«الحر» يعلن تسلمه أسلحة ستغير مسار المعركة.. وحي القابون الدمشقي بمرمى نيران «النظامي»

ناشطون: مقتل 8 عناصر من حزب الله ولواء «أبو الفضل العباس» بكمين في الذيابية

فتاة سورية تلقي نظرة الوداع على حي السيدة زينب بدمشق قبل رحلة النزوح (عدسة شاب دمشقي)
TT

بينما خرج السوريون أمس في مظاهرات في عدد من المناطق السورية في جمعة أطلق عليها تسمية «جمعة نصرة الشام بالأفعال لا الأقوال» واصلت القوات النظامية قصفها أحياء في العاصمة السورية دمشق لا سيما حي القابون، كما أعلن الجيش السوري الحر تسلمه لمجموعة من الأسلحة والذخائر، التي قال قياديون في المعارضة المسلحة إنها ستغير مسار المعركة لصالح المعارضة.

وما زال الجيش النظامي يحاول اقتحام حي القابون، شمال دمشق، منذ 4 أيام، وقد سجل ناشطو الثورة أمس تطورا يسجل لأول مرة في العاصمة السورية، وذلك «بقصف القابون بأكثر من 9 صواريخ أرض - أرض، 3 منها استهدفت موقعا واحدا وسوت أبنيته بالأرض»، وأشار الناشطون إلى أن «الصواريخ إيرانية الصنع، وهي من نوع (فجر3) وطول الصاروخ الواحد 5 أمتار». وتأكيدا لكلامهم بث الناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي خلفه القصف الصاروخي في القابون وقالوا: إن «حارات بأكملها دمرت بشكل كامل». ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان تسعى القوات النظامية من خلال القصف المركز على الحي «لاستعادته وطرد مقاتلي المعارضة».

ويعتبر حي القابون بوابة دمشق الشمالية ومنه ينطلق الطريق السريع الواصل بين العاصمة السورية وحمص وبقية محافظات الشمال، كما يقع فيه مركز انطلاق الحافلات باتجاه المناطق السورية، وهو المركز الذي يسيطر عليه الجيش الحرّ منذ أشهر. كما يقع في بداية الحي عقدة مواصلات حيوية ويرتبط بساحة العباسيين. وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قد أعلن أن «حياة أكثر من 40 ألفا من المدنيين معرضة للخطر، في أحياء القابون وبرزة في ظل نقص في المواد الغذائية والطبية، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام مدعمة بعناصر حزب الله منذ 6 أشهر على المنطقة».

وفي دمشق أيضا، ذكر المركز الإعلامي السوري أن «8 عناصر من حزب الله اللبناني ولواء (أبو الفضل العباس) قتلوا في الذيابية جنوب دمشق بعد تعرضهم لكمين من الجيش الحر»، وأشار المركز إلى أن «هذه العناصر تعرضت لكمين محكم من قبل الجيش الحر بعد تسللهم إلى مشفى الخميني في الذيابية، حيث انفجرت بهم عبوة ناسفة كانت مزروعة هناك». وجرت اشتباكات عنيفة عقب الانفجار بين الجيش الحر وعناصر من حزب الله التي حاولت إجلاء القتلى عن المكان.

بدورها، أعلنت شبكة شام الإخبارية أن «الجيش الحر أوقع قتلى في صفوف حزب الله ولواء أبو الفضل العباس». وفي ريف دمشق، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة أن «10 أشخاص بينهم أطفال قتلوا برصاص الأمن السوري بمدرسة بئر السبع التابعة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في خان الشيح بريف دمشق، فيما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في بيت سحم وداريا التي شهدت قصفا مدفعيا متقطعا من الدبابات التي تحيط بالمدينة من جهة جديدة صيدنايا.

في موازاة ذلك، أعلن قياديون في «الجيش الحر»، تلقيه أسلحة حديثة من شأنها «تغيير موازين المعركة» ضد القوات النظامية، في وقت تصاعدت حدة المعارك بين الجانبين في مختلف المناطق السورية لا سيما في دمشق وريفها ومحافظة حلب. وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط» إن هيئة الأركان في الجيش الحر تسلمت مجموعة من الأسلحة والذخائر كان قد طلبها رئيس الهيئة اللواء سليم إدريس بقوائم محددة من بعض الدول «الداعمة للشعب السوري»، مرجحا أن «تسهم هذه الأسلحة بقلب مسار المعارك الميدانية لصالح الجيش الحر».

وأوضح المقداد أن «قيادة الحر بدأت بتسليم الأسلحة الحديثة للمقاتلين على كافة الجبهات لا سيما في حلب، والمنطقة الوسطى»، ولفت إلى أن «توزيع الأسلحة تم بإشراف ضباط محترفين بحيث يستحيل وصول أي قطعة إلى جماعات غير منضبطة أو لا تعمل تحت قيادة هيئة الأركان».

ويأتي هذا الإعلان قبل اجتماع لدول «أصدقاء الشعب السوري» يعقد اليوم في الدوحة لبحث المساعدات التي ستقدم إلى المعارضة السورية.

وتزامنا مع العمليات العسكرية، خرجت المظاهرات في ريف دمشق في عدة مناطق من الغوطة، وفي درعا وحمص بحي الوعر وفي مناطق بحماه وريفها، وفي ريفي إدلب وحلب وفي الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، وفي دير الزور وريفها وفي مدينة الميادين شرق البلاد.