القطريون يبايعون الشيخ تميم أميرا.. وترقب لحكومته ومعالم المرحلة الجديدة

الشيخ حمد: حان الوقت لكي يتولى المسؤولية جيل جديد * الشيخ عبد الله بن خليفة: لا دواعي صحية للتنازل عن الحكم

مواطنان يتابعان عبر شاشة التلفزيون مبايعة الشيخ تميم أميرا لقطر أمس (إ.ب.أ)
TT

شهدت العاصمة القطرية صباح أمس، إجراءات نقل السلطة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى نجله الشيخ تميم بن حمد، الذي أصبح الأمير التاسع من عائلة آل ثاني التي تحكم البلاد منذ القرن التاسع عشر الميلادي.

وفي خطاب متلفز، أعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تسليم مقاليد الحكم إلى نجله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال في الكلمة الموجهة للشعب واستمرت سبع دقائق، إنه حان الوقت لفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة الوطن يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة.

ويترقب القطريون، كما العالم، خطاب الأمير الشيخ تميم، الذي من المتوقع أن يرسم ملامح السياسة القطرية في المرحلة المقبلة، وسط توقعات أن تحافظ على المسار الذي رسمه والده الشيخ حمد. كما يزداد الترقب بشأن الطاقم الإداري الذي سيقود قطر في المرحلة المقبلة، ومدى انعكاس التغيير الجديد على تشكيل الحكومة المرتقبة، وتوزيع الحقائب.

وعقب الخطاب الأميري، استقبل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر جموع المبايعين من الشخصيات العامة والمواطنين وضباط القوات المسلحة والشرطة، بمناسبة تولي الشيخ تميم مقاليد الحكم في البلاد.

وقبل يوم من تنازله عن السلطة، أبلغ الشيخ حمد الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد في البلاد الذين اجتمع بهم رغبته رسميا نقل السلطة إلى نجله الشيخ تميم.

وفي خطاب نقل السلطة، الذي بثته وسائل الإعلام القطرية صباح أمس، قال الشيخ حمد إن الوقت قد حان لكي يتولى المسؤولية جيل جديد. وقال الشيخ حمد «منذ أن ترعرعت على أرض قطر والله يعلم أني ما أردت السلطة في ذاتها ولا سعيت إليها من دوافع شخصية بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة ولقد حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة».

وأضاف «إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أنني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأنا على قناعة تامة أنه أهل للمسؤولية جدير بالثقة وقادر على حمل الأمانة وتأدية الرسالة».

وقال الشيخ حمد إن «الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في مسيرة الوطن يتولى فيها جيل جديد مقاليد السلطة». مضيفا: «لقد أثبت شبابنا في السنوات الماضية أنهم أهل عزم وعزيمة يستوعبون روح العصر ويساهمون فيه».

ودعا القطريين لدعم أميرهم الجديد وقال: «إني على يقين راسخ بأنكم خير سند له»، معربا عن ثقته أن الشيخ تميم «سيضع مصلحة الوطن نصب عينيه». وخاطب مواطنيه بالقول: «ها هو المستقبل يا أبناء الوطن أمامكم إذ تنتقلون إلى عهد جديد ترفع الراية فيه قيادة شابة.. تعمل دون كلل أو ملل».

وعشية نقل السلطة أصدر الشيخ حمد مرسوما مدد فترة مجلس الشورى وهو ما يعني في واقع الأمر تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى بعد أن كانت متوقعة في النصف الثاني من العام. وكانت هذه الانتخابات ستصبح الأولى بالنسبة لمجلس الشورى الذي ينتخب 30 عضوا من بين إجمالي أعضائه البالغ عددهم 45 عضوا بينما يعين الأمير الباقين بموجب دستور تمت الموافقة عليه عام 2003. وكان قد تم تعيين كل أعضاء المجلس الحالي.

وحكم الشيخ حمد قطر منذ 27 يونيو (حزيران) 1995، وتمكن خلال الـ18 عاما من حكمه من تحويل البلاد إلى واحدة من أسرع الدول نموا، كما تحولت قطر في عهده إلى دولة عصرية، ورسخ مكانتها الإقليمية والدولية، كما حققت وفرة اقتصادية كبيرة.

ومنذ الخامس من أغسطس (آب) 2003 يتولى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منصب ولي العهد، وهو خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وقد فوض إليه خلال الأعوام القليلة الماضية عدد من الملفات الاستراتيجية القطرية.

وولد الشيخ تميم في 3 يونيو 1980، وهو الابن الثاني للأمير وزوجته الشيخة موزة ويشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية. وله زوجتان وستة أبناء، سن الكبرى بينهم سبع سنوات. ويبلغ نجله الأكبر من العمر خمس سنوات.

إلى ذلك، نفى الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، عم الأمير الحالي، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في مطلع عهد أخيه الشيخ حمد بن خليفة، للتلفزيون القطري أن يكون تنازل الشيخ حمد عن العرش جاء بسبب ظروف صحية. وقالت وكالة الأنباء القطرية أمس إن الشيخ عبد الله قال للتلفزيون المحلي هناك ردا على معلومات أوردتها بعض وسائل الإعلام حول صحة الشيخ حمد، وأنها كانت الدافع وراء تنازله عن الحكم: «صحة حضرة صاحب السمو والحمد لله رب العالمين طيبة وبخير ويمارس رياضة وأمورا كثيرة ما سمعت أن أحدا يتصورها، لكن وسائل الإعلام تضع بعض الأمور غير الصحيحة».