إخوان مصر يواجهون الأزمة الأعنف في تاريخ مليء بالمحن والدم

شكوك بشأن انشقاقات في صفوف شبابها

TT

تواجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر واحدة من أعمق الأزمات في تاريخها منذ ستينات القرن الماضي. وبدا أن الجماعة تواجه تحولا عميقا في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة بضغط شعبي جارف. وبينما تنفي قيادات الجماعة، الملاحقة قضائيا، وجود انشقاقات في صفوفها، دشنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «أحرار الإخوان» صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تتهم فيها قيادات الجماعة بالزج بشباب الإخوان فيما يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن.

لكن قيادات إخوانية قالت إن الجماعة متماسكة وإنها لم تشهد أي انشقاقات، وإن ما يتم ترويجه حاليا جزء من حرب نفسية ضد شباب الجماعة الذي يحمي الشرعية الدستورية في ميادين البلاد.

وفصلت جماعة الإخوان خلال العامين الماضيين محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح القياديين البارزين بها، كما فصلت أيضا عددا من القيادات الشابة بالجماعة الذين شاركوا في ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، كما شهد تاريخها العديد من الانشقاقات الكبرى.

وظهر بيان منسوب إلى جبهة «أحرار الإخوان» قبل أيام، يناشد شباب الإخوان بالانسحاب من الميادين. وقال البيان: «قالها إمامنا حسن البنا منذ أكثر من ستين عاما واليوم نقولها، نحن أحرار جماعة الإخوان، فنحن نتبرأ أمام الله والشعب المصري مما يدعوننا إليه أولئك القيادات التي تناست تعاليم إمامنا البنا وما نشأت من أجله تلك الفكرة التي تربينا على إعلاء شأنها لإعلاء شأن الدين».

وتابع البيان: «ومن هذا المنطلق نعلن نحن مجموعة من شباب الإخوان وقياداتها الشابة انشقاقنا ليس عن جماعة الإخوان وإنما عن قياداتنا التي تدعونا إلى ما هو يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن». وناشد البيان قيادات الجماعة بما اعتبروه العودة إلى الرشد ومنح جيل الشباب الفرصة في التعبير عن نفسه بطريقة سلمية، محذرين من جر البلاد إلى بحور من الدم، وقودها وضحاياها شباب الجماعة.

ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من صحة نسبة الصفحة لشباب الإخوان، لكن إسلام لطفي القيادي الشاب المفصول من جماعة الإخوان لمشاركته في فعاليات مناوئة للمجلس العسكري خلافا لقرارها، قال إن التيار الغالب من شباب الإخوان حاليا يشعر بالغضب والإحباط الذي قد يدفعه إلى العنف وليس إلى البحث عن طاولة المفاوضات.

وأسس عدد من قيادات الإخوان المستقيلين من الجماعة حزب مصر القوية الذي يتزعمه عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق. ويقول مراقبون إن شباب الإخوان ربما يدخلون إلى الحياة السياسية عبر باب الأحزاب التي انشقت عن الجماعة.

وزعمت صفحة «أحرار الإخوان» أن الجماعة تدفع مبالغ مالية سخية لمجموعة من الشبان والشابات والنساء مقابل المشاركة في الاعتصام وتأييدهم للرئيس المعزول بوصفهم معبرين عن حركات شبابية مثل حركة شباب 6 أبريل. من جانبه، دعا حزب مصر القوية، القريب من جماعة الإخوان، قيادات الجماعة لوقف التصعيد. ودعا في بيان له أمس «جميع اطراف والقوى السياسية رفع الغطاء السياسي عن أي ملمح من ملامح العنف والالتزام بالسلمية ووقف المتاجرة بالدماء وإفساح المجال لمخرج سياسي للوضع الراهن».

وشارك زعيم الحزب أبو الفتوح، الذي يعد المؤسس الثاني للجماعة في سبعينات القرن الماضي، في لقاءات القوى السياسية مع الرئيس المؤقت عدلي منصور، الأمر الذي يرى فيه مراقبون مزيدا من الضغط على جماعة الإخوان التي بدت محاصرة خلال الأيام الماضية مع اتجاهها إلى استخدام العنف. وأحرق متظاهرون غاضبون منذ نهاية العام الماضي وحتى 30 يونيو (حزيران) العديد من مقار الجماعة وحزبها السياسي على امتداد المحافظات المصرية، وأغلقت السلطات القناة التابعة للجماعة الأربعاء الماضي، ومنعت صدور طبعة صحيفة «الحرية والعدالة» المعبرة عن حزب الإخوان، وتحفظت على عدد من القيادات الأرفع في الجماعة رهن التحقيقات.

ولا يزال الجسد الأكبر لمناصري الجماعة يشارك في اعتصام ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، كما لا يزال مناصرو الإخوان يساندون دعوات التظاهر في عدد من محافظات البلاد، لكن مراقبين رجحوا أن تتناقص أعداد مناصري الجماعة مع اللجوء إلى العنف.