«الحر» يفاوض بلدتين شيعيتين على الاستسلام في حلب

«النظامي» يلقي منشورات لـ«تسليم الأسلحة» في إدلب

الدمار الذي لحق بأحد شوارع مدينة حلب جراء القصف الجوي (أ.ب)
TT

جددت قوات نظام الرئيس بشار الأسد، أمس، محاولتها اقتحام أحياء حمص المحاصرة من محوري جورة الشياح والخالدية، مستقدمة تعزيزات عسكرية من جهة طريق تدمر، بحسب ما أفاد ناشطون. وتزامن ذلك مع تقديم الجيش السوري الحر عرضا لأهالي بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين (شمال حلب) المواليتين لنظام الأسد يتضمن حلا سياسيا لتجنب «إراقة الدماء» قبل أن يتم اقتحام البلدتين.

وبث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» شريط فيديو يظهر فيه عدد من قيادات الجيش الحر في غرفة عمليات «صدى القصير» يعلنون فيه عرضا من 6 بنود قبل أن «يتم التحرك لتحرير هاتين البلدتين من القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني والقوات الإيرانية»، من دون أن يحددوا موعدا زمنيا لنهاية هذا العرض. وبحسب البيان الذي تلاه أحد قادة الجيش الحر يجب على أهالي نبل والزهراء «تسليم القتلة من القوات النظامية الذين قاموا بعمليات القتل والتشبيح وتسليم الأسلحة المسلمة من النظام إلى البلدتين للجنة الشرعية باستثناء السلاح الفردي، وإعلان الانشقاق عن النظام والتعهد بعدم التعامل معه، ويتم ذلك ببيان مصور ينشر على الإنترنت، إضافة إلى تبادل الأسرى بين الطرفين». وأشار البيان إلى أنه في حال تمت تلبية هذه المطالب «سيتم فك الحصار وإدخال المواد الغذائية والدوائية ولوازم الحياة المعيشية بكل أنواعها وإقامة نقاط حماية لأهالي البلدتين يتم التوافق عليها».

وأشار العقيد قاسم سعد الدين، الناطق باسم هيئة أركان «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا العرض هو الفرصة الأخيرة لأهالي البلدتين، كي يستسلموا ويسلموا عناصر حزب الله الموجودين في البلدتين الذين قتلوا أطفالنا ونساءنا في القصير وتلكلخ». وأوضح أن «اقتحام البلدتين سيتم في أي لحظة في حال لم يستجب أهالي نبل والزهراء لعرضنا التفاوضي». ولفت سعد الدين إلى أن «سقوط نبل والزهراء يعني سقوط مطار منغ بشكل دراماتيكي وتحرير المنطقة بالكامل من وجود النظام وقواته». وهدد مقاتلو «الجيش الحر» قبل أيام بالاستيلاء على بلدتي نبل والزهراء ما لم تستسلما. ويتهم ناشطو المعارضة النظام السوري وحلفاؤه بإرسال قوات إضافية إلى البلدتين، مشيرين إلى أن «هذه القوات تضم مقاتلين من إيران وعناصر من حزب الله اللبناني». وبث على موقع «يوتيوب» تسجيل مصور لمقاتلين في المعارضة السورية يعلنون عزمهم على «تحرير» قريتي نبل والزهراء من أيدي النظام وميليشيا «الشبيحة» الموالية للرئيس بشار الأسد ومن عناصر حزب الله وإيران.

وتقع بلدتا نبل والزهراء على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة حلب. ويتهم مناصرو المعارضة أهالي البلدتين بدعم نظام الأسد عبر المشاركة في قمع المظاهرات في بداية الثورة ثم تحولهما إلى قاعدة عسكرية للقوات النظامية ومقاتلي حزب الله لقصف القرى الموالية للمعارضة. وكان لواء التوحيد التابع للجيش الحر في حلب قد نشر شريط فيديو يظهر فيه عدد من مقاتلي نبل والزهراء وهم يهتفون تأييدا للنظام السوري بحضور مسؤول رسمي للدولة السورية ومحافظ حلب ورئيس فرع الحزب فيها. كما يظهر في الفيديو أحد القادة هو يقدم الوعود لأهالي البلدتين بأن من سيشارك منهم بالقتال إلى جانب النظام سيكون له راتب شهري كأي موظف رسمي، مع زيادة 50 في المائة على الراتب.

وفي موازاة الوضع الميداني في حلب، واصلت القوات النظامية لليوم الخامس على التوالي محاولتها اقتحام أحياء حمص المحاصرة من عدة محاور، لا سيما من محوري جورة الشياح والخالدية، بحسب ناشطين. واندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية المدعومة بعناصر حزب الله بالتزامن مع قصف القوات النظامية لمعظم هذه أحياء المدينة باستخدام الصواريخ والأسطوانات المتفجرة إضافة إلى المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.

وبث ناشطون مقاطع فيديو على مواقع الإنترنت تظهر الدمار الهائل الذي حل بالمدينة جراء هذا القصف، ولم نتمكن من تحديد عدد الضحايا الذين سقطوا بسبب سوء الاتصالات والانقطاع شبه المستمر في التيار الكهربائي. وقال ناشطون، إن «القوات النظامية استقدمت تعزيزات مكونة من عدد من الدبابات والآليات العسكرية من جهة طريق تدمر في منطقة المثلث». وفي ريف حمص، أفاد ناشطون بتجدد القصف على مدينة الرستن (شمال حمص) بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ من قبل القوات النظامية المتمركزة في كتيبة الهندسة.

وفي إدلب، وزعت القوات النظامية منشورات في منطقة جبل الزاوية في ريف المدينة، توعدت فيها قوات المعارضة بـ«إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن وعدم إنجاز مهامها»، وتضمنت المنشورات المذيلة بتوقيع «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، دعوة إلى مقاتلي المعارضة «لانتهاز الفرصة لتسليم أسلحتهم ثم التوجه إلى أقرب حاجز للجيش النظامي لتسليم أنفسهم». وأشارت إلى تعليمات «بالمرور الأمن على حواجز الجيش لمقاتلي الجيش الحر الراغبين بتسليم أنفسهم للسلطات السورية».