الفلسطينيون يطالبون كيري بتقديم مبادرته ويرفضون التمديد

وزير الخارجية الأميركية يزور المنطقة الأسبوع المقبل وسط تشاؤم كبير

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس وزراء غزة إسماعيل هنية في أنقرة أمس لبحث فرص المصالحة الفلسطينية (أ.ب)
TT

قال مسؤول فلسطيني، إن السلطة الفلسطينية، طلبت من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تقديم رؤيته النهائية لمبادرة السلام التي عمل عليها لعدة شهور، وكان يفترض أن يقدمها في الأسبوع الأول من يونيو (حزيران) الحالي.

وأكد عضو الوفد الفلسطيني محمد أشتية، أن رام الله طلبت عدم تمديد مهلة كيري مرة أخرى، ويتوقع منه أن يقدم رؤيته خلال جولته المقبلة، المتوقعة الأسبوع المقبل. وكان يفترض أن يقدم كيري قبل السابع من يونيو الحالي مبادرة جديدة للسلام، تتضمن رؤية لحلول سياسية وأمنية واقتصادية، وتدفع بمفاوضات جديدة، لكنه طلب تمديد المهلة بسبب خلافات وتباينات كبيرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حول حدود 1967 وتجميد الاستيطان.

ولم يستطع كيري تقريب وجهات النظر كما يبدو، إذ ألغى زيارة كانت مقررة كذلك قبل أسبوع. وقال أشيتة، «سيزور كيري المنطقة خلال الأسبوع المقبل وسيلتقي الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وبالتالي من المفروض أن يكون الإطار الزمني قد انتهى، ونفترض منه تقديم أفكاره السياسية لنرى إذا كانت تلبي الحد الأدنى الفلسطيني أم لا».

وحافظ كيري على سرية كبيرة فيما يخص مبادرته الجديدة، وأقر بصعوبة المهمة، قائلا غير مرة إنها قد تكون الفرصة الأخيرة لمشروع حل الدولتين.

واستبعد أشتية أن يكون كيري قد أحدث اختراقا على الجانب الإسرائيلي، أو حصل على أجوبة من الحكومة الإسرائيلية، تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، متهما الحكومة في تل أبيب بالعمل على تقويض مساعي تحقيق السلام وحل الدولتين. وانتقد أشتية عدم وجود ضغط أميركي ودولي جدي على إسرائيل لتلبية المطالب الفلسطينية، مؤكدا أن خيارات الفلسطينيين الآن هي التوجه إلى المؤسسات الدولية والانضمام إليها إذا ما فشل كيري نهائيا.

ونفى أشتية، وجود أي خطط لعقد لقاءات ثلاثية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور كيري، مجددا تأكيد المطالب الفلسطينية بضرورة وقف البناء الاستيطاني والتزام حل الدولتين على حدود عام 1967 قبل استئناف المفاوضات.

وتأتي زيارة كيري في ظل أجواء من التشاؤم والإحباط الفلسطيني، بعد سلسلة تصريحات إسرائيلية، أعلنت فشل مهمة كيري واستحالة قيام دولة فلسطينية، واصفة ذلك بفكرة عفا عليها الزمن.

ورغم محاولات وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرييل، تلطيف الأجواء أمس، بقوله إن إسرائيل جمدت تقريبا كل عمليات البناء للمنازل الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية، مضيفا لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «سأعطيك حقائق: في القدس ومنذ بداية العام، لم تحدث مناقصات سوى واحدة.. ونفس الشيء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)» إلا أن الفلسطينيين ظلوا متشككين في الموقف الإسرائيلي.

وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، إن مثل هذه التصريحات تأتي فقط لإرضاء وزير الخارجية الأميركي، لكن الواقع على الأرض يقول إن النشاط الاستيطاني مستمر بلا هوادة تحت الحكومات المتتالية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكانت السلطة شنت أول من أمس، هجوما كبيرا على الحكومة الإسرائيلية، متهمة إياها بالسعي لتكريس الاحتلال وإفشال قيام دولة فلسطينية.

وطلبت الرئاسة الفلسطينية من الحكومة الإسرائيلية موقفا واضحا من حل الدولتين وتفسيرا لتصريحات وزراء اعتبروه غير ممكن وليس عمليا، بينما اعتبر كبير المفاوضين صائب عريقات: «الحكومة الإسرائيلية عازمة على تدمير الجهود التي يبذلها جون كيري. وأن دعوات نتنياهو لاستئناف المفاوضات ما هي إلا كلام فضفاض، فالحكومة الإسرائيلية غير جادة بشأن السلام».