أحمدي نجاد يدافع عن مستوى الحريات خلال ولايتيه الرئاسيتين

روسيا تريد تحديد موعد جديد لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران

المتهم الايراني سعيد مرادي يصل الى المحكمة الجنائية في بانكوك أمس حيث يحاكم مع متهم ايراني آخر بمحاولة اغتيال دبلوماسي إسرائيلي العام الماضي (أ.ب.)
TT

دافع الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد أمس عن «المستوى العالي للحريات» الذي اتسمت به ولايتاه الرئاسيتان (2005 - 2013)، وذلك في حديث بثه التلفزيون نأى خلاله بنفسه عن بقية فصائل الحكم.

وقد انتخب حسن روحاني المعتدل في 14 يونيو (حزيران) الماضي من الجولة الأولى ليخلف أحمدي نجاد الذي لم يكن يمكنه الترشح لولاية ثالثة على التوالي.

وقال أحمدي نجاد في الحديث الذي دافع فيه عن السياسة التي انتهجها منذ انتخابه في 2005 أن «أعلى مستوى من احترام الحريات (حصل) في عهد حكومتي». وقد شابت إعادة انتخابه في 2009 احتجاجات على التزوير تلاها قمع المحتجين.

وندد حينها المرشحان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي بعمليات تزوير مكثفة ودعوا أنصارهما إلى التظاهر. لكن حركة الاحتجاج قمعت بشدة واعتقل المئات من المحتجين - بين مسؤولين إصلاحيين وصحافيين وناشطين من المجتمع المدني - وما زال موسوي وكروبي قيد الإقامة الجبرية منذ 2011.

وأوضح أحمدي نجاد «لم يوبخ أحد أو يحاكم لأنه انتقد الحكومة» ملقيا المسؤولية على عاتق بقية فصائل النظام الإيراني الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله خامنئي.

كذلك دافع عن حصيلة حكومته التي اضطرت إلى إدارة البلاد «في ظروف صعبة جدا» بينما تخضع إيران إلى عقوبات دولية بسبب عودتها إلى البرنامج النووي المثير للجدل منذ 2005.

وتتهم الدول الغربية وإسرائيل إيران بمحاولة حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج مدني لتطوير الطاقة النووية وهو ما تنفيه طهران، وشدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة في 2012 بفرض حظر نفطي ومصرفي على إيران.

وقال أحمدي نجاد إن «الأميركيين يهددون يوميا والوضع الاقتصادي يتأثر بالأزمة الدولية بينما تواجه إيران عقوبات ظالمة أحادية الجانب وكانت حكومتي تخضع لضغوط داخلية».

وقال أيضا «لم يكن لي منذ وقت طويل دور في المفاوضات النووية» مع الدول الكبرى في مجموعة خمسة زائد واحد (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا) المتعثرة منذ عدة أشهر، وآية الله خامنئي هو من يملك الكلمة الفصل في ملفات إيران الاستراتيجية بما فيها النووي.

وأقر الرئيس الإيراني الذي تعرض خلال الحملة الانتخابية إلى انتقادات حول سوء إدارته الاقتصاد، بأن العقوبات التي تسببت في تجاوز التضخم الـ30% وارتفاع البطالة وانهيار قيمة الريال بالثلثين تقريبا «أدت إلى أوقات عسيرة للبلاد».

وكان أحمدي نجاد يتحدث بعد عودته إلى طهران بعد زيارة إلى روسيا التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تعتبر الأخيرة قبل أن تنتهي ولاية أحمدي نجاد الرئاسية. وكان الملف النووي على رأس المحادثات خلال تلك الزيارة. وقال دبلوماسي روسي كبير أمس إن بلاده قلقة من عدم إحراز تقدم في تنظيم محادثات جديدة بين إيران وست قوى عالمية بخصوص برنامج طهران النووي رغم فوز شخصية معتدلة نسبيا في انتخابات الرئاسة الإيرانية.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن المساعي الدبلوماسية التي بدأت بعد فوز حسن روحاني بإيران والرامية إلى تنظيم جولة جديدة من المحادثات لم تحرز أي تقدم.

وقال ريابكوف لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية: «ليس هناك اتفاق حاليا حول مكان وزمان الجولة التالية. وهذا يقلقنا» وأضاف: «بعد انتخاب الرئيس الإيراني كثفنا العمل للإعداد لجولة جديدة من المحادثات ولكن هذا العمل لا يجري بشفافية حتى الآن». وانتعشت الآمال الدولية في حل الخلاف النووي بعد انتخاب روحاني الذي تعهد بتبني نهج في العلاقات الخارجية أكثر تصالحا من النهج الذي اتبعه سلفه محمود أحمدي نجاد.

وتقول إيران إن غرضها من تخصيب اليورانيوم مقصور على إنتاج الوقود اللازم لتشغيل شبكة من محطات الطاقة النووية إلى جانب الاستخدام في الأغراض الطبية. غير أن اليورانيوم المخصب يوفر أيضا المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنابل نووية إذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى الأمر الذي يثير مخاوف الغرب من أن يكون ذلك هو هدف طهران.