اتحاد كتاب مصر يسحب الثقة من مرسي ويطالب بانتخابات رئاسية مبكرة

ندد في جمعية عمومية طارئة بسياسة النظام الحاكم

TT

في خطوة يرى مراقبون للشأن الثقافي المصري أنها بمثابة صحوة جديدة لاتحاد كتاب مصر، أعلن الاتحاد في بيان رسمي أمس، عقب اجتماع طارئ لجمعيته العمومية عن سحب الثقة من الدكتور محمد مرسي رئيس البلاد، والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة، تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية. كما دعا الاتحاد إلى محاسبة المسؤولين عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة 25 يناير عام 2011، من شهداء التحرير والاتحادية إلى شهداء بورسعيد. كما طالب البيان بوضع دستور يليق بتاريخ مصر الدستوري ويعبر عن التوافق الوطني المأمول.

وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «انطلاقا من الانتماء الكامل لاتحاد كتاب مصر، بوصفه نقابة الأدباء، لمبادئ ثورة 25 يناير، التي دعمها منذ بداية اندلاعها، وكان أول نقابة في مصر تصدر بيان تأييد لها يوم 26 يناير، وانطلاقا من التحام الأدباء العضوي بثوابت الجماعة الوطنية، يؤكد الاتحاد أن الاعتراض على سياسات النظام الحاكم، هو اعتراض ثقافي في الأساس، ذلك لأن الصراع الدائر في مصر الآن هو صراع بين ثقافة جماعة مؤطرة بإرث تاريخي يصلح لها وحدها، وثقافة شعب متعدد العقائد والمشارب والثقافات والاتجاهات».

وندد البيان بالأوضاع الثقافية والسياسية والاجتماعية المتردية التي تمر بها مصر الآن، لافتا إلى أن ذلك يتم «في ظل احتراب نشهد آثاره المدمرة على المستويين الشعبي والسياسي بخاصة، وهو احتراب بات يهدد أمن مصر القومي على المستويين الداخلي والخارجي وتحت وطأة ممارسات سياسية أثبتت عجز مؤسسة الرئاسة الفادح على مستويي الرؤية والممارسة عن تقديم أية بدائل استراتيجية في المدى القريب أو البعيد، هذا العجز الذي وصل إلى حد التفريط في مصالح مصر القومية، على نحو ينال من مكانة مصر ودورها الريادي».

واعتبر الكاتب الصحافي مصطفى القاضي سكرتير عام الاتحاد، الموقف الذي اتخذه الاتحاد أمس بمثابة تصحيح مسار لمزالق من القصور والانقسام شابت سياسة الاتحاد في الآونة الأخيرة. وكشف القاضي لـ«الشرق الأوسط» عما سماه «القائمة السوداء» لأعضاء اتحاد الكتاب الذين ينتمون للإخوان وعددهم 35 عضوا من قرابة 3 آلاف عضو، لافتا إلى أنهم حاولوا إفشال الجمعية العمومية الطارئة التي انعقدت أمس، بل طالبوا بعقد جمعية عمومية أخرى خلال شهر وقاموا بتزوير قائمة توقيعاتهم على الدعوة وادعوا أنهم حضروا الجمعية العمومية اليوم (أمس) مع العلم أن عدد الذين حضروا الجمعية العمومية أمس منهم 10 أعضاء فقط والمثبتة توقيعاتهم في كشوف التوقيعات».

ومن جانبه، قال الشاعر شعبان يوسف عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة: «نستطيع الآن أن نقول إن اتحاد الكتاب اتخذ موقفا مهما بسحب الثقة من محمد مرسي، وترتيبا على ذلك عليه أن يصلح من نفسه، ويخرج المعركة من حيزها الشخصي، وهذا الانتصار لم يحدث عبثا، فهناك من الكتاب والمثقفين المحترمين من أعضاء الاتحاد دفعوا في اتخاذ هذا الموقف، في ظل غياب من لم يستطيعوا الحضور من الأقاليم بسبب ارتباك المواصلات».

ويرى كثير من الكتاب أن الاتحاد بهذه الصحوة، يستعيد دوره بقوة كبيت للكتاب والأدباء والشعراء والمبدعين المصريين، خاصة بعد البيان المشؤوم الذي صدر عن قلة من أعضائه ممن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين لوزير الثقافة الجديد، أدانوا فيه اعتصام المثقفين المصريين في مقر وزارة الثقافة واعتبروه سلوكا همجيا، كما أشادوا بوزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز والذي يطالب المعتصمون وجموع المثقفين بإقالته. وكان لافتا في الأوساط الثقافية توجه الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحادي الكتاب المصريين والعرب عقب انتهاء أعمال الجمعية الطارئة إلى مقر المثقفين والكتاب والفنانين المعتصمين بوزارة الثقافة.