سيارة مفخخة في ريف دمشق.. واستمرار الضغط على حي القابون

وسائل إعلام رسمية سورية: اكتشاف مصنع للمواد الكيميائية بحي جوبر

TT

كثفت القوات السورية النظامية أمس قصفها على أحياء دمشق الجنوبية، مستكملة حملتها العنيفة على حي القابون بدمشق، وسط اشتباكات مع مقاتلي المعارضة الذين يتحصنون فيه. وتزامنت الاشتباكات مع تفجير سيارة مفخخة في قرية دير عطية بريف العاصمة، أدى إلى مقتل 13 شخصا، بينهم 10 رجال شرطة، فيما أعلنت وسائل إعلام رسمية اكتشاف «مصنع كيماوي» تابع للمعارضة بدمشق.

وأفادت شبكة «شام» المعارضة بـ«قيام القوات النظامية بحشد عدد كبير من الآليات والجنود، ومحاولة اقتحام حي القابون الذي يربط الغوطة الشرقية بوسط العاصمة». كما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن معارك عنيفة جرت بين القوات النظامية وألوية الجيش الحر الموجودة في القابون». وأضاف المرصد أن «مئات العائلات لا تزال محاصرة في الحي الذي تعرض لقصف بصواريخ أرض أرض ومدافع الهاون، مما تسبب في مقتل عشرين شخصا وإصابة العشرات»، وفقا للجان التنسيق.

بدوره، وجه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، في بيان أمس، نداء عاجلا إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها وجامعة الدول العربية، للإسراع في «نجدة المدنيين وحمايتهم في أحياء دمشق الشرقية، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ وإسعاف الجرحى والمصابين في حي القابون بدمشق». وأشار بيان الائتلاف إلى «احتجاز النظام رهائن من المدنيين العزل في أحد مساجد الحي، فيما ترد تقارير متقاطعة تقول بأنه استخدم بعضهم كدروع بشرية».

ورأى رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض هيثم المالح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجتمع الدولي منقسم على نفسه حيال الوضع السوري، وهناك دول كبرى تدعم النظام، لكن ذلك لا يمنعنا من العمل الدبلوماسي من أجل إنقاذ الشعب السوري». وأشار إلى أن «المقاتلين في القابون يواجهون الآلة العسكرية للنظام السوري في ظل نقص شديد بالذخيرة»، آملا «صمودهم لأطول وقت ممكن».

وكان الائتلاف قد ذكر في وقت سابق أن 200 مدني محاصرون في مسجد بحي القابون، وحذر من أن الآلاف في القابون يمكن أن «يذبحوا» على يد الجيش النظامي.

وتشير مصادر المعارضة إلى أن الحملة على القابون بلغت أشدها في الأيام الثلاثة الماضية، حيث حاصرت القوات النظامية الحي بعد الاستيلاء على المنطقة الصناعية (مدخله).

وانفجرت أمس سيارة مفخخة في قرية دير عطية في ريف دمشق، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا، منهم 10 من عناصر الشرطة. وقال المرصد السوري إن «الانفجار وقع أثناء الليل قرب مقر الشرطة»، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن انتحاريا فجر سيارة محملة بالمتفجرات في منطقة سكنية بالبلدة.

من جهة أخرى، قالت وكالة «سانا» إن القوات النظامية عثرت على مصنع لتصنيع وتخزين المواد الكيماوية في حي جوبر شرق دمشق. وبثت قناة «الإخبارية» السورية صورا قالت إنها لمواد كيماوية سامة تم العثور عليها في مصنع كتب على جدرانه «دولة العراق والشام الإسلامية»، إضافة إلى كميات من الكلور. وأشارت إلى العثور داخل المصنع على أسلحة حربية وقذائف هاون مفرغة لوضع المواد الكيماوية في داخلها.

ويتبادل كل من المعارضة السورية والنظام الاتهامات بشأن استخدام مواد كيماوية سامة خلال المعارك العسكرية بين الطرفين. وفي حين تتهم المعارضة القوات النظامية بقصف ريف دمشق وحمص وحلب بمواد كيماوية، يتهمها النظام باستخدام هذه المواد في خان العسل بحلب.