واشنطن تجري محادثات سلام مباشرة مع طالبان في الدوحة

مسؤول أميركي: طلبنا من طالبان نبذ العنف وقطع العلاقات مع «القاعدة» وتشكيل فريق تفاوض قد يضم شبكة حقاني

منظر عام لمكتب حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)
TT

أعلن مسؤول كبير بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات سلام رسمية مع حركة طالبان غدا في العاصمة القطرية الدوحة بهدف دفع الجهود للتوصل إلى حل سياسي للحرب في أفغانستان قبل سحب القوات الأميركية نهاية العام القادم. وأشار إلى أن افتتاح حركة طالبان لمكتب سياسي لها في الدوحة هو «حدث مهم» على طريق إنهاء الصراع الدموي في أفغانستان.

وأوضح المسؤول صباح أمس أن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر وافق على إجراء المحادثات مع المسؤولين الأميركيين حيث سيشارك في الحوار مسؤولون من الخارجية الأميركية والبيت الأبيض. فيما لن يشارك الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة رغم مطالبته المتكررة بمشاركة حكومته في تلك المحادثات. وقد رفضت طالبان التحدث مع الحكومة الأفغانية المنتخبة.

وقال المسؤول الأميركي إن الرئيس باراك أوباما أقنع نظيره الأفغاني حميد كرزاي في يناير (كانون الثاني) الماضي أن المحادثات المقرر عقدها الخميس المقبل، ستكون المرحلة الأولى التي من شأنها أن تؤدي إلى بدء مفاوضات أفغانية أفغانية فيما بعد، حيث سيتبعها لقاء (لم يتحدد بعد) بين حركة طالبان والمجلس الأعلى للسلام الذي يمثل الحكومة الأفغانية. وأشار المسؤول الأميركي أن الرئيس أوباما تناقش مع أمير قطر حول الدعم الذي يمكن تقديمه لعملية المصالحة خلال زيارة أمير قطر للبيت الأبيض في وقت سابق هذا العام. وأوضح المسؤول الأميركي أن الرئيس أوباما أحاط قادة مجموعة الثماني بتلك الخطوة وتلقى دعما دوليا كبيرا لفكرة المصالحة رغم الصعوبات.

وأضاف المسؤول الأميركي: «حركة طالبان ستصدر بيانا تقول فيه إنها تعارض استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول الأخرى وإنها تدعم إقامة عملية سلام أفغانية. وهذا ما دعت إليه الولايات المتحدة طويلا وقد قامت حركة طالبان باستيفاء المطلوب لفتح مكتب سياسي لها في الدوحة بغرض التفاوض مع الحكومة الأفغانية».

وأبدى المسؤول الأميركي بعض التفاؤل الحذر بشأن نتائج هذه المحادثات وأوضح أن الولايات المتحدة ستعمل على تسهيل المحادثات وعملية السلام رغم مستوى انعدام الثقة بين الجانبين، وقال: «نتائج هذه العملية تتوقف على قيام حركة طالبان بتلبية ثلاثة شروط، الأول هي إنهاء علاقاتها مع تنظيم القاعدة، وإنهاء العنف، وأن تحترم دستور أفغانستان بما في ذلك احترام حقوق النساء والأقليات، مع التسليم أن افتتاح المكتب في الدوحة ما هو إلا خطوة واحدة على الطريق نحو السلام. ونحن ندعو الحكومة الأفغانية وحركة طالبان لبدء المفاوضات المباشرة قريبا».

وأوضح المسؤول: «أن جوهر العملية هي إقامة محادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، وهي خطوة مهمة نحو المصالحة وستكون المحادثات معقدة وطويلة لكنها رغم ذلك هي خطوة أولى مهمة».

وحول وضع شبكة حقاني وهل ستشارك في المفاوضات، أجاب المسؤول الأميركي أن: «الإدارة الأميركية تعتبر شبكة حقاني عنصرا خطيرا من حركة طالبان بشكل عام لكن شبكة حقاني أعلنت نفسها جزءا من الحركة ولدينا أدلة على ذلك وهم خطرون لأنهم يميلون لضرب قلب العاصمة كابل، وأنهم عنصر تمرد داخل طالبان، ولذا نعتبرهم جزءا من التمرد الشامل». وأضاف: «اللجنة السياسية لحركة طالبان في مكتبها في الدوحة تمثل أيضا شبكة حقاني ولا نعرف بالضبط التشكيل الدقيق لوفد طالبان لكننا نعتقد أنه سيمثل كل العناصر وفقا لما سيقرره الملا عمر». وشدد المسؤول الأميركي أن هدف الولايات المتحدة من دفع عملية المحادثات المباشرة مع طالبان هو ضمان هزيمة التنظيمات الإرهابية. وقال: «هدفنا الأساسي هو مصلحة أفغانستان وهزيمة تنظيم القاعدة وضمان ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهاب الدولي وسوف تواصل قواتنا العمل جنبا إلى جنب مع القوات الأفغانية لتحقيق هذه المهمة ونخطط لمواصلة دعمنا القوي لقوات الأمن الأفغانية بما في ذلك الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا في قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو العام الماضي».

وقال ممثل طالبان محمد نعيم في مؤتمر صحافي بالمكتب في العاصمة الدوحة إن الحركة الإسلامية تريد علاقات جيدة مع الدول المجاورة وتؤيد حلا سياسيا في أفغانستان». من جانبه أكد الرئيس الأفغاني كرزاي أنه ليس لديه شروط مسبقة لإجراء محادثات لكنه طالب بمجموعة من المبادئ في رسالة وجهها إلى كل من الحكومة القطرية والإدارة الأميركية، وطالب فيها بأن تكون الجولة الثانية من المحادثات في أفغانستان بعد الدوحة وأن تستهدف المحادثات وضع حد للعنف. وشدد كرزاي ألا تصبح المحادثات أداة تستغلها أي بلد أو طرف ثالث لتحقيق مصالح لها في أفغانستان. وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب في أفغانستان، وما يقرب من ثلاث سنوات من المحاولات الفاشلة لإجراء محادثات مع حركة طالبان وتسعى الإدارة الأميركية للقيام بعملية تفاوضية قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في نهاية عام 2014.