قوات النظام تسترد معبر القنيطرة بعد سيطرة المعارضة عليه لساعات

قنبلة يدوية في جيب جريح سوري تثير الذعر في مستشفى إسرائيلي

TT

أكد مصدر أمني إسرائيلي أمس أن القوات النظامية السورية استعادت السيطرة على المعبر الوحيد في خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان بعد أن كان مسلحو المعارضة السورية سيطروا عليه في وقت سابق. وعلى أثر تلك الاشتباكات العنيفة، أعلنت القوات الإسرائيلية رفع حالة التأهب في صفوفها تحسبا «لوقوع المعبر بأيدي عناصر ذات أجندة غير معروفة».

واعتبرت القيادة العسكرية الإسرائيلية المعارك بين الجيشين الحرّ والنظامي في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان تطورا دراميا يضاعف التهديدات على أمن حدودها ومستوطناتها الواقعة في الجزء المحتل من الهضبة. وعمد الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات احتياطية تحسبا لتدهور الوضع على الجانب السوري، فعمد إلى إغلاق مزارع المستوطنين في عين وزان وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة، ومنع المزارعين من دخول الأراضي، كما أغلق شوارع تربط بين المستوطنات الواقعة في المنطقة، وبشكل خاص القريبة من معبر القنيطرة.

ولمنطقة القنيطرة ومعبرها أهمية استراتيجية نظرا لقربها من العاصمة السورية دمشق. وكان الجيش الإسرائيلي أكد صباح أمس سيطرة مقاتلين من المعارضة السورية المناهضة للرئيس بشار الأسد على المعبر لفترة وجيزة.

من جانبه، أكد كيران دواير المتحدث باسم قوة السلام التابعة للأمم المتحدة أن «2 من جنود حفظ السلام أصيبا بجروح طفيفة ناجمة عن نيران الأسلحة الثقيلة في المنطقة». وأعلنت حكومة النمسا أمس أنها ستسحب قواتها من بعثة حفظ السلام بالجولان نظرا لاشتداد القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة. وهناك نحو 380 نمساويا في قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان، وقوامها ألف فرد، وبالتالي فإن انسحاب القوات النمساوية سيضر كثيرا بالبعثة.

وقال مستشار النمسا فيرنر فايمان ونائبه مايكل سبندلجر في بيان مشترك «في واقع الأمر لم تعد هناك حرية تحرك في المنطقة. وتصاعد الخطر الداهم الذي يهدد الجنود النمساويين ويصعب تجنبه إلى مستوى غير مقبول». وأضاف البيان النمساوي «تظهر التطورات التي وقعت صباح اليوم أنه لم يعد هناك مبرر لمزيد من التأجيل لسحب الجنود».

ومع سقوط قذائف هاون في موقع القوات الدولية المرابطة في المنطقة الحدودية قرب المعبر وإصابة جنود أمميين، رفع الجيش حالة التأهب في المستشفى الميداني القريب من البلدات السورية لاستيعاب كمية كبيرة من المصابين بجراح من السوريين. وقامت طواقم طبية عسكرية بتقديم الإسعافات الأولية لعدة مصابين من المعارضة وتم نقل 3 منهم في ساعات الصباح إلى مستشفى صفد للعلاج لأن جراحهم خطيرة. وفي المستشفى انتشر الهلع، إثر اكتشاف قنبلة يدوية في جيب أحد الجرحى، الذي تبين أنه كان يحارب مع المعارضة ولم يتمكن من إلقاء القنبلة على القوات النظامية.

وأعادت المواجهات التي شهدتها القنيطرة المنطقة الحدودية السورية إلى رأس أولويات الإسرائيليين، إذ رفع الجيش حالة استنفاره على طول الحدود، تحديدا في منطقة القنيطرة التي تبعد فيها القوات الإسرائيلية عن السورية مسافة 70 مترا لا أكثر. وأصدر قائد اللواء الشمالي للجيش أوامره بالرد على مصدر النيران، أيا كان، في حال سقوط صواريخ أو قذائف في الجانب الإسرائيلي من الحدود. وتقدمت إسرائيل بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الجيش السوري في أعقاب نشره دبابات وناقلات جنود مدرعة في المنطقة منزوعة السلاح، واعتبرت هذه التحركات خرقا لاتفاقيات الهدنة. وأقامت اتصالات مع الدول التي تتمثل في القوات الدولية التي تفصل بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري في المنطقة، متعهدة بتقديم كل ما يلزم لها في حال تعرضها لهجمات من الطرفين السوريين المتقاتلين.

يشار إلى أن قوات المعارضة المسلحة فاجأت الجيش النظامي بهجوم شامل على عدة مواقع على طول حدود وقف النار مع إسرائيل، منذ ساعات الفجر الأولى أمس. ودارت معارك كر وفر بين الطرفين، توجت بسيطرة المعارضة على معبر القنيطرة، الذي يعتبر المعبر الرسمي الوحيد بين البلدين. وهو يستخدم لتنقلات قوات الأمم المتحدة ولعبور مواطنين سوريين من سكان الجولان للدراسة أو لزيارة الأماكن المقدسة. لكن قوات النظام أمطرت المعبر بالقذائف وأجبرت قوات المعارضة على التراجع، وهو ما أكدته القوات الإسرائيلية التي تابعت المشهد بالعين المجردة.