المتحدث العسكري في مصر: إمكانياتنا وقدراتنا تسمح لنا بحسم الموقف في سيناء

مجهولون هاجموا أربعة أكمنة في رفح والعريش .. وعملية أمنية موسعة للقضاء على «البؤر الإجرامية»

سيارة عسكرية يجرى تحميلها على شاحنة تابعة للجيش المصري بعد أن تعرضت لأضرار بالغة بعد أن قام مسلحون مجهولون بمهاجمتها بـ«آر بي جي» أول من أمس (أ.ب)
TT

قال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي المتحدث العسكري الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية أمس، إن «الجيش لن يسمح بالمساس بالأمن القومي المصري.. ولدينا إمكانيات وقدرات ومعلومات تسمح لنا بحسم الموقف في وقت محدود ولكن في التوقيت المناسب».

يأتي هذا في وقت بدأت فيه القوات المسلحة استعداداتها النهائية لبدء عملية عسكرية موسعة في شبة جزيرة سيناء، لملاحقة العناصر الإجرامية، وحلقت طائرات «الأباتشي» لأول مرة على ارتفاع منخفض في المنطقة، لتصوير أدق التفاصيل عن الأماكن التي يوجد بها المسلحون، وأسقطت الطائرات منشورات تحذر المواطنين من التحرك الليلة قبل الماضية، وتطالبهم بالالتزام بتعليمات القوات المسلحة، وعدم السير دون لوحات معدنية حتى يتسنى للقوات أداء دورها في مطاردة الإرهابيين.

فيما واصلت القوات المسلحة المصرية حملتها لمطاردة جهاديين متشددين بسيناء. وهاجم مجهولون 4 أكمنة للجيش بمدينتي رفح والعريش الليلة قبل الماضية، حيث أطلقوا قذيفة «آر بي جي» على مدرعة تابعة للجيش أمام مجلس مدينة رفح، ورد أفراد الكمين بإطلاق النار على المسلحين الذين لاذوا بالفرار، وأسفر ذلك عن إصابة اثنين من أفراد الكمين بشظايا من الانفجار، وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات المسلحة والشرطة المدنية تحكم قبضتها على كافة الطرق والأكمنة من خلال دوريات ثابتة ومتحركة، وهناك استعداد مكثف لمواجهة العناصر الإجرامية المسلحة في سيناء».

وعانت شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل من حالة غياب أمني منذ ثورة 25 يناير 2011، لكن سيناء شهدت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، أكثر من 25 هجوما شنه مسلحون مجهولون على نقاط أمنية وأهداف عسكرية، أوقعت عشرات القتلى بينهم مجندون وضباط جيش وشرطة.

وقال مصدر أمني إن «أجهزة الأمن تلقت إخطارات بتعرض كمين أمني بجوار مدينة رفح، وكمين المحاجر والمرحلة الرابعة والمزرعة بالعريش للهجوم مساء أول من أمس».

وأكد شهود عيان نجاة مدرعة تابعة للقوات المسلحة من انفجار لغم نصبه مسلحون بمنطقة الوحثي بمدينة الشيخ زويد، أثناء عودة المدرعة إلى قسم شرطة الشيخ زويد، وانفجر اللغم دون إصابة المدرعة، وحدثت اشتباكات بين أفراد المدرعة والمسلحين، ولاذ المسلحون بالفرار دون وقوع إصابات من الجانبين.

من جانبه، أكد مصدر أمني، أنه يجري الآن جمع المعلومات وتحديد أماكن تجمعات المسلحين، وفي انتظار مداهمة البؤر الإجرامية بواسطة الطائرات «الأباتشي» و«إف 16»، لافتا إلى أنه سيتم احتواء الموقف من خلال تكثيف وجود الأمن ونشر نقاط التفتيش. وقال المصدر الأمني، إن قوات حرس الحدود بدأت أكبر عملية لتدمير الأنفاق بمدينة رفح، ودمرت جميع مضخات الوقود في المنطقة الحدودية كما دمرت المضخات وردمتها، مستخدمة المعدات الثقيلة في ردم الأنفاق.

من ناحية أخرى، هاجم مسلحون أكمنة السكر والمحاجر والمطار على الطريق الدائري بمدينة العريش دون وقوع إصابات من الجانبين وطاردت طائرات «الأباتشي» المسلحين، إلا أنهم لاذوا بالفرار.

وفي السياق نفسه، نفى المتحدث العسكري، صحة فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر أفرادا ينزلون من سيارات ويطلقون النار على بعض الجنود في شهر رمضان الماضي، في إشارة على ما يبدو للهجوم الذي شنه متشددون إسلاميون أسفر عن مقتل 16 من قوات حرس الحدود في أغسطس (آب) الماضي.

وأوضح المتحدث العسكري أن النقطة التي ظهرت في هذا الفيديو ليست نقطة الحدود التي وقع بها حادث الاعتداء على الجنود المصريين خلال شهر رمضان الماضي، مشيرا إلى أن النقطة التي ظهرت في هذا الفيديو المزعوم ليست في مصر من الأساس بل إنها في إحدى الدول العربية الشقيقة، وتم تصويرها في إحدى العمليات الإرهابية التي وقعت هناك.

وأشار المتحدث العسكري إلى أنه تم استخدام هذا الفيديو بعد إجراء بعض العمليات الفنية عليه على أنه لعملية قتل الجنود المصريين في رفح، موضحًا أن استخدام مثل هذه الأساليب يأتي في إطار الحملة النفسية والإعلامية الموسعة والموجهة ضد القوات المسلحة.

وكانت ردود فعل واسعة أحدثها بث مقطع فيديو مصور الأيام الماضية، يظهر مقتل 16 ضابطا وجنديا بعد أن شن مسلحون مجهولون هجوما على نقطتين أمنيتين تابعتين للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء قرب معبر كرم أبو سالم الحدودي الذي يربط بين مصر وإسرائيل رمضان الماضي. وبث الفيديو على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت محققا نسبة مشاهدة كبيرة، كما تم تناقله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، لما يبرزه من تفاصيل مقتل الجنود.

في سياق متصل، استنكر الأزهر الشريف الاعتداءات المسلحة والمتكررة على جنود القوات المسلحة وجنود الشرطة في شبة جزيرة سيناء ومحاولات الاعتداء على المنشآت العسكرية.

وأكد الأزهر في بيان له أمس، أن «المساس بجنود مصر هو مساس بالأمن القومي، ويجب على الجميع التصدي للمحاولات الدنيئة لصرف الجيش المصري عن مهمته الوطنية الأصيلة».