«الحر» يصد رتلا عسكريا في الرقة و«النظامي» يقصف ريف دمشق

بان كي مون قلق على مدنيي حمص.. وتقدم في حلب

TT

واصلت القوات النظامية، أمس، قصفها على أحياء حمص المحاصرة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بحسب ما أفاد به ناشطون، في حين شهدت منطقة كفرسوسة بدمشق تفجير سيارة مفخخة استهدفت مقرا أمنيا، مساء أول من أمس، إذ أعلن «لواء الشام» التابع للجيش السوري الحر تبنيه العملية، مهددا بسلسلة عمليات من هذا النوع.

وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن «عددا من عناصر أجهزة الأمن أصيبوا بجروح في التفجير، الذي وقع في حي كفرسوسة جنوب غربي دمشق. ويضم الحي مباني حكومية ومراكز أمنية»، مرجحا أن «يكون التفجير ناجما عن عبوة ناسفة وضعت في سيارة».

وقال علاء الباشا عضو المجلس الثوري العسكري الأعلى في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «التفجير استهدف اجتماعا أمنيا كان يضم نحو 15 ضابطا»، مشيرا إلى أن «العملية قام بها لواء الشام عبر إدخال سيارة مفخخة بمساعدة أحد الضباط المتعاطفين مع المعارضة». وأوضح الباشا أن «عدد القتلى في صفوف النظام تجاوزت 32 قتيلا وصلوا إلى مشفى المزة العسكرية».

وبث ناشطون شريطا على موقع «يوتيوب» يظهر لحظة وقوع الانفجار، ملتقطا من كاميرا على الطرف الثاني من الطريق السريعة بالقرب من مكان الهجوم. ويظهر الشريط انفجارا قويا أدى إلى كرة من اللهب، تبعته أصوات إطلاق رصاص. كما ظهرت أعمدة من الدخان تتصاعد بجوار أعمدة للإنارة، في حين استمر عبور السيارات على الطريق.

من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن «الانفجار ناتج عن سقوط قذيفة (هاون) أطلقها إرهابيون قرب مرأب المحافظة في منطقة كفرسوسة»، مشيرة إلى وقوع أضرار «مادية وبسيطة». وكان «لواء الشام»، التابع للجيش الحر، قد تبنى العملية في بيان مصور تلاه مقاتلون، ونشر على موقع «يوتيوب». وأعلن البيان «استهداف مجموعة من كبار الضباط المسؤولين عن إجرام النظام»، على أن يحدد أسماءهم لاحقا. وأعلن أنه سيلي هذه العملية «سلسلة من العمليات تحت اسم (في عقر دارهم) تهدف إلى تطهير أرضنا الحبيبة من قادة الميليشيات النظامية التي تصدر الأوامر لقتل الأطفال والنساء والقضاء على البنية التحتية لسوريا الدولة».

وتزامنا مع تفجير كفرسوسة، ارتكبت القوات النظامية مجزرة في مدينة كفربطنا بريف دمشق، حيث أفاد ناشطون «بتعرض المدينة لقصف مكثف استهدف إحدى الأسواق، مما أدى إلى سقوط أكثر من 13 ضحية وعدد كبير من الجرحى». وأعلنت كتيبة «السيدة عائشة» التابعة للجيش الحر استهدافها تجمعات للقوات النظامية في قرية الخامسية بالغوطة الشرقية بقذائف الهاون 120 ملليمترا وتدمير المباني التي كانوا يتمركزون فيها».

في هذه الأثناء، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأطراف المتنازعة في سوريا بإفساح المجال لنحو 2500 مدني محتجزين في حمص لمغادرة المدينة وتلقي المساعدات، وفق ما أعلنه المتحدث باسمه مارتن نسيركي، أمس. وأضاف المتحدث أن بان كي مون «يتابع بقلق كبير تصاعد النزاع في سوريا، وخصوصا الوضع في حمص»، التي تتعرض منذ السبت لهجوم جديد تشنه القوات النظامية السورية.

وفي حين لاحظ أن «2500 مدني لا يزالون محتجزين» في المدينة، دعا الأمين العام «الأطراف المتنازعة إلى بذل أقصى جهودها لتجنب الخسائر في الأرواح، والسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى إفساح المجال للمدنيين المحتجزين للمغادرة من دون خشية التعرض لاضطهادات».

وأضاف المتحدث أن مون «يذكر جميع المقاتلين بواجباتهم» انطلاقا من القوانين الإنسانية، و«يشدد على أن المسؤولين عن الفظائع سيُلاحقون».

وفي حلب، أفادت شبكة «شام» المعارضة عن «قصف بالطيران الحربي تعرض له محيط قرية بنان التابعة للسفيرة في ريف حلب الجنوبي».

وقال ناشطون إن «اشتباكات متقطعة اندلعت في جبهة الراشدين ومعارة الأرتيق»، في حين أعلن «الجيش الحر» سيطرته على كراج السفاحية في منطقة حلب القديمة، إضافة إلى سيطرته على مبانٍ أخرى. وأعلن «الجيش الحر» قصفه بقذائف الهاون لتجمعات الأمن في قرية الدويرينة بريف حلب. في حين أفادت شبكة «شام» المعارضة بأن «الجيش الحر» تمكن من السيطرة على عدد من المباني التي كانت معقلا للشبيحة في محيط قلعة حلب.

وفي الرقة، قال ناشطون إن «كتائب الجيش الحر تمكنت من صد رتل عسكري تابع للقوات النظامية خرج من اللواء 93، أمس، باتجاه المدينة، لفكّ الحصار عن الفرقة 17 مما أدى لتدمير 25 آلية وقتل أغلبية العناصر في الرتل».

وأشار الناشطون إلى أن «هذه العملية تمت بمشاركة عدة كتائب، مثل لواء أحفاد الرسول، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وتم استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وقد أصدرت حركة أحرار الشام بيانا أكدت فيه «القضاء الكامل على الرتل».

يذكر أن الفرقة 17 تتعرض للحصار من قبل قوات المعارضة منذ أشهر. حيث سيطرت على أجزاء كبيرة من الفرقة، بينما لا تزال مجموعة من أبنيتها تحت سيطرة القوات النظامية.

وفي درعا، شهدت مدينة انخل اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية على الأطراف الشمالية للمدينة، مع استنفار وتجهيزات قوية في مقر الفرقة التاسعة، بالتزامن مع قصف القوات النظامية على مدينة جاسم بالمدفعية الثقيلة، وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات».

وتمكنت كتائب الجيش الحر في مدينة بصرى الشام شرق درعا من تفجير أحد معاقل القوات النظامية، وفق ناشطين. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «قصف تعرضت له بلدة الناصرية في شمال درعا بالمدفعية الثقيلة، حيث تركز القصف على حارة الجامع من اللواء 61 بتل الجابية، بالتزامن مع تعرض بلدة بصر الحرير لقصف مدفعي وصاروخي من مقر اللواء «12» والفوج «175».