النظام يؤكد سيطرته على حي الخالدية.. والجيش الحر ينفي

اشتداد المعارك لليوم العاشر في حمص ودمار هائل وأرض مهجورة

أعمدة الدخان تتصاعد في سماء حمص جراء القصف الحكومي (أ.ب)
TT

واصلت القوات النظامية السورية أمس، مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني حملتها على مدينة حمص لليوم العاشر على التوالي محكمة السيطرة على نحو ثلاثين في المائة من حي الخالدية الواقع في شمال المدينة، لتقترب بذلك من مسجد خالد بن الوليد الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن الثالث عشر ويحمل رمزية كبيرة بالنسبة إلى المعارضة، إذ خرجت منه المظاهرات الأولى ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول سوري من حمص لم يكشف اسمه قوله، إن «القوات النظامية استعادت حي الخالدية»، مشيرا إلى أنها «تستمر في تطهير المكان من جيوب مقاتلي المعارضة». وفي الإطار عينه، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن الجيش النظامي «فرض سيطرته على القسم الأكبر من حي الخالدية».

وأضافت الصحيفة المقربة من السلطات الرسمية في عددها الصادر أمس أنه «بعد أيام من بدء عملياته العسكرية في أحياء حمص القديمة، أعلنت مصادر عسكرية في حمص وريفها أن قوات الجيش سيطرت بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة ابتداء من دوار القاهرة ووصولا إلى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية». ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها، إن «وحدات الجيش سيطرت أيضا على معظم الكتل المحيطة بمسجد خالد بن الوليد»، وأن «وحدات من الجيش واصلت تقدمها في حي باب هود».

في المقابل، نفى خالد بكار، المنسق العام لكتائب وألوية سيوف الحق التابعة للمجلس العسكري في حمص، لـ«الشرق الأوسط» هذه الأنباء، مشيرا إلى أن «كتائب الجيش الحر ما زالت تحكم السيطرة على أحياء حمص القديمة لا سيما حي الخالدية». وكشف أن «مقاتلي المعارضة تمكنوا من تفجير عبوات ناسفة بتجمع للقوات النظامية في حي الخالدية أدى إلى مقتل 33 عنصرا من القوات النظامية».

ويشكل حي الخالدية الذي تسعى القوات النظامية للسيطرة عليه بوابة حمص القديمة، حيث يتحصن مقاتلو الجيش الحر. وبحسب البكار، فإن «اقتحام القوات النظامية لحي الخالدية يعني قطع الإمداد عن المعارضة وفصل أحياء حمص القديمة عن الريف الشمالية ومناطق الغوطة والوعر».

وفي حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد الناشطين في حمص قوله، إن «القوات النظامية تمكنت من الدخول إلى أجزاء من حي الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام أسلوب الأرض المحروقة»، بثت تنسيقية حي الخالدية على موقع «فيس بوك» شريط فيديو على موقع «يوتيوب» تسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد خالد بن الوليد. ويظهر الشريط أيضا دمارا هائلا وأرضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار.

وأشار ناشطون معارضون إلى أن «مائتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة فجر أمس على الخالدية»، موضحين أن القوات النظامية تستخدم كل الأسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات.