أمانو: الحوار بين وكالة الطاقة وإيران عديم الجدوى

كرر الدعوة لطهران السماح للمفتشين بزيارة موقع بارشين العسكري

علي أصغر سلطانية (إ.ب.أ)
TT

وصف يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحوار الدائر بين الوكالة وبين الجمهورية الإسلامية بـ«عديم الجدوى»، وأن المحادثات مع طهران «بلا طائل»، مؤكدا أن الوكالة لا تزال تلتزم فقط بحوار مثمر.

جاء ذلك في بيان افتتاحي ألقاه أمانو بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا، صباح أمس، أمام اجتماع دوري لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكرره في مؤتمر صحافي عقده ظهرا. ضمن حديثه قال أمانو، وهو دبلوماسي ياباني سابق، بلهجة بدت حادة ومختلفة عما دأب عليه: «دعوني أقول بصراحة إن المحادثات مع إيران ومنذ فترة تدور في حلقة مفرغة، وإن الطريقة التي تتعامل بها إيران في موضوعات بهذه الأهمية ليست هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع المجتمع الدولي».

وأضاف أن الوكالة لم تحقق أي نجاح يذكر فيما تقوم به من تحريات عن طبيعة الأنشطة النووية الإيرانية وما ذلك إلا بسبب إصرار إيران على عدم التعاون الكامل الشفاف ولإصرارها عدم الكشف عن كل أنشطتها وموادها.

في السياق ذاته، نبه مدير عام الوكالة النووية أمام الأمناء (35 دولة تقرر السياسات العليا للوكالة وسبق أن حول الأمناء الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن) أن إيران رغم حوار مكثف استمر بينها والوكالة طيلة العام الماضي وخلال عشر جولات لمباحثات على مستوى عال لم يصل الطرفان إلى اتفاق على نهج منظم.

وشدد على أن الوكالة لديها أسباب قوية لطلب توضيحات حول ما يختص بشبهات أبعاد عسكرية للنشاط النووي الإيراني خاصة وأن إيران كما ثبت للوكالة أنها لا تزال مستمرة في أنشطة تستخدم فيها المياه الثقيلة كما أنها ماضية في تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي وتخصيب المزيد من اليورانيوم مما يعتبر انتهاكا واضحا لكل القرارات الصادرة من مجلسي الأمن ومجلس أمناء الوكالة التي تمنع إيران من مواصلة نشاطها النووي غير المعلن كما تحثها على عدم تخصيب اليورانيوم. في السياق ذاته قال أمانو للصحافيين إن إصرار إيران عدم الإفصاح عن تفاصيل ما تقوم به من عمليات إنشاء لمفاعل «آي آر - 40» الذي تبنيه بمنشأة آراك يمثل عائقا كبيرا أمام عمليات التحقق وأمام مساعي التقصي التي تحاول الوكالة إتمامها والتي لم تحرز بشأنها أي تقدم. وكرر الطلب بضرورة أن توفر إيران على وجه السرعة كل المعلومات التي ظلت الوكالة تطلبها والخاصة بطبيعة الأنشطة التي قامت بها داخل منشأة بارشين العسكرية القريبة من طهران العاصمة.

وكانت الوكالة كشفت في تقرير قدمته للأمناء في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 معلومات تشير لانفجارات واختبارات قد تمت داخل «بارشين» مما قوى حدة الاتهامات الموجهة للنشاط النووي الإيراني بوجود أهداف وأبعاد عسكرية للمشروع، رغم ما تقوله طهران من أن نشاطها سلمي لتوليد مزيد من الكهرباء لمزيد من التوسع الصناعي المدني.

ولم يخف أمانو أمس خيبة أمل واضحة أن تخرج الوكالة بأية معلومات أو براهين حتى ولو سمحت لها إيران بزيارة بارشين، مشيرا لما تكشف للوكالة من أعمال تنظيف وإزالة للتربة وتغييرات وعمليات هدم وجرف داخل بارشين. إلا أنه ورغم ضعف أمله كرر ضرورة السماح لمفتشي الوكالة بزيارة الموقع.