آلاف الإسلاميين يحتشدون لنصرة مرسي.. ويهددون المعارضة بـ« ثورة إسلامية»

التحرير يرفع «كارت أحمر».. وشباب الإخوان يستعرضون قواهم في بروفة بـ«رابعة العدوية»

آلاف الإسلاميين يحتشدون لنصرة الرئيس محمد مرسي في شوارع القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

احتشد الآلاف من الإسلاميين في القاهرة في مظاهرة «لا للعنف.. نعم للسلمية» أمس (الجمعة)، لتأييد الرئيس محمد مرسي والتأكيد على الحفاظ على سلمية الثورة، وذلك قبل أسبوع من مظاهرات (30 يونيو) المرتقبة، والتي دعت لها حركة «تمرد» والقوى الثورية وأحزاب المعارضة للمطالبة بتنحي الرئيس مرسي عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

ونظمت القوى والتيارات الإسلامية وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، تظاهرة حاشدة بميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر (شرق القاهرة)، شارك فيها مؤيدون من عدة محافظات وضواح بالقاهرة في مسيرات كبيرة طافت أرجاء المناطق المحيطة، قادها عدد من الدعاة التابعين للجماعة الإسلامية، ملوحين بالأعلام واللافتات الكبيرة التي كتب عليها «لا إله إلا الله رئيسنا هو اللي اخترناه».

وتجمع المتظاهرون الذين غلب عليهم أعداد قادمة من أقاليم مصرية مختلفة لإظهار أكبر تأييد للرئيس مرسي والذي يواجه جبهة معارضة قوية بعد عام من تنصيبه رئيسا لمصر. وقال رضوان التوني أمين حزب البناء والتنمية بأسيوط، إن «الجماعة الإسلامية سيرت أكثر من 70 حافلة إلى رابعة العدوية للمشاركة في مظاهرة أمس».

وهتف الآلاف في ميدان «رابعة العدوية» قائلين: «الإسلام هو الحل.. شرع المولى عز وجل»، و«الله أكبر ولله الحمد.. إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية»، و«بنحبك يا مرسي»، و«مرسي يعني الأمان مرسي يعني الاستقرار»، و«إحنا مش بلطجية عايزنها إسلامية»، و«هنحمي الشرعية وهنحل الدستورية»، و«على جثتنا يا علماني أنك ترجع تحكم تاني»، و«في حال حدوث فوضى ستكون هناك ثورة إسلامية تقتلع الجميع».

وقاد الداعية الإسلامي صفوت حجازي مسيرة قادمة إلى ميدان رابعة العدوية واعتلى المنصة المواجهة لمسجد رابعة، موجها رسالة قوية إلى متظاهري 30 يونيو، بأن أغلبية الشعب خرجت لتأييد الرئيس وتؤكد أن الشرعية مع الرئيس وليس معارضيه، وهتف قائلا: «مرسي.. مرسي.. إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية»، و«ثوار أحرار هنكمل المشوار».

وقال الدكتور علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية إن «المتظاهرين أتوا من كل مكان دعمًا للشرعية واستكمال أهداف الثورة، وأن الموجودين يقدسون إرادة الجماهير والشرعية التي أتي بها رئيس الدولة»، مشيرًا إلى أن الرئاسة جزء مهم من بناء المؤسسات، وهي من أهداف الثورة التي نادى بها الجميع. ووصف أبو النصر، الدعوات لانتخابات رئاسية مبكرة أو سحب الثقة بـ«الهرتلة الكلامية»، وأنها هدم للشرعية وليس للرئيس مرسي، مؤكدًا أن المعارضة لا تتحدث عن الديمقراطية ولكن الهدف من الدعوات حرق مصر للوصول إلى الكرسي.

ونظم عدد من الشباب المنتمين للتيار الإسلامي عددًا من اللجان الشعبية على مداخل ومخارج الميدان، وأدى عدد منهم استعراضًا لتدريبات الدفاع عن النفس في الحديقة المقابلة لمسجد رابعة العدوية، ونظم المتظاهرون استعراضًا لألعاب «الكاراتيه» ورياضات «الكونغ فو» و«كمال أجسام» مستخدمين شعارات مؤيدة للرئيس مرسي منها «قوة.. عزيمة.. إيمان.. مرسي بيضرب في المليان». كما حرص عدد من الشباب على إبراز العصي وأسلحة الألعاب القتالية وارتداء الخوزات المدرعة على رؤوسهم.

