هدوء حذر بين الصدريين و«عصائب أهل الحق» بعد اشتباكات محدودة

على خلفية محاولة الاغتيال التي استهدفت القيادي الصدري حازم الأعرجي

جندي عراقي يراقب زوارا شيعة في طريقهم أمس إلى منطقة الكاظمية ببغداد للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم التي تبلغ ذروتها اليوم (أ.ف.ب)
TT

في وقت انتكست فيه صحة حازم الأعرجي، القيادي البارز في التيار الصدري وشقيق رئيس كتلة الأحرار الصدرية في البرلمان بهاء الأعرجي، بعد نجاته من محاولة اغتيال أول من أمس على يد مسلحين مجهولين، نفى قيس الخزعلي، زعيم جماعة «عصائب أهل الحق» مسؤولية أتباعه عن الهجوم.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد اتهم «عصائب أهل الحق» بشكل صريح في محاولة اغتيال الأعرجي والتي أدت إلى مقتل أحد أفراد حمايته وهو ما جعل الصدر يعلن الحداد ثلاثة أيام في أوساط أنصاره احتجاجا على ما جرى. بدوره، قال الخزعلي في بيان أمس إنه «في خضم هذه الأيام الحزينة والأليمة التي يمر بها بلدنا العزيز، حيث تتزامن الأعمال الإرهابية التي يدفع ثمنها العراقيون على حد سواء مع ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم وفي ظل هذه الأجواء زادنا ألما نحن أتباع الشهيدين الصدريين ما حصل خلال اليومين الماضيين وليس ما يؤلمنا طبيعة وحجم المشكلة فحسب، بل طريقة التلقف السيئ والتوظيف الأسوأ من قبل المتربصين بنا شرا». وأضاف الخزعلي أنه «قد حصل خلاف شخصي كما يحدث في كل زمان ومكان (ولا يخرج هذا الحدث عن شخصيته إن كان أحد أفراده من هنا والآخر من هناك)»، مؤكدا أن «ما حصل شخصي ويعبر عن أصحابه فقط، لكن نيات ونفوس ضعيفة أرادت أن تستغل هذا الأمر بجر الأخوة في الدين والوطن والمذهب إلى ما لا يحمد عقباه». وتابع الخزعلي أن «هناك أدلة تثبت أن ما حدث لم يكن فيه محاولة اغتيال لأحد كما أشيع، بل مجرد شجار تطور مع الأسف الشديد ليؤدي إلى استشهاد شخصين أحدهما من التيار الصدري والآخر من حركة أهل الحق»، مشيدا بـ«موقف السيد مقتدى الصدر الداعي لعدم حمل السلاح وإخماد نار الفتنة، كما إننا نكبر دور المرجعية الرشيدة وموقفها في وأد وإنهاء هذه الفتنة».

وجدد الخزعلي دعوته إلى «الوقوف صفا واحدا بوجه كل المؤامرات الرامية إلى زرع الفتنة ومحاولة النيل من عراقنا الجريح وضبط النفس والتحلي بأقصى درجات الهدوء وتفويت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر»، مطالبا «الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق بالموضوع وعرض النتائج حتى تنكشف الحقيقة ويعاقب المسيء».

وفي وقت شهدت بعض مناطق بغداد احتكاكات بين مسلحي الطرفين، فإن جهودا بذلت من قبل أطراف كثيرة من أجل أن لا تتطور الأمور إلى اقتتال شيعي - شيعي. وكان القيادي في التيار الصدري جواد الجبوري قد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «تطور مثل هذه الأحداث أمر مؤسف وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها في حال لم يجر احتواء الأزمة». وأضاف الجبوري أن «الحكمة مطلوبة في مثل هذه الأحداث حتى تأخذ الجهات المسؤولة مداها على صعيد إجراء تحقيق نزيه في الحادث».

وفي السياق نفسه أكد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مظهر الجنابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءا من عملية انفلات الأوضاع هي وجود السلاح بيد الميليشيات التي تنتشر في الشارع متى ما أريد لها وتختفي متى ما أريد لها وكأن هناك مخططا يجري تنفيذه». وأضاف «إننا حذرنا من مغبة ترك الأسلحة بيد طرف دون طرف آخر لأنه في النهاية يدمر سمعة الدولة ويضعفها ويجعلها أسيرة الميليشيات التي لا تعترف لا بقانون ولا بنظام» مؤكدا أن «الأوضاع في العراق لن تستقر طالما لم يجر حصر السلاح بيد الدولة ولكن وفق آلية منظمة ودقيقة وضرب كل أنواع الميليشيات بيد من حديد فعلا لا قولا».