أوباما يعين «العدوتين اللدودتين» في إدارته بمنصبين متباعدين

سوزان رايس مستشارة للأمن القومي وسمانثا باور سفيرة في الأمم المتحدة

سوزان رايس و سمانثا باور
TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس تعيين سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي طرح اسمها لحقيبة الخارجية في بداية ولايته الثانية، مستشارة له لشؤون الأمن القومي، على أن تخلفها في منصبها بالمنظمة الدولية سمانثا باور المستشارة السابقة والخبيرة في قضايا الإبادة. وبهذا الإعلان يبدو أن الرئيس أوباما تمكن من تعيين المرأتين اللتين توصفان بكونهما عدوتين لدودتين في الإدارة في منصبين متباعدين.

وكانت رايس، التي ستخلف توم دونيلون، قد رشحت لخلافة هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، مما أثار خلافا حادا مع الجمهوريين في الكونغرس بعد تصريحاته عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر (أيلول) 2012. ويذكر أن دونيلون القريب من أوباما، تولى منصب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 خلفا للجنرال جيمس جونز. ويعد دونيلون أحد مخططي انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان قبل 2014 وهو شخصية أساسية في ملاحقة مؤسسة تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وسوزان رايس دبلوماسية رفيعة المستوى تحمل شهادات علمية عالية ومعروفة بصراحتها.

وكانت سوزان رايس مساعدة لوزير الخارجية في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون ومستشارة الرئيس باراك أوباما حول السياسة الخارجية في حملته الأولى قبل تعيينها في 2008 سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة. أما سمانثا باور فهي مستشارة سابقة للرئيس الأميركي حول الشؤون الدولية وحقوق الإنسان. وقبل أن تعمل في الإدارة الأميركية فازت بجائزة بوليتزر تقديرا لكتاب ألفته حول السياسة الخارجية الأميركية.

وعلق مصدر في الخارجية الأميركية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على التعيين الجديد بقوله إن وزير الخارجية الحالي جون كيري: «سوف يتنفس نفسا عميقا في آخر يوم لعمل رايس في الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن رايس «مناكفة من الدرجة الأولى». ولفت المصدر إلى أن رايس كانت تسببت في خلق مشكلات لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، خلال الفترة الرئاسية الأولى لأوباما، وأنها بدأت بخلق مشكلات لكيري أيضا منذ أن أصبح وزيرا للخارجية قبل نحو ثلاثة أشهر. وأشار المصدر إلى أن العلاقة ظلت متوترة بين رايس وباور خلال الأربع سنوات الأولى لإدارة أوباما، بل وخلال سنوات الرئيس كلينتون، عندما كانت رايس مساعدة لوزيرة الخارجية مادلين أولبرايت، وكانت باور في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وقال المصدر إنه، بعد فوز أوباما بالرئاسة الثانية، لم تخف رايس رغبتها لأوباما بأن يمنحها حقيبة الخارجية، لكن عددا من مستشاري أوباما، وبينهم باور، عارضوا ذلك.

ويبدو أن باور لم تكن مستاءة لتعيين رايس على رأس وزارة الخارجية إلا أنها كانت تفضل عدم منحها منصبا في البيت الأبيض. وقال المصدر إن باور، بسبب توقعها تطلع رايس لمنصب مستشارة الأمن القومي بعد فقدانها حقيبة الخارجية، فإنها استقالت هي (باور) من البيت الأبيض. ويبدو أن أوباما أعلن عن التعيين المزدوج أمس لإرضاء المرأتين. وقال المصدر معلقا: «كافأ أوباما باور بأن اختارها سفيرة في الأمم المتحدة، وكافأ رايس بأن اختارها مستشارة له، وكافأ نفسه لأنه نجح في عدم الجمع بين المرأتين» في مكان واحد.