وأصابت المظاهرة الشوارع الرئيسة والمحيطة بمسجد رابعة العدوية بشلل مروري كامل، فيما وضعت الحافلات التي أقلت بعضهم من الأقاليم بجانب المنصة وقبر الجندي المجهول، خوفًا من تحطيمها أو حرقها.

وزادت تظاهرات أمس من حدة الاستقطاب في الشارع الذي انقسم ما بين مؤيدين ومعارضين للرئيس، وشهد ميدان التحرير بوسط القاهرة وعدد من الميادين في المحافظات، تظاهرات ممثلة للتأكيد على الحشد يوم 30 يونيو الحالي، ويرى مراقبون أن «مظاهرة أمس للإسلاميين ستزيد من حدة الاستقطاب بين الطرفين وإنه قد يستمر لفترات أكبر إذا لم يتم إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد بعيدا عن حشد كل فصيل لأنصاره في الميادين لتأييد أو معارضة القرارات».

وراح المتظاهرون ينشدون أغاني وأهازيج إسلامية تؤيد الرئيس وتغني باسم الشريعة وحكم الله في الأرض، واستغل عدد من الدعاة والشيوخ وجودهم في التظاهرة وراحوا يخطبون في المتظاهرين. وقال الشيخ جمال عبد الستار خطيب وإمام مظاهرة رابعة العدوية أمس، إن «واجبنا الآن أن نزرع الأمن والاطمئنان والثقة في قلوب الناس داعيا لانتشار الأمان في البلاد»، مضيفا: «يجب العودة إلى الدعوة الإسلامية»، مشددا أنه لا تستطيع قوى على وجه الأرض كلها أن تمنعنا عن الإسلام. وقال المتظاهرون أمس إنهم «يحترمون الشرعية الانتخابية للرئيس والقانون الذي يؤيد قرارات الرئيس ضد أشخاص اعتبرهم المتظاهرون ممثلين للنظام السابق». فيما يرى معارضو مرسي أن مظاهرة الإسلاميين بروفة من عناصر التيارات الإسلامية المؤيدة للرئيس لما سيحدث في مظاهرات 30 يونيو.

وفي الإسكندرية، وقعت اشتباكات بين مسيرتين إحداهما معارضة للرئيس مرسي والثانية مؤيدة له في ساحة مسجد القائد إبراهيم، وشهدت ساحة المسجد تراشقًا بالحجارة، أسفر عن إصابة بعض المتظاهرين بكدمات وجروح. وقال شهود عيان إن «أنصار جماعة الإخوان ظهروا بساحة المسجد وبدأوا بالتحرش بالمتظاهرين أثناء اندلاع تظاهراتهم وهتافهم ضد الإخوان وضد الرئيس مرسي، وقاموا بالاعتداء على إحدى المتظاهرات، مما أثار حفيظة الثوار ووقعت الاشتباكات».

في سياق آخر، توافدت مجموعات من المتظاهرين على ميدان التحرير أمس، للتنديد بحكم الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، ورفعوا كروتا حمراء، في إشارة إلى أن 30 يونيو هو نهاية حكم الإخوان والرئيس، ورفع المحتجون مجموعة من الصور للرئيس مرسي مرسوم عليها علامة «خطأ». ورددوا هتافات منها: «يوم 30 العصر الثورة هتحكم مصر»، و«ثوار هنكمل المشوار».

وفي بورسعيد، نظم المئات من أهالي بورسعيد مسيرة خرجت من المسجد التوفيقي بحي العرب، حاملين أعلام مصر ولافتات تندد بجماعة الإخوان والرئيس مرسي.

وفي مدينة المحلة الكبرى، تجمع العشرات في وقفة احتجاجية للتأكيد على ضرورة المشاركة في مظاهرات 30 يونيو لإسقاط نظام جماعة الإخوان، وردد المتظاهرون هتافات معارضة للنظام.