سفير إيران يتدخل لـ«رأب صدع» تحالف «التيار الوطني - حزب الله»

نائب عوني: الحزب لا يواكبنا في الوصول إلى السلطة لأن أولويته المقاومة

TT

منذ نفاذ التمديد للمجلس النيابي اللبناني قبل أسبوعين، بدأت الخلافات بين رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون وحلفائه تظهر إلى العلن أكثر فأكثر. وأتت إشارة عون الأخيرة إلى إمكانية إعادة النظر في علاقته مع الحلفاء بغض النظر عن «الحلف الاستراتيجي»، غامزا من قناة «ورقة التفاهم» التي وقعها قبل سبع سنوات مع حزب الله، لتدق «ناقوس خطر الانفصال».

ويبدو واضحا أن الكلام العلني عن تباينات أو خلافات لا يقتصر فقط على حزب الله وحركة أمل، حليفة حليفه، في فريق «8 آذار»، إنما ينسحب على علاقته بحلفائه المسيحيين المنضوين في إطار تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه، أي النائب سليمان فرنجية وحزب الطاشناق الأرمني.

هذا الأمر جعل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي يتحرك لزيارة عون في محاولة منه لـ«رأب الصدع» بينه وبينه حلفائه. وقد استدعى هذا التباين ردود فعل ومواقف من قبل نواب الطرفين الأساسيين (حزب الله وعون)، للتأكيد على أن الخلافات لا تعدو «تباينات» يمكن تجاوزها، بينما تخطاه إلى سجال واتهامات بين نواب عون و«حركة أمل»، التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.

وكانت أبرز هذه الخلافات قد ظهرت مع بدء البحث بقانون للانتخابات النيابية، مرورا بإقرار قانون تمديد ولاية البرلمان ومن ثم الاتفاق الذي جمع حزب الله وبري مع النائب وليد جنبلاط، في مواجهة الطعن المقدم من عون بشأن هذا التمديد لدى المجلس الدستوري من خلال مقاطعة الأعضاء المحسوبين على هذه الأطراف للجلسات، وصولا إلى قبول الحلفاء بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، وهو ما يرفضه عون بالمطلق.

وفي متابعة لمواقف الأطراف السياسية، يبدو واضحا أن من شأن هذه الخلافات أن تتفاقم في ضوء الاستحقاقات المستقبلية؛ وأهمها انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن بعدها الانتخابات النيابية وتحالفاتها، إذا ما أجريت. ليس بعيدا عن أجواء خلافات «عون - حزب الله»، كان الاتصال الذي أجراه أخيرا مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا بالنائب عون مستوضحا منه موقفه الأخير، بحسب ما أشارت إليه بعض المعلومات الصحافية، بينما أكدت قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله أن الاتصال كان وديا وإيجابيا وأنه تم التأكيد على استمرار التواصل وعمق العلاقة بين الطرفين.

النائب في تكتل التغيير والإصلاح ألان عون يضع ما يطرأ اليوم على علاقة «عون - حزب الله»، في خانة «الاختلاف في وجهات النظر وليس الخلاف»، مؤكدا أن الطرفين «يقومان بإعادة تقويم وتصويب»، من دون أن ينفي «إمكانية أن تغير الاستحقاقات شيئا ما في العلاقات وفقا لأسس جديدة».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «العلاقة بين أي فريقين تمر بمراحل تتراوح بين التوافق الذي يعززها، والتباين الذي قد ينعكس سلبا عليها. وهذه هي الحال بالنسبة لعلاقتنا بحزب الله التي مرت بمراحل صلبة واهتزازت، كما مع بعض الحلفاء المسيحيين».

واعتبر عون أن جوهر الخلاف بين الطرفين يكمن في الشق السياسي، موضحا أن «أولويتنا الأساسية وعصب عملنا هو الوصول إلى السلطة لتحقيق برنامجنا الإصلاحي وبناء الدولة، بينما أولوية حزب الله وخبزه اليومي هي المقاومة، وبالتالي ليس هناك من مواكبة من قبله لأهدافنا، وهذا ما ظهر في استحقاقات عدة، ولا سيما التمديد للمجلس النيابي، كما الموافقة على التمديد لقائد الجيش، الأمر الذي يجعلنا نصطدم ببعض التباينات التي قد تسيء إلى هذه العلاقة».

وأكد عون أن العلاقة مع حزب الله «لن تصل إلى حد القطيعة في وقت يعمد فيه التيار إلى مد الجسور مع مختلف الفرقاء، حتى الخصوم منهم، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، والتي تشهد انقسامات حادة بين الفرقاء».