خلافات وراء استقالة هيتو.. والائتلاف يتجه لتكليف شخصية من الداخل السوري

الجربا يعرض هدنة خلال رمضان.. ويرفض المشاركة في «جنيف 2» قبل تسليح المعارضة

TT

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قبوله استقالة رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو التي تقدم بها أمس، بعدما «فشلت مساعيه في تشكيل الحكومة جراء خلافات داخل المعارضة»، وفق بيان مقتضب للائتلاف، وذلك بعد أقل من أربعة أشهر على تكليفه تشكيل حكومة مؤقتة.

وقررت الهيئة العامة للائتلاف بعد قبولها استقالة هيتو في نهاية أعمالها أمس فتح الباب لتقديم الترشيحات لرئاسة الحكومة المؤقتة خلال عشرة أيام، في حين أعلن هيتو اعتذاره عن متابعة مهامه «حرصا على وحدة المعارضة»، وذلك بعد يومين على اختيار أحمد الجربا رئيسا جديدا للائتلاف.

وقال هيتو في بيان نشر أمس على موقع الحكومة المؤقتة على شبكة الإنترنت إن «الظروف التي باتت معروفة للجميع» لم تسمح له بمباشرة العمل على الأرض. وأوضح أنه قرر التخلي عن المهمة التي أنيطت به «حرصا على وحدة المعارضة، خصوصا داخل الائتلاف الوطني، ومساهمة منه في الخروج من حالة الاستقطاب السياسي والسماح لقيادة الائتلاف الجديدة في القيام بمسؤولياتها، خصوصا في ما يتعلق بالحكومة المؤقتة».

وأوضح هيتو في بيانه أنه كان جاهزا منذ أكثر من شهرين بعدما أجرى مشاورات مع مختلف القوى السياسية في المعارضة، وكذلك مع القوى الثورية في الداخل من أجل تشكيل الحكومة المؤقتة. وأكدت استقالة هيتو الشكوك حول وجود خلافات في صفوف التشكيلات التي يضمها الائتلاف المعارض، خصوصا بعد أن لمح إلى أن الخلافات بين القوى المعارضة هي التي حالت من دون تشكيل الحكومة المؤقتة التي كان مقررا أن تعمل كليا أو جزئيا في المناطق الخاضعة للجيش الحر قرب الحدود السورية التركية»، علما بأن هيتو كان قد أعلن يوم الخميس الفائت أنه «انتهى من تشكيل حكومته التي تضم 11 وزارة وثلاث هيئات، وينتظر مصادقة الائتلاف عليها خلال اليومين المقبلين».

لكن مصادر الائتلاف قالت إن اعتذار هيتو لم يكن مفاجئا كون هذا المطلب كان مطروحا منذ بداية تكليفه. وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني ورئيس مجموعة العمل الوطني لأجل سوريا أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «كان من المقرر أن يعرض هيتو أمام الهيئة العامة للائتلاف جهوده خلال الفترة الماضية بشأن تشكيل حكومة، بينما كانت الهيئة العامة تعتزم الاطلاع على ما قام به وتشكره وتقبل اعتذاره، بسبب التوجه لتعيين شخصية وطنية أخرى من الداخل السوري، على صلة بالأوضاع الداخلية وقادرة على الاستجابة لمتطلبات المرحلة المقبلة».

وجاء اعتذار هيتو بعد يومين من انتخاب أحمد الجربا رئيسا جديدا للائتلاف المعارض الذي عرض في أول تصريحاته بعد انتخابه هدنة على قوات الرئيس السوري بشار الأسد خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة. وكانت المعارضة السورية قد أعلنت في وقت متأخر من مساء الأحد عن زيارة قام بها الجربا إلى الأراضي السورية المحررة. وتوقع الجربا، وفق ما نقلته عنه وكالة «رويترز»، أن «تصل الأسلحة المتطورة لمقاتلي المعارضة قريبا»، مؤكدا أن «المعارضة لن تشارك في مؤتمر للسلام اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قويا».

وفي تعليق على أول تصريحات الجربا حول مؤتمر جنيف قالت الخارجية الروسية في بيان صادر عنها أمس: «لاحظنا أن التصريحات الأولى للرئيس الجديد للائتلاف لا تلبي حتى الآن التوقعات، وتثير عددا من الأسئلة حول إرادة الائتلاف التوصل إلى حل سياسي للأزمة». لكنها أشارت في الوقت عينه إلى أنها «على استعداد لإجراء اتصالات مع القيادة الجديدة للائتلاف من أجل وقف النزاع المدمر في سوريا».