مقتل عسكريين تونسيين جراء انفجار لغم قرب قرية في ولاية القصرين

العريض: سنواصل مكافحة الإرهاب في كامل البلاد وسنطور خططها وأساليبها

TT

عدت وزارة الدفاع التونسية انفجار لغم زرعه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة قرب منطقة آهلة بالسكان في ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، ومقتل عسكريين اثنين في الحادثة أمس، «تحولا خطيرا»، داعية السكان إلى «توخي الحذر»، بينما أكدت الحكومة تصميمها على «مواصلة مكافحة الإرهاب».

وقالت وزارة الدفاع في بيان صدر عنها أمس إن عسكريين قتلا وأصيب آخران عندما «تعرضت سيارة عسكرية لانفجار لغم على مسلك خارج محمية (جبل) الشعانبي في منطقة آهلة بالسكان».

وذكر العميد مختار بن نصر، الناطق الرسمي باسم الوزارة لـ«الشرق الأوسط»، أن العسكريين القتيلين في انفجار اللغم أحدهما برتبة وكيل أول من القوات الخاصة للجيش الوطني، وهو أصيل منطقة بنزرت (60 كلم شمال تونس العاصمة)، بينما الثاني برتبة رقيب من ثكنة القصرين، وهو أصيل مدينة سبيطلة (ولاية القصرين)، التي تعرف مواجهات متواصلة مع التنظيمات الجهادية المتمركزة هناك.

وأضاف بن نصر أن مثل هذه التضحيات لن تثني قوات الجيش والأمن على ملاحقة الأطراف الإرهابية، ولن ترهبها التضحيات التي تقدمها لتأمين سلامة التونسيين.

ومن جهته أعلن علي العريض، رئيس الحكومة التونسية، أمس أن حكومته «ستواصل مكافحة الإرهاب في كامل تونس وستطور من خططها وأساليبها» في هذا المجال. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي أنهى أمس زيارة لتونس: «سنواصل محاصرة وملاحقة كل هؤلاء، حتى تفكيك هذه المجموعة الإرهابية وكشف كل من له صلة بالإرهاب».

وبدأت عمليات التمشيط في المنطقة بعدما قتلت المجموعة المسلحة يوم 10 يناير (كانون الثاني) 2012 عنصرا في جهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين.

وفي الثاني من الشهر الحالي قتل جنود على وجه الخطأ زميلا لهم في جبل الشعانبي خلال عملية تمشيط.

وما بين 29 أبريل (نيسان) و6 مايو (أيار) الماضيين انفجرت أربعة ألغام بجبل الشعانبي أسفرت عن إصابة 10 من عناصر الحرس الوطني (ثلاثة بترت أرجلهم وآخر أصيب بالعمى)، وستة من الجيش (اثنان بترت أرجلهما).

وأشار شاهد عيان من القصرين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لغما ثانيا انفجر في منطقة «فج بوحسين» على مقربة من جبل الشعانبي، ولم تسجل، على حد قوله، وفيات في الحادث الذي استهدف سيارة مدنية هذه المرة.

من ناحية أخرى، هاجمت فرقة مكافحة الإرهاب صباح أمس منزل سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض» زعيم تنظيم أنصار الشريعة السلفي الجهادي، لكنها لم تقبض عليه. وطوقت فرقة مختصة مداخل منطقة حمام الأنف بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية مدعمة بمدرعات وأسلحة مختلفة تحسبا لاندلع مواجهات مع أنصار «أبو عياض».

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أوردت اسم «أبو عياض» ضمن العناصر الجهادية المطلوبة للعدالة، وتتهمه بالتورط في مجموعة من القضايا ضمنها تخزين الأسلحة واغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد.