روحاني يعد بتحرير سياسة إيران الخارجية والاقتصادية

أحمدي نجاد يدرس دعم جليلي في الانتخابات الرئاسية

روحاني خلال مناظرته التلفزيونية أمس
TT

انتقد المرشح الرئاسي الإيراني، حسن روحاني، السياسة الخارجية الإيرانية في عهد الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد، مشيرا إلى أن عدم كفاءة الحكومة الحالية هو سبب الأزمات الداخلية والخارجية الكثيرة التي تواجهها إيران في الوقت الحالي. وكان روحاني، الذي يعد من رجال الدين المعتدلين، قد أدلى بهذه التصريحات للتلفزيون الإيراني كجزء من الحملة الانتخابية للمرشحين التي تستمر لمدة ثلاثة أسابيع.

ويذكر أن روحاني هو ممثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، وكان قد شغل منصب سكرتير المجلس لمدة 16 عاما حتى عام 2005. عندما فاز أحمدي نجاد بفترته الانتخابية الأولى.

وكان استبعاد الإصلاحي هاشمي رفسنجاني من سباق الانتخابات الرئاسية قد زاد من حالة اللامبالاة بين الكثير من الإيرانيين من الطبقة المثقفة والوسطى الذين كانوا يعتزمون التصويت لرفسنجاني. ويبدو أن روحاني يستهدف تلك الشرائح الحاسمة من المجتمع الإيراني التي لن تجد ضالتها في أي مرشح آخر.

وثمة شائعات في العاصمة الإيرانية طهران بأن هناك اتفاقا وشيكا بين محمد رضا عارف وحسن روحاني، يقوم بمقتضاه عارف بالانسحاب لصالح روحاني ودعمه في الانتخابات الرئاسية، المزمع انعقادها في الرابع عشر من يونيو (حزيران) على أن يكون عارف نائبه في حالة فوزه في الانتخابات.

وكانت عناوين الصحف الإيرانية الصادرة يوم أمس قد ركزت على عدوانية روحاني وهجومه على الحكومة خلال أول مقابلة تلفزيونية له. وقد ظهر روحاني هادئا وواثقا من نفسه، وذكر معلومات دقيقة عن البرنامج النووي الإيراني والسياسة الخارجية لطهران.

وانتقد روحاني المسؤولين، واصفا إياهم بالأميين الذين لا يعرفون الفرق بين قطعة من الورق وقرارات الأمم المتحدة، في إشارة واضحة إلى وصف أحمدي نجاد لقرارات مجلس الأمن الدولي بإلزام إيران تعليق تخصيب اليورانيوم بأنها «قطعة من الورق لا قيمة لها».

يحاول روحاني تشبيه نفسه بالمفتاح الذي سيتمكن من تسوية موقف إيران الدولي المضطرب، واستخدام سياساته الحكيمة والمعتدلة لعلاج المشكلات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها إيران، وأبهر الجمهور بحمله مفتاحا في يده.

في المقابل، ردت صحيفة «كيهان» المتشددة بغضب على هذا التقديم الناجح لروحاني، متهمة إياه والرئيسين الإيرانيين السابقين خاتمي ورافسنجاني بالشعور بالرضا تجاه تصريحات روحاني بشأن برنامج إيران النووي.

وكثف المتشددون من هجومهم على روحاني مع اتساع قاعدة دعمه في البلاد. وربما يتمكن روحاني من الحصول على زخم كبير في حملته الرئاسية مع إعلان رافسنجاني وخاتمي رسميا دعمه قبل أيام من الانتخابات. وقد وعد روحاني في لقاء الجامعة بإلغاء الإقامة الجبرية المفروضة على مير حسين موسوي ومهدي كروبي، المعارضين البارزين.

على الجانب الآخر، يمضي الرئيس أحمدي نجاد أيامه الأخيرة في منصبه في هدوء كبير، رغم دعمه المحموم السابق لإسفنديار رحيم مشائي. ويبدو أن الرئيس، المنتهية ولايته، يعيد تقييم فرصه الباقية بتحويل موقفه لصالح سعيد جليلي، المتشدد الوحيد بين المرشحين.

فقد شهدت الأيام القليلة الماضية حضور عدد من وزراء أحمدي نجاد المؤتمرات الانتخابية لجليلي.

وكرر جليلي اللغة نفسها التي استخدمها أحمدي نجاد في انتخابات 2005 و2009 ويحاول إعادة توحيد الجناح المتشدد في الفصيل المحافظ.