيناء، كبديل يوازي فكر المراجعات ونبذ العنف الذي قامت به جماعات متشددة مع الدولة وأدى لانحسار العمليات الإرهابية منذ نهاية تسعينات القرن الماضي.

وقالت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر، إن الأزهر أقر خطة لتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الأفكار التكفيرية التي تروج لها بعض الجماعات والتيارات المتشددة، مشيرة إلى أن الخطة تتضمن قوافل دعوية ستركز على المحافظات الحدودية، وتحديدا شمال وجنوب سيناء.

ومن جانبها، قررت وزارة الأوقاف «اختراق» تجمعات الجماعات المتشددة في القرى التي تقع في أطراف سيناء وتشتهر بوجود الفكر المتطرف، في محاولة منها لنشر الفكر الوسطي بعيدا عن العنف.

ويقول مراقبون، إن جماعات إسلامية متشددة متمركزة في شمال سيناء استغلت انهيار سلطة الدولة بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 لتحقيق أغراض سياسية، بينما تعثرت جهود السلطات الجديدة لاستعادة النظام في شبه جزيرة سيناء.

وكان مسلحون يشتبه بأنهم متشددون إسلاميون قد خطفوا الجنود السبعة من مدينة العريش، وطالبوا بالإفراج عن متشددين سجناء في مقابل الإفراج عن الرهائن.

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، المسؤول عن ملف تطوير الدعوة والإعلام الديني بالمكتب الفني لشيخ الأزهر، إن القوافل ستركز على نشر الفكر الإسلامي القويم وتصحيح الأفكار الخاطئة والهدامة في كل أرجاء مصر.

في السياق نفسه، قال الشيخ أحمد هليل، مدير الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، إن هناك سياسة قررتها وزارة الأوقاف هي محاربة الفكر بالفكر، لذا خصصت قوافل دعوية تضم 25 عالما لدعم علماء وشيوخ سيناء منهم مشايخ خطبوا في مساجد القرى التي تقع في أطراف شمال وجنوب سيناء وتشتهر بوجود الفكر المتطرف، ونوه بأن القوافل الدعوية ستذهب للمتشددين في أماكن تجمعهم التحاور معهم، لافتا إلى أن سيناء بشمالها وجنوبها ستشهد تركيزا دعويا خلال الفترة المقبلة من خلال زيادة عدد الندوات والمحاضرات والملتقيات الفكرية التي ترشد المواطنين إلى القيم الإسلامية الصحيحة والتركيز على نبذ الإسلام للعنف وترويع الآمنين وأهمية الاستقرار ودعم جهود التنمية.

ومن جانبه، أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر انطلاق قوافل دعوية في محافظات مصر لكي تقف بالمرصاد لكل من ينال من الثوابت والمقدسات الإسلامية، ومواجهة الأفكار التكفيرية. وشدد الطيب على أن هذه القوافل الدعوية ستقوم بتوضيح الدليل الشرعي بالحكمة والموعظة الحسنة دون ضعف أو عنف أو تصادم، فضلا عن رفض التشدد بكل أشكاله.