قتل 3 جنود في الجيش اللبناني، أمس، حين فتح مسلحون النار على نقطة تفتيش عسكرية في جرود بلدة عرسال في البقاع، قبل أن يلوذوا بالفرار عبر الحدود إلى سوريا، بالتزامن مع سقوط صواريخ سورية على منطقة الهرمل الحدودية في البقاع، أسفرت عن وقوع جرحى مدنيين لبنانيين.
وذكر الجيش اللبناني، أمس، في بيان، أن أحد مراكز الجيش في منطقة وادي حميد - عرسال، تعرض، عند الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس، «لهجوم غادر نفذته مجموعة مسلحة تستقل سيارة جيب سوداء اللون، وتصدت عناصر الحاجز للمهاجمين، وحصل اشتباك أسفر عن استشهاد ثلاثة عسكريين». وقال إن قوى الجيش «باشرت، ولا تزال، عمليات تفتيش واسعة في المنطقة بحثا عن المسلحين الذين فروا إلى الجرود المجاورة».
وفي حين لم تتضح هوية منفذي الهجوم، قال وزير الدفاع اللبناني فايز غصن إن الجيش يبحث عن المسلحين الذين ربما هربوا إلى سوريا.
وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية إجراء التحقيقات الأولية والكشف عن مكان إطلاق النار على العسكريين الثلاثة في بلدة عرسال، كما كلفها والأدلة الجنائية إجراء مسح للمنطقة، وكلف أطباء شرعيين معاينة الجثث لمعرفة أمكنة الإصابات، وبالتالي نوع الرصاص والسلاح الذي أطلق منه.
وجاء الهجوم على عناصر الجيش، غداة إعلان مصادر عسكرية مقتل ثلاثة عسكريين ونحو 80 جريحا من الجيش اللبناني خلال أسبوع من المعارك الدائرة بين جبل محسن (ذي الأغلبية العلوية) وباب التبانة (ذي الغالبية السنية) في طرابلس شمال لبنان.
واستنكر الاعتداء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، واصفا إياه بأنه «عمل مدان نفذه مجرمون جبناء»، معتبرا أنه «يجب التعامل مع الجريمة بأقصى درجات الحزم والقوة وعدم التهاون مع المخططين لها ومنفذيها تحت أي ذريعة من الذرائع».
وأدانت وزارة الخارجية الفرنسية بشدة الهجوم، معتبرة أن «أي استفزازات ومسّ بالسلم الأهلي في لبنان، مهما كانت الجهات المسؤولة عنه، غير مقبول». وجددت في بيان أمس دعمها «للسلطات والجيش اللبناني الضامنين للوحدة والاستقرار في هذا البلد»، داعية الأفرقاء اللبنانيين إلى «الوحدة والتضامن في هذا الظرف الصعب».
من جانبها، واصلت المعارضة السورية إطلاق الصواريخ على منطقة الهرمل في البقاع، المتاخمة للحدود اللبنانية السورية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بسقوط خمسة صواريخ على الهرمل، أصاب أحدها منزل سكني أدى إلى إصابة ثلاث أشخاص بجروح.
وكانت مدينة الهرمل قد تعرضت مساء أول من أمس لسقوط ثلاثة صواريخ «غراد» مصدرها الجانب السوري، مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة شخصين بجروح، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية بممتلكات المواطنين.