عمرو موسى لـ «الشرق الأوسط»: لا تلاقي مع النظام الحاكم.. والحل «إعادة الانتخابات الرئاسية»

جدل سياسي بسبب لقائه مع نائب مرشد الإخوان

عمرو موسى
TT

قال عمرو موسى القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بمصر، عقب لقائه المفاجئ بالمهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، ولأول مرة الليلة قبل الماضية، إنه «لا يوجد أي تلاقٍ بين المعارضة والنظام الحاكم فيما يتعلق بطريقة إدارة البلاد»، وأنه أكد لـ«الشاطر» أن «الحل المطروح من جانبه الآن هو إعادة الانتخابات الرئاسية».

والتقى موسى، الذي يرأس حزب المؤتمر المصري المعارض، مع الشاطر، الذي يوصف بـ«الرجل القوي في جماعة الإخوان»، في وقت متأخر من مساء أول من أمس بمنزل أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، في حي الزمالك الراقي بالقاهرة، بناء على «دعوة على العشاء» من نور، في محاولة منه للوساطة بين جبهة الإنقاذ الوطني، التي يقودها الدكتور محمد البرادعي، وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي.

وكشف موسى في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «الشاطر شكا له من أنهم (الإخوان) غير ممكنين من الحكم وإدارة البلاد بشكل جيد نظرا للإضرابات التي تحدث في البلد والمظاهرات المستمرة من جانب المعارضة». وذلك ردا على انتقادات موسى خلال «العشاء» للسياسات الخاطئة التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة.

وقال موسى إنه أبلغ الشاطر أن «هناك أمورا كثيرة يمكن أن يقوم بها الرئيس مرسي وحكومته في وجود المظاهرات التي معظمها سياسية، ومنها الأمور المتعلقة بخدمة المواطنين ومعايشهم».

وشغل موسى موقع الأمين العام لجامعة الدول العربية، قبل أن يترشح لرئاسة مصر العام الماضي. وقال إن «اللقاء كشف له عن خلافات شديدة في الرأي بين المعارضة وجماعة الإخوان الحاكمة»؛ حيث لم يتوصل إلى أي اتفاق مع الشاطر حول أي مما تم طرحه، مشيرا إلى أنه «أبلغ نائب المرشد أنه يخشى على مصير مصر من السياسات القائمة، خاصة أن درجة الخبرة قليلة جدا بين صفوف الحكم.. وأن هناك مخاوف على الدولة المدنية واستقلال القضاء والاضطرابات في سيناء».

ووقع موسى أول من أمس على استمارة حركة «تمرد» التي أطلقها مجموعة من شباب الثورة، وتدعو للتظاهر يوم 30 يونيو (حزيران) الحالي، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال موسى إن «الشاطر لم يطالبه خلال اللقاء بتوقف (الإعداد لـ) هذه المظاهرات، لكن تمت إثارة موضوع العنف الذي يمكن أن يحدث من جانب أي طرف في المؤيدين والمعارضين، وتم التأكيد على ضرورة تفهم غضب الناس وأن من حقهم أن يتظاهروا بعيدا عن أي دموية أو عنف». وكانت مظاهرات مناهضة لجماعة الإخوان أمام قصر الرئاسة أواخر العام الماضي، تعرضت لهجمة عنيفة من إسلاميين موالين للرئيس وجماعة الإخوان، أدت لسقوط أكثر من 10 وإصابة أكثر من 100. وأكد موسى أنه حذر الشاطر من أي صدام قد يحدث مع المتظاهرين من قبل مؤيدي الرئيس مرسي، قائلا له «إنه خطر جدا.. وإنه من الضروري عدم تكرار الأحداث السابقة المؤسفة»، مع إقراراه «بحق أي فصيل أن يعبر عن رأيه سواء بالرفض أو التأييد وأنه لم يطالب بوقف أي مظاهرات متوقعة للإسلاميين». وقال موسى إن «المظاهرات هي التعبير السياسي عن غضب الشعب المصري، الذي لم يطالب بإسقاط النظام أو الانقلاب على الشرعية وإنما إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهذه من صميم العملية الديمقراطية، كما (أن) الرئيس مرسي لم يلتزم بأي وعود أو تعهدات قطعها على نفسه سواء قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية، ومنها إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وعدم طرح الدستور للاستفتاء قبل التوافق وتعديل المواد الخلافية في الدستور، وعدم الدفع بقانون السلطة القضائية وغيرها»، مشيرا إلى أن «الشاطر عبر له عن تفهمه لغضب البعض، رغم تأكيد أنه ليس جزءا من الرئاسة وليس ضالعا في الحكم كما يدعي البعض».

وأوضح موسى أن «الشاطر يرى أن يوم 30 يونيو هو مجرد تعبئة إعلامية وأن هناك مبالغة في هذا».

ورشحت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، الشاطر في الانتخابات الرئاسية السابقة، إلا أن موانع قانونية حالت دون قبول أوراق ترشحه، مما اضطر الجماعة للدفع بمرسي الذي فاز بالمنصب بعد جولة الإعادة مع الفريق أحمد شفيق، وحصوله على نسبة 51.5 في المائة فقط.

وتثور اتهامات دائمة بالدور الخفي الذي يمارسه الشاطر في مؤسسة الحكم من خلال ما يتردد عن تدخله في السياسات وتعيينات الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة. لكن الشاطر أكد، وفقا لما قاله موسى، أن «دوره المحدد هو من خلال وجوده كنائب للمرشد العام للجماعة، وأنه لم يزر الرئاسة نهائيا ولم يلتق برئيس الحكومة أبدا».

لكن موسى أكد في تصريحاته أن «عدم ذهابه للرئاسة أو التقائه بمرسي لا ينفي دوره، فالذهاب شيء والدور السياسي شيء آخر».

وأثار لقاء موسى بالشاطر انقساما في صفوف قوى المعارضة وداخل جبهة الإنقاذ تحديدا، التي رفضت كل الاجتماعات والدعوات التي وجهها إليها الرئيس مرسي طيلة الشهور الماضية. وقال موسى إنه «لا يخشى أي لوم بسبب لقائه بالشاطر»، مشيرا إلى أن «قبول الاجتماع معه يرجع إلى أنه كان فرصة لعرض وجهة نظر المعارضة، والاستماع إلى وجهة نظر القائمين على الحكم».

لكن مصادر داخل جبهة الإنقاذ قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هناك اجتماعا الأسبوع المقبل لقيادات الجبهة لمناقشة ملابسات لقاء موسى بالشاطر تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب في هذا الأمر.