التحالف الشيعي يبحث عن مخرج من أزمة استقالة النائب الصدري من رئاسة البرلمان العراقي

أطراف سياسية تشيد بسجل السهيل وتناشده العدول عن قراره

TT

بعد يومين من إعلانها، لا تزال الاستقالة المفاجئة للنائب الأول لرئيس البرلمان العراقي والقيادي في التيار الصدري، قصي السهيل، تثير جدلا واسعا داخل الكتل السياسية العراقية في وقت لم يقل فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كلمته بعد.

البرلمان العراقي يستعد وفي أول جلسة له الأسبوع المقبل لطرح مسألة استقالة السهيل على طاولة النقاش في وقت ينشغل فيه التحالف الوطني الذي ينتمي إليه السهيل بإيجاد مخرج مناسب لهذه الاستقالة. وأوضح مقرر البرلمان العراقي والقيادي في القائمة العراقية محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السهيل قدم استقالته بشكل أصولي إلى رئيس البرلمان أسامة النجيفي الذي لم يقرر شيئا بشأنها لأنها مسألة متروكة للبرلمان». وأضاف الخالدي أن «هيئة الرئاسة سوف تطرح الاستقالة للتصويت في أول جلسة للبرلمان، وفي حال رفض البرلمان الاستقالة، فإنها تعد (لاغية)»، مؤكدا أنه « فيما لو أصر السهيل على الاستقالة في حال صوت البرلمان بالضد، فإنه سيحرم من التقاعد».

وردا على سؤال بشأن ما أعلنه التحالف الوطني (الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان العراقي) من أن أمر البت في استقالة السهيل شأن داخلي يتعلق بالتحالف الوطني، قال الخالدي إن «التحالف الوطني سيبحث المسألة وديا وليس قانونيا، وهو ما يعني أنهم سيعرفون الخلفيات والأسباب، وفي حال أصر السهيل عليها، فإن التحالف الوطني سيرشح بديلا له من التيار الصدري لأن هذا المنصب من حصة الصدريين».

وفي السياق نفسه، اعتبرت كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي استقالة السهيل «خسارة كبيرة للعمل البرلماني العراقي لأنه عمل بجد خلال الفترة الماضية وكان عنصر توازن مهمّا داخل العملية السياسية». وقال عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «استقالة السهيل من الناحية الإجرائية أمر متروك لهيئة الرئاسة وكذلك للتحالف الوطني، ولكن ما نريد التطرق إليه هو ما يترتب على هذه الاستقالة في هذا الظرف، حيث إن قصي السهيل رجل متوازن وعمل بكل إخلاص داخل العملية السياسية، وبالتالي، فإننا بصفتنا التحالف الكردستاني نعتبر استقالته خسارة كبيرة نتمنى العدول عنها». وأضاف أن «دور السهيل في كل القضايا الأساسية والمحورية كان إيجابيا، ولكن كون كل البرلمانيين ينتمون إلى أحزاب أو كتل، فإن هناك أمورا داخلية تخص كتلهم وأحزابهم تكون حاكمة عليهم بصرف النظر عن مزاياهم الشخصية».

من جهته، اعتبر النائب المستقل في البرلمان العراقي حسن العلوي أنه «ليس من السهل إيجاد نظير للنائب الأول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل، ونحن رهائن أزمة ذات أنياب ومخالب». كما دعت كتلة «الحل»، التي يتزعمها جمال الكربولي، السهيل إلى العدول عن قراره بالاستقالة، معتبرة أن جهوده معروفة في التقريب بين وجهات نظر الكتل البرلمانية.