إسرائيل تهدد بـ«التصرف» في حال وصلت «إس - 300» لنظام الأسد

مصادر في تل أبيب: الصفقة دفعت ثمنها بغداد بناء على تعليمات من طهران

TT

في الوقت الذي يبدو فيه أن القادة الإسرائيليين يئسوا من إمكانية إبطال صفقة صواريخ «إس - 300» الروسية إلى سوريا، بل باتوا يتحدثون عن قرار بتسريع إنتاجها ونقلها إلى دمشق، هدد وزير الدفاع موشيه يعلون بكلمات مبطنة بالتعرض لها، فقال خلال جولة له بين القواعد العسكرية في الشمال، أمس، إن جيشه «يعرف كيف يتصرف معها».

وقال يعلون، لدى وصوله إلى مقر قيادة الجبهة الداخلية في مدينة الرملة: «إن تلقي سوريا صواريخ متطورة كهذه هو تهديد مباشر لأمن إسرائيل. أنا لم أسمع عن قرار روسي بتسريع إنتاج هذه الصواريخ حتى تصل إلى سوريا في وقت مبكر عن موعد تسليمها الأصلي. وآمل ألا تغادر هذه الصواريخ الأراضي الروسية. ولكن، إذا غادرت باتجاه دمشق فإننا سنعرف كيف سنتصرف». وقد فسرت أقواله هذه بأنها تهديد صريح بقصف هذه الصواريخ قبل أو حال أن يتسلمها الجيش السوري، وربما تدميرها بطريقة ما قبل وصولها إلى سوريا.

وكانت مصادر عسكرية واستخباراتية قد أبلغت المحرر العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصر فقط على الإبقاء على صفقة «إس - 300» لسوريا، بل أصدر أوامره بتسريع إنتاج هذه الصواريخ حتى يرسلها إلى سوريا قبل الموعد المقرر لذلك في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

والحديث، كما هو معروف، يدور عن صفقتي سلاح تتضمن 144 صاروخ «إس - 300» و50 صاروخا بحريا متطورا من طراز «ياخونت» وعشرات الرادارات وغيرها من الأجهزة التجسسية المتطورة. وقد بلغت تكلفة هذه الصفقة مليار دولار، دفع لروسيا منها 900 مليون، وبقي 100 مليون فقط. وقالت المصادر الإسرائيلية الاستخباراتية، إن روسيا وافقت في شهر يونيو (حزيران) من سنة 2012 على تجميد هذه الصفقة، خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى إسرائيل، وتأجيلها إلى موعد غير محدد، وذلك بناء على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونزولا عند رغبات دول الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. ولكنه تراجع مؤخرا عن هذا الوعد.

وأشارت مصادر سياسية في إسرائيل للصحيفة، إلى أن «نظام الأسد تمكن من دفع ثمن هذه الصفقة بأموال عراقية، قدمتها حكومة نوري المالكي. بناء على تعليمات تلقاها من إيران». وأضافت أن ما غير رأي الرئيس بوتين في الموضوع وجعله يقرر تسريع إنتاج الصواريخ وتسليمها إلى سوريا، هو قرار دول الغرب فتح مسار جوي على الحدود بين تركيا وسوريا للدفاع عن اللاجئين السوريين في الأراضي التركية.

من جهة ثانية، صرح رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أفيغدور ليبرمان، بأن القيادتين الإيرانية والسورية تجاوزتا كل الخطوط الحمراء التي رسمتها إسرائيل ودول الغرب؛ «ففي إيران، يسيرون بسرعة جنونية في مشروع إنتاج السلاح النووي، وفي سوريا يستخدم نظام الأسد السلاح الكيماوي ضد شعبه ويدفع بكميات هائلة من الصواريخ المتطورة إلى حزب الله»، على حد وصف ليبرمان.