الحكومة الليبية تقرر نقل مقارأربع مؤسسات رسمية إلى بنغازي

تهدف لتحقيق اللامركزية بعد مطالب بالفيدرالية

TT

قررت الحكومة الليبية نقل مقار 4 مؤسسات رسمية إلى بنغازي الواقعة على بعد نحو 1000 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة طرابلس، قائلة إن نقل هذه المقار يأتي بهدف تحقيق اللامركزية. وجاءت الخطوة بعد مطالب من قيادات في الشرق الليبي المعروف قديما باسم «إقليم برقة» بالنظام الفيدرالي، انطلاقا من مدينة بنغازي، لتحقيق الاستقلال الإداري عن العاصمة. لكن رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، أعلن أن نقل المؤسسات الأربع إلى بنغازي «لم يكن نتاج الضغط من أي جماعة».

وتشهد ليبيا ذات المخزون النفطي الضخم قلاقل أمنية وخلافات سياسية عميقة، تسببت في تعطيل إنتاج عدد من حقوق النفط ومخاوف من شركات عالمية من العمل في البلاد في ظل الأوضاع الراهنة. وتعرضت مقار دبلوماسية غربية لهجمات من مجهولين، مما دفع عددا من السفارات الأجنبية لتقليص وجودها في البلاد. كما تسببت دعاوى انطلقت من قيادات في بنغازي بالحكم الفيدرالي، وإعادة تحديد حدود المحافظات، في إثارة مزيد من المخاوف بشأن مستقبل البلاد.

وأعلنت الحكومة أنها ستنقل مقار 4 شركات من مدينة طرابلس إلى مدينة بنغازي، في خطوة نحو توزيع المؤسسات الحكومية على مختلف المدن الليبية لتحقيق اللامركزية. وأكدت الحكومة في مرسوم أوردته وكالة الأنباء الليبية «وال» أن المكاتب الرئيسة الجديدة لـ«الخطوط الجوية الليبية» والشركة الليبية للتأمين وشركة الاستثمار الوطني، وكذلك المؤسسة الوطنية للنفط التي يوجد مقرها في طرابلس، سوف تنقل إلى بنغازي. وأكد المرسوم، الذي صدر يوم أول من أمس، أنه يجب على وزارة النفط الآن اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ القرار.

من جهته، قال زيدان في مؤتمر صحافي يوم أول من أمس إن نقل المؤسسة الوطنية للنفط إلى بنغازي لم يكن نتاج الضغط من أي جماعة، ولا يعني أن كل الإدارات في طرابلس ستغلق، موضحا أن هذه المؤسسة «ملك لليبيين وتعمل من أجل ليبيا كلها، وستكون لها فروع في مختلف المدن»، مضيفا أنه بالنظر إلى كبر حجم ليبيا فإنه «إذا لم تتوزع المنظمات والهيئات الحكومية في شتى أنحاء البلاد فإن الدولة لن تستقر».

وطالب زيدان أبناء الشعب الليبي بالمساعدة على التصالح والوحدة والتضامن والتنمية، مشيرا إلى أن الاعتصامات التي أدت إلى تعطيل الإنتاج في عدد من حقول النفط والهجوم عليها ووقف الإنتاج وإعاقته تؤدي إلى عدم تمكن الحكومة من دفع المرتبات التي اعتصم من أجلها هؤلاء.

وقال زيدان في تصريحات نقلتها قناة «ليبيا الوطنية» أذيعت أمس إنه «احتراما للثورة الليبية وللمحافظة على نتائجها لا نريد الدخول في هذه المرحلة في نقاش حول حدود البلديات الليبية»، مشددا على الدعوة نحو السلم والتنمية والتضامن وعدم إثارة مشاكل لا ضرورة لها حاليا لأن كل مدينة معروفة، وأن الخدمات ستتم في نطاق المدن التي شكلت البلديات وسوف تحقق أكبر قدر ممكن من الخدمات للمواطنين الليبيين.

وتابع قائلا إن الحكومة تعمدت ألا تتعرض للحدود بين المدن حاليا وعدم الدخول في تحديد المحافظات، لأن الوضع في ليبيا يقتضي التهدئة وعدم إثارة ما من شأنه أن يثير مشاكل أو حساسيات بين المناطق، مضيفا أن «هذه المسألة قد تضطرنا في وقت قريب إلى اتخاذ إجراءات حازمة حيالها».

وفي جنوب البلاد، تسببت الاحتجاجات التي نظمتها سرايا حرس الحدود الليبي بمنطقة أوباري جنوبا في تعطيل حركة الملاحة الجوية بمطار أوباري الدولي. وقالت مصادر إعلامية ليبية الليلة قبل الماضية إن العناصر العسكرية التابعة لسرايا الحدود وكتيبة تيندي تقومان بتنظيم اعتصام داخل مطار أوباري الدولي منذ يومين، مما تسبب في توقف الرحلات الجوية بالمطار.

وتأتي تلك الاحتجاجات للمطالبة بصرف المرتبات المتأخرة منذ عام. ولم تتوصل الجهات الرسمية إلى حلول مع سرايا حرس الحدود لإنهاء الاعتصام. وقالت مصادر ليبية إن الاعتصام جرى بالتزامن مع قيام وفد وزاري ليبي بالتوجه إلى منطقة الجنوب لتفقد أحوال واحتياجات السكان هناك، بتكليف من رئاسة الوزراء، للعمل على تذليل الصعوبات واحتياجات السكان، وتحسين الخدمات بها. وضم الوفد وزراء وممثلين لوزارات الصحة، والعمل والتأهيل، والاتصالات، والمواصلات، وأعضاء من المؤتمر الوطني العام، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية، الدكتور الصديق عبد الكريم.