حكومة «الببلاوي» تتجمل بخمس سيدات

سبق تاريخي.. واحتفاء بدور المرأة في الثورة

د. درية شرف الدين
TT

دخلت المرأة بقوة على خط تشكيلة حكومة الدكتور حازم الببلاوي، المنتظر الإعلان عنها رسميا غدا الأربعاء، فيما اعتبره مراقبون احتفاء بدور المرأة في الثورة المصرية. وجمعت المرأة حتى الآن خمس حقائب وزارية مسجلة سبقا في تاريخ الحكومات المصرية، التي انحصر تمثيل المرأة فيها في نطاق رمزي وشكلي، وفي وزارات خدمية، ليس لها ثقل في عملية اتخاذ القرار على المستوى السياسي والقومي.

وبات في حكم المؤكد استئثار المرأة بحقائب وزارات: الثقافة، والإعلام، والبيئة، والصحة والسكان، والبحث العلمي، بل إنه لأول مرة تتولى امرأة منصب وزير الثقافة في مصر، وهو منصب لا يخلو من مفارقة، حيث ستتولاه عازفة الفلوت الشهيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وهي رئيسة دار الأوبرا السابقة التي أطاح بها قبل نحو شهرين، ضمن عدد من القيادات الثقافية، وزير الثقافة السابق المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين علاء عبد العزيز، بشكل مباغت وبلا أية أسباب.

صدى هذا الموقف انعكس في تصريحات لإيناس عبد الدايم الحاصلة على الماجستير والدكتوراه في العزف على آلة الفلوت من باريس، فقالت معبرة عن فرحتها بالمنصب الجديد: «أنا سعيدة جدا بترشيحي لهذا المنصب لأني تعرضت لظلم شديد ممن يتاجرون باسم الدين، ولكن الله العلي القدير نصرني، وهذا ليس إنصافا لشخصي فقط، بل إنصافا للمرأة المصرية، لأنه شرف لي أن أكون أول وزيرة ثقافة في مصر، وسأعمل على الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وعلى عودة الدور المصري في المنطقة العربية، منارة للثقافة في الشرق الأوسط والعالم العربي، وأعاهد الجميع بأنني سأكون خادمة لكل مواطن مصري أيا كان توجهه».

وبمسحة من الجمال لفتت كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، تهب العاصفة الأنثوية على الحكومة المرتقبة وسط ارتياح وإحساس بالرضا يسود الشارع المصري حول تشكيلة الحكومة، والانحياز لمعايير الكفاءة، والقدرة على العمل والعطاء في ظل ظروف انتقالية حساسة تمر بها البلاد خاصة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.. وهو ما يتوافر في سيرة النساء الخمس المرشحات في التشكيلة الحكومية، من حيث تراكم الخبرة المعرفية والعلمية، وتنوعها بحسب تخصص كل واحدة منهن، ما بين الإعلام والنقد السينمائي والكتابة وتولي المناصب الإدارية