الحكيم يواصل مشاوراته مع القادة العراقيين بحثا عن مخرج للأزمة السياسية

المتحدث باسم رئيس المجلس الأعلى: هزات المنطقة الارتدادية تؤثر علينا

TT

يواصل عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي لقاءاته مع عدد من أبرز الزعامات وقادة الكتل السياسية في العراق. وفي وقت لم يلتق الحكيم مع رئيس الوزراء نوري المالكي فإن مراقبين عزوا تعذر اللقاء بينهما إلى «الجفوة» التي حصلت بين الطرفين إثر النتائج التي أفرزتها انتخابات مجالس المحافظات في أبريل (نيسان) الماضي وما ترتب عليها من تحالفات أقصت ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي من حكومتي بغداد وديالى.

وطبقا لبيان صادر عن المجلس الأعلى الإسلامي فإن الحكيم التقى أسامة النجيفي، رئيس البرلمان، مساء أول من أمس في مكتب الأخير. وقال البيان إنه «جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع على الساحة السياسية العراقية، وسبل النهوض بالواقع الحالي والتأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ العنف». وأضاف أن «الجانبين أكدا على أهمية التواصل وإيجاد الحلول والتفاهمات من أجل استقرار الأوضاع في البلاد»، مشيرين إلى أن الوضع الأمني المتدهور في كل المحافظات يعطي إشارات واضحة على وجود مؤامرات خبيثة لتعطيل مسار النظام الديمقراطي وتهديد العملية السياسية (...) كما تناولت المباحثات الأوضاع الإقليمية وتداعياتها على الشأن العراقي».

وكان الحكيم التقى قبل ذلك كلا من نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري فضلا عن شخصيات سياسية أخرى بهدف بحث مختلف جوانب الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد لا سيما التدهور الأمني المتسارع الذي باتت تشهده الكثير من المحافظات والمدن العراقية. وفي هذا السياق أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحكيم يسعى إلى مواصلة برنامجه الذي بدأه منذ أن عقد اجتماعا للقادة السياسيين في مقره الشهر الماضي والالتزام بميثاق الشرف وما ترتب عليه من مصالحات»، مشيرا إلى أن «شهر رمضان وما يمثله من قيم روحية يمكن أن يكون أكثر شهور السنة فرصة لتلاقي القلوب وتقريب وجهات النظر وهو ما جعل السيد الحكيم يضع برنامجا تواصليا يقوم على مناقشة الأوضاع السياسية والأمنية مع مختلف القادة والشخصيات». وقال الساعدي إن «اللقاءات التي أجريت حتى الآن أكدت حرص الجميع على ضرورة تخطي الأزمة فضلا عن أن وجهات النظر متشابهة إن لم تكن أقل تطابقا لا سيما على صعيد أهمية إقرار القوانين والتشريعات المعطلة وتفعيل الخطط الأمنية ومعالجة حالة التدهور الأمني».

وأوضح الساعدي أن «الهدف من هذه اللقاءات أيضا هو العمل على إنضاج مبادرة نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي بشأن وثيقة الشرف، إذ كان السيد الحكيم قد أطلق ميثاق الشرف وبالتالي فإنه لا بد أن يصار إلى الالتزام بذلك من قبل الجميع». وبينما أقر الساعدي أنه «لا يمكن الرهان على هذه اللقاءات وحدها ما لم ترتبط بإرادات حقيقية من قبل جميع الأطراف لإيجاد حلول للأزمة» فإنه أشار أيضا إلى أن «الهدوء السياسي لا يزال مستمرا، وهو ما يعني أن الأجواء مناسبة لتخطي الأزمات، ولكن استمرار التدهور الأمني يعطي مؤشرا أنه ليس مرتبطا بالضرورة بالأزمة السياسية، وإنما هناك خلل ينبغي معالجته بمعزل عن ذلك على صعيد المنظومة الأمنية من كل الجوانب فضلا عن أهمية الإسراع بتعيين الوزراء الأمنيين لكي يتحملوا المسؤولية». واعتبر الساعدي أن «الفضاء الإقليمي المحيط بالعراق وما يجري في المنطقة بات يؤثر على ما يحصل ويجري في العراق وهو أمر يدفع نحو أهمية التأكيد على التحكم في الأوضاع بالداخل بقوة من أجل امتصاص الهزات الارتدادية في المنطقة وبأقل الخسائر».