مرشحو الانتخابات الرئاسية في إيران يختلفون بشأن دور الدولة في القضايا الثقافية والاجتماعية

المناظرة التلفزيونية الثانية مرت في بيئة أكثر ودا مقارنة بالأولى

TT

جرت أمس المناظرة التلفزيونية الثانية بين المرشحين الثمانية لمنصب رئيس الجمهورية في إيران، ركزت على قضايا اجتماعية وثقافية عدة؛ نظرا لأن القضايا الثقافية والاجتماعية يعد من المواضيع الهامة في البلاد. خاصة بعد أن تغير مفهوم الدولة في إيران منذ 30 عاما؛ إذ أصبح نظام الحكم «جمهوريا إسلاميا» قائما على مبادئ الطائفة الشيعية.

ويخضع الحكم في إيران اليوم لتفسيرات صارمة للقوانين الدينية، وهي تفسيرات تشكل حجر الزاوية في كل قوانين الدولة.

يذكر أن محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق الذي فاز بنتيجة ساحقة في انتخابات عامي 1997 و2001، أثبت نجاحه من خلال تقليل القيود الثقافية والسياسية على حرية الأفراد.

وفي مناظرة أمس قام ستة من أصل ثمانية مرشحين هم حسن روحاني، ومحمد باقر قليباف، ومحسن رضائي، ومحمد كرازي، ومحمد رضا عارف، بانتقاد السياسات الثقافية الحالية في إيران ووعدوا بتغييرها.

وصرح كل من روحاني وعارف وكرازي ورضائي بأنهم سيقومون في حالة فوزهم بتطبيق سياسات ثقافية معتدلة تضمن تدخلا أقل للحكومة. أما قليباف فحاول ألا يصدر أي تصريح بشأن ذلك رغم وعوده باحترام الحريات الخاصة، بينما دافع ولايتي وحداد وجليلي عن السياسات الثقافية المتبعة حاليا في إيران، شددوا على ضرورة إقحام الدولة في الحياة الثقافية والاجتماعية ولكن بطرق مغايرة لما هي عليه الآن.

لكن حسن روحاني، رجل الدين الوحيد في سباق الانتخابات، أعرب عن رفضه للرقابة الواسعة وممارسة النفاق والتلاعب بالمعتقدات الدينية والأهداف السياسية، حيث انتقد الإدارة الحالية في محاولتها إيجاد تبريرات دينية لسوء وانعدام فعالية أدائها. وشدد روحاني على أن الدستور الإيراني يضمن حقوق الأفراد بغض النظر عن ديانتهم أو أعراقهم.

أما جليلي المعروف بانتمائه للخط المحافظ فقال: «إذا كان هدفنا هو خلق مثال للحضارة الإسلامية في إيران فعلينا أن نستثمر جهودنا في هذا الاتجاه».

ويرى جليلي أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية مكونة للنظام السياسي والاجتماعي في إيران، هي الأمومة والتعليم والمساجد، وقال إن كل هذه المجالات تعاني قلة الاهتمام. لذلك شدد على ضرورة قيام الدولة بدعم هذه المجالات لضمان حياة ثقافية واجتماعية أفضل.

أما المرشح المستقل محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، فلجأ خلال المناظرة إلى مناقشة خطته لتنفيذ «الإسلام الاجتماعي» بدلا من «الإسلام السياسي».

وانتقد رضائي المحاولات الهادفة لتسييس الدين، ووعد بإيجاد مسار جديد من شأنه أن يعزز القيم الدينية في المجال الاجتماعي، والاعتماد بدرجة أقل على تدخل الدولة في شؤون المجتمع. كما تعهد رضائي بالقضاء على جميع شبكات الاتجار في المخدرات، وقال: «سأحدد موعدا نهائيا لدول الجوار والولايات المتحدة لإنهاء تهريب المخدرات عبر إيران». وجرت المناظرة الرئاسية في بيئة أكثر ودا مقارنة بالمناظرة السابقة. وتجدر الإشارة إلى أن المناظرة المقبلة ستتمحور حول القضايا السياسية، ومن المقرر أن تبث على الهواء في السابع من الشهر الحالي.