نيجيرفان بارزاني يرحب بزيارة المالكي.. ولا إشارات حول لقاء رئيس الإقليم معه

رئيس الحكومة العراقية الخارج من خراب بغداد إلى أربيل العامرة.. هل سينفذ وعوده للأكراد ؟

مركز مدينة أربيل
TT

من المتوقع أن يقوم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بزيارة إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، بعد غد وعقد اجتماع لمجلس الوزراء الاتحادي هناك واللقاء مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني الذي رحب بهذه الزيارة من خلال إعلانه عن «ترحيبه بالزيارة المرتقبة لدولة رئيس الوزراء الاتحادي نوري المالكي إلى الإقليم».. ففي تصريح له لموقع حكومة الإقليم على شبكة الإنترنت أمس، قال بارزاني «نرحب باسمنا وحكومة إقليم كردستان بزيارة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى عاصمة الإقليم وعقد جلسة لمجلس الوزراء الاتحادي وكذلك لإجراء مباحثات سياسية بين الطرفين. نتمنى أن تكون هذه المبادرة مثمرة وبداية جيدة لحل القضايا العالقة وتمتين أواصر العلاقات بين بغداد وأربيل». بينما لم يتضح موقف رئاسة الإقليم ولم يصدر عن رئيسه مسعود بارزاني أي تصريح أو رد فعل لهذه الزيارة، وما إذا كان بارزاني سيلتقي المالكي أم لا.. ففي ما يتعلق بالعلاقة بين بارزاني والمالكي فإن هناك الكثير من التراكمات التي ترتبت على عدم تنفيذ رئيس الحكومة الاتحادية لاتفاقية أربيل التي كانت بمبادرة ورعاية من لدن رئيس إقليم كردستان مباشرة، وهي الاتفاقية التي أنهت أزمة سياسية حقيقية وقادت إلى تشكيل الحكومة نهاية 2010 ومكنت المالكي من البقاء في منصبه كرئيس لمجلس الوزراء ليتنصل فيما بعد من تنفيذ باقي بنود الاتفاقية التي تتعلق بالشراكة الحقيقية في صناعة القرار السياسي والأمني، كما تنصل من تنفيذ النقاط التي وقعها مع التحالف الكردستاني والتي تأتي في مقدمتها قضية المناطق المتنازع عليها والمضي بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بكركوك وقانون النفط والغاز ورواتب البيشمركة.

الرئيس بارزاني لطالما أكد على موضوع الشراكة الحقيقية، ويطرح سؤاله المكرر: «هل نحن شركاء في هذا الوطن أم لا؟!»، كما يشدد على «أهمية الالتزام بالدستور العراقي وأن يكون هو الفيصل في حل كل الإشكالات»، متهما المالكي بـ«خرقه للدستور العراقي»، مؤكدا على أن «الأكراد جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي ولهم حقوق وعليهم واجبات في هذا الوطن ويجب عدم التعامل معهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، وخاصة أنهم ساهموا بقوة بعملية تغيير النظام وصياغة الدستور وتأسيس العراق الجديد».

المباحثات ستكون فاعلة وربما ساخنة على جبهة لقاء رئيسي الحكومتين الاتحادية والإقليم، المالكي وبارزاني، فبعد الزيارة الأخيرة التي قام بها نيجيرفان بارزاني لبغداد والاجتماع مع المالكي لتصفية المشاكل العالقة بين الإقليم والمركز، أعلن عن أن بغداد وافقت على حل جميع المشاكل وخاصة فيما يتعلق بملف النفط، لكن تصريحات لمسؤولين أكراد أكدت حتى كتابة هذا التقرير أن الاتفاقات لا تزال حبرا على ورق ولم يتم تفعيل أي نقطة عمليا. وما زاد في تشابك الأمور تصريحات نائب رئيس الحكومة الاتحادية لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، في مؤتمر للطاقة عقد الشهر الماضي في سيدني بأستراليا والتي اتهم خلالها حكومة إقليم كردستان بتهريب النفط و«استيلائها على أموال الشعب»، مما حدا بوزير الموارد الطبيعية (النفط) في الإقليم آشتي هورامي للرد على هذه الاتهامات، مؤكدا أن «حكومة الإقليم مستمرة بسياستها النفطية وفقا للدستور العراقي»، وأن «تصدير جزء من نفط الإقليم مسألة قانونية ولغرض استيراد مشتقات النفط التي يحتاجها الإقليم».

نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم الشاب الطموح إلى أن تستفيد بغداد من تجارب أربيل لإعمار العراق وتوفير الخدمات ومعالجة الملفات الأمنية والاقتصادية، سيكون بمواجهة عملية هذه المرة مع المالكي الذي يؤمن الساسة الأكراد بأنه لن ينفذ أي اتفاق يوقع عليه. وسيكون وجوده بعاصمة الإقليم مناسبة لإثبات نياته وصدق كلمته في تطوير علاقاته مع الإقليم الكردي.

طائرة المالكي ستهبط بمطار أربيل المتطور جدا، وسيتجول رئيس الحكومة الاتحادية بشوارع حديثة وسط أبنية فارهة وعمارات عالية وفي مدينة تتوفر فيها الخدمات البلدية والطاقة الكهربائية وينعم سكانها بالأمن والاطمئنان، بينما ترك بغداد، علاوة على المدن العراقية الأخرى، مثقلة بهموم غياب الخدمات وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية وسط صيف ساخن، واضطراب الأوضاع الأمنية، وحسب قيادي كردي، فإن «ازدهار كردستان صار موضع حسد حكام بغداد بدلا من أن يكون حافزا لهم لاستنساخ تجربة نيجيرفان بارزاني وإعادة بناء العراق».

ويضيف القيادي الكردي، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأكراد لا يعولون كثيرا على زيارة المالكي لأربيل وهو قد يجريها من باب محاولة الانفتاح على القيادة الكردية بعد أن شعر بحصار المحافظات السنية المتظاهرة منذ ستة أشهر ضده، وسيكون من المفاجأ أن يفعل الاتفاقات التي وقعها مع بارزاني»، مشيرا إلى أن «حكومة الإقليم ماضية بمشاريعها العمرانية وخططها السياسية والأمنية بقيادة رئيس الحكومة بارزاني الذي يصر على أن الإقليم هو جزء من العراق ويتمنى أن يرى مدن العراق وقد تحولت مثلما أربيل والسليمانية ودهوك».