عملية جديدة ضد «القاعدة» في الأنبار مع تصاعد العنف بالعراق

تقارير عن تسلل مقاتلين من سوريا.. وأكثر من 380 قتيلا منذ بداية الشهر الحالي

شرطيان ومدني عراقيون يعاينون أمس آثار انفجار استهدف حسينية في بلدة المسيب جنوب بغداد مساء أول من أمس (رويترز)
TT

استمر أمس مسلسل العنف في العراق غداة مقتل وإصابة العشرات في سلسلة تفجيرات وهجمات في مناطق متفرقة من البلاد، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. في الوقت نفسه أطلق الجيش العراقي بالاشتراك مع قوات الصحوة حملة جديدة لملاحقة عناصر «القاعدة» في المناطق الغربية المحاذية لسوريا.

وقال رئيس مؤتمر أبناء العراق الشيخ محمد الهايس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «العملية الحالية في الأنبار هي ضمن سلسلة عمليات تنفذ على الحدود مع سوريا من أجل قطع الطريق أمام العناصر الإرهابية للدخول والخروج»، مؤكدا أن «العملية أسفرت حتى الآن عن اعتقال أعداد كبيرة من المنتمين إلى (القاعدة) فضلا عن العثور على أسلحة وأعتدة مختلفة».

وكان مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، قد أكد أن مقاتلين سوريين قد دخلوا الأراضي العراقية لتنفيذ هجمات إرهابية في المحافظة خلال شهر رمضان، موضحا أنهم تمركزوا في سلسلة جبال حمرين. وقال المصدر في تصريحات، إن «هؤلاء المقاتلين العرب والسوريين، جاءوا لتعزيز تنظيم دولة العراق الإسلامية لا سيما في صلاح الدين». وأوضح أن «عناصر التنظيم وصلتهم أسلحة متطورة وحديثة عبر سوريا، وهم الآن يتدربون على كيفية تنفيذ هجمات نوعية في عدد من المحافظات»، مشيرا إلى أنهم «يتحركون وفق معطيات محددة، بالإضافة إلى وجود حواضن محلية تؤمن لهم الانتقال والدعم اللوجيستي».

بدورها، نفت وزارة الداخلية دخول مقاتلين من سوريا ووصفت تناقل المعلومات بهذا الشأن بـ«الحرب النفسية». وقال المتحدث باسم الوزارة وعمليات بغداد العميد سعد معن في بيان أمس، إن «الوزارة لا تنفي وجود بعض الانتحاريين العرب الذين فجروا أنفسهم في الأحداث الأخيرة إلا أننا نؤكد عدم وجود تسلل مجاميع إرهابية إلى العراق وذلك بسبب قوة تحكم الجيش في الحدود مع سوريا». وأضاف أن «هناك مبالغة إعلامية في تناقل أنباء عن دخول مجاميع مسلحة عربية إلى العراق حتى باتت تسبب حربا نفسية للمواطن».

في غضون ذلك تواصلت أعمال العنف. ففي سامراء (110 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة، إن «أربعة أشخاص أحدهم طفل أقل من عشر سنوات قتلوا وأصيب تسعة آخرون بينهم ثلاثة أطفال بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون» أمس. وأوضح أن «قذائف الهاون سقطت على الضحايا عندما كانوا يمارسون السباحة عند نهر دجلة في الأطراف الغربية من مدينة سامراء». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أكد طبيب في مستشفى سامراء العام تلقي جثث الضحايا ومعالجة الجرحى.

وفي المدائن (30 كلم جنوب بغداد) قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، إن «هجوما مزدوجا بأسلحة رشاشة أعقبه انفجار عبوة ناسفة، استهدف نقطة تفتيش للجيش في منطقة المدائن ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة أربعة بجروح». وأكد مصدر طبي في مستشفى المدائن حصيلة الضحايا.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم أول خالص الجبوري من الشرطة، إن «شرطيا قتل في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة في ناحية حمام العليل (20 كلم جنوب الموصل)». وأضاف: «كما قتل مدني في هجوم مسلح أمام منزله في ناحية الشورى (40 كلم جنوب الموصل)». وفي هجوم آخر، قال الملازم أول خالد الياسري من الجيش، إن «أربعة جنود ومدني أصيبوا بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف نقطة تفتيش للجيش في حي الكرامة، في شرق الموصل». وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قال ضابط في الشرطة، إن «انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة في حي الواسطي، في جنوب كركوك، أدى إلى مقتل شرطي وإصابة 15 شخصا بينهم ستة من عناصر الدورية بجروح». كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار ثلاث عبوات ناسفة في مناطق متفرقة في قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد).

وتأتي هذه الهجمات غداة مقتل 32 شخصا وإصابة العشرات بجروح في سلسلة تفجيرات هزت مناطق متفرقة من العراق مساء أول من أمس. واستهدفت التفجيرات محافظات كربلاء والبصرة ونينوى وذي قار وواسط وبابل والأنبار، ووقعت معظمها في أوقات متزامنة قبيل موعد الإفطار بنحو ساعة.

ومع ضحايا أمس، يرتفع إلى أكثر من 380 عدد القتلى الذين سقطوا في أعمال العنف اليومية في العراق منذ بداية الشهر الحالي، بحسب حصيلة وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية. وقتل أكثر من 150 شخصا في الأيام الأربعة الأخيرة في العراق، علما بأن معدل القتلى اليومي منذ بداية الشهر بلغ 26 شخصا على الأقل.