وصول الوجبة السادسة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني للأراضي العراقية

حزب أوجلان يدعو تركيا إلى حل الميليشيات المحلية لضمان عودة سكان القرى

الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي بعد إلقائه خطابا أمام البرلمان التركي في أنقرة أمس حيث يقوم بزيارة دولة (أ.ب)
TT

يواصل مقاتلو حزب العمال الكردستاني انسحابهم من مواقعهم داخل الأراضي التركية باتجاه إقليم كردستان العراق، ووصلت أمس الوجبة السادسة من القوات المنسحبة المؤلفة من 16 من أفراد الحزب بينهم 11 مقاتلة، سيستقرون لاحقا على الشريط الحدودي الفاصل بين كردستان العراق وتركيا بالمنطقة المعروفة لدى الحزب بـ«منطقة حماية ميديا» وهي منطقة حدودية تمتد من سلسلة جبال قنديل مرورا بحفتانين ووصولا إلى المناطق الحدودية بمدينة زاخو المتاخمة لتركيا.

وتجري عملية الانسحاب حسب قيادي بالحزب في ظروف بالغة التعقيد وبنفس أسلوب «حرب العصابات» من حيث التخفي والاحتراس الشديد. فقد أشار ديار قامشلو عضو لجنة العلاقات بمنظومة المجتمع الكردستاني التابعة لقيادة حزب العمال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «أن الانسحاب عملية محفوفة بالمخاطر حيث يواجه المقاتلون المنسحبون مخاطر تعرضهم للجحوش المرتزقة وحراس القرى والقوات الخاصة التركية أثناء انسحابهم، لذلك تتحرك القوات المنسحبة دائما بعد هبوط الظلام، وتتحاشى تماما المرور قرب الثكنات ونقاط المراقبة العسكرية، وكذلك قرب مواقع انتشار حراس القرى من المرتزقة الأكراد الذين جندتهم الحكومات التركية منذ سنوات طويلة لمحاربة مقاتلي الحزب، فنحن لا نريد أن نتعرض لهم وتحدث معارك توقف عملية الانسحاب، خاصة وقد نبهنا الجانب التركي بأن أي تعرض لمقاتلينا المنسحبين سيؤدي إلى إفشال العملية برمتها، وبما أن قيادة حزبنا قد اتخذت قراراها الجدي والواضح بالانسحاب فلا نريد أن تتأثر ببعض المصادمات الجانبية، وبالتالي نعطي ذريعة للجيش التركي لمعاداة عملية السلام وتوريطنا مرة أخرى بالصدامات المسلحة».

وحول مواقع انسحاب المقاتلين قال قامشلو «كما هو متفق عليه فإن انسحاب جميع قواتنا بالداخل سيكون من شمال كردستان إلى جنوبها بإقليم كردستان، وسينتشرون بمنطقة ميديا بانتظار ما ستسفر عنه بقية خطوات السلام، خاصة أن الجهود السلمية وتحديدا جهود حزب السلام والديمقراطية التركي متواصلة حاليا، وسيزور الوفد السادس زعيمنا المعتقل بسجن إيمرالي في وقت قريب لنقل صورة التطورات التي حدثت مؤخرا». ودعا القيادي بحزب العمال الكردستاني الدولة التركية إلى حل الميليشيات المحلية والقوات الخاصة وحراس القرى وقال: «هناك أكثر من أربعة آلاف قرية كردية هجرها سكانها بسبب الأحداث الدامية، وتعرض معظمهم إلى الابتزاز وإلى ضغوط وإرهاب حراس القوى والمرتزقة الأكراد من الميليشيات الذين سلحهم النظام التركي، إضافة إلى عناصر القوات الخاصة للجيش الذين كانوا متواجدين في المنطقة لنفس الغرض، وخوفا على حياتهم نزح مئات الألوف من السكان من ديارهم، ولكي تضمن الحكومة التركية الحياة الطبيعية لسكان هذه القرى وتحفزهم على العودة لمساكنهم ومزارعهم، يفترض أن تحل الميليشيات المحلية من المرتزقة والحراس، وكذلك إعادة القوات الخاصة إلى مواقعها السابقة، لكي تعود أوضاع المنطقة إلى طبيعتها ويعود السكان إلى ديارهم وينصرفون لشؤونهم ومزارعهم، فوجود هؤلاء لا يغري أحدا من المهجرين بالعودة ما داموا سيتعرضون إلى الأذى منهم، ولذلك ولكي تبين الحكومة التركية حسن نواياها تجاه عملية السلام عليها أن تتقدم بخطوة بهذا المجال، لكي تتيح الفرصة أمام استكمال بقية الخطوات حتى تكتمل العملية وينتهي هذا الصراع الدامي بتركيا وينخرط الجميع بالحياة السياسية والطبيعية».