وزير الخارجية الإيراني يبحث في تركيا تطورات مصر

الزيارة محاولة من المرشد الأعلى لإيصال رسالة إلى المسؤولين الأتراك

TT

قام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس بزيارة عمل قصيرة إلى العاصمة التركية أنقرة وذلك لمناقشة آخر التطورات في مصر بالإضافة إلى قضايا إقليمية أخرى وذلك بحسب وكالة «إيرنا» الرسمية للأنباء. وأعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس أراكشي أن «وزير الخارجية سيقوم بمنقاشة آخر تطورات المنطقة وفي مقدمتها الشأن المصري مع نظيره التركي»، وأضاف «نظرا للخلافات القائمة بين تركيا وإيران حول قضايا إقليمية عدة نأمل أن تقرب زيارة صالحي وجهات النظر بما يتماشى ومصلحة الشعب المصري» حسب وكالة «إسنا» للأخبار.

وفي فترة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان طورت كل من تركيا وإيران علاقاتهما الثنائية على الصعيدين السياسي والاقتصادي إذ بلغ ميزان التبادل التجاري بينهما 10 مليارات دولار في العام كما فرضا سيطرتهما على المجموعات الكردية التي تعتبر تهديدا للأمن الوطني لكلا البلدين على أراضي البلدين.

وتطورت العلاقة بين البلدين مع فقدان حكومة أحمدي نجاد للثقة الدولية منذ عام 2005 إلا أن هذه العلاقة المتنامية تعرضت لصفعة موجعة مع تصاعد الصراع في سوريا منذ أن بدأ في عام 2011.

وقد حظي حزب العدالة والتطور الحاكم بروابط تاريخية مع الإخوان المسلمين الأمر الذي منح تركيا ثقلا إقليميا في كل من مصر وسوريا ولكنه أيضا أعاق نفوذ إيران المتمدد بالمنطقة حيث قامت حماس بكسر تحالفها مع طهران لتنضم إلى كل من تركيا وحكومة الإخوان المسلمين السابقة لمصر.

وبعد عزل مرسي من السلطة وما ترتب عليه من انحدار للعلاقة بين تركيا ومصر يبدو أن إيران تتحرى الفرصة المناسبة لإعادة صداقتها التكتيكية مع الحكومة التركية. إذ إن هناك الكثير من القضايا الإقليمية التي تعتمد عليها مصالح البلدين الاستراتيجية مثل مجموعات المعارضة الكردية والصراع الدائر في سوريا والسيطرة على دور حماس في المشاريع المستقبلية للمباحثات الفلسطينية الإسرائيلية.

وفي الثالث من أغسطس (آب) المقبل سيحل الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحان مكان أحمدي نجاد كرئيس للجمهورية الإيرانية لذلك من غير الممكن اعتبار الزيارة السريعة التي قام بها صالحي كجزء من سياسة أحمدي نجاد الخارجية وإنما تأتي كمحاولة من المرشد الأعلى الإيراني لإيصال رسالة ما إلى المسؤولين الأتراك.

ويُعتقد أن الحكومة الإيرانية في عهد روحاني ستظهر درجة من المرونة في طريقة تعاملها مع المفاوضات النووية وذلك للتوصل إلى اتفاق مع تحالف 5+1 وذلك للتخفيف من العقوبات المفروضة إلا أنه يبدو من غير المحتمل لإيران أن تجري تغييرات في سياساتها وأولوياتها وخطوطها الحمراء في المنطقة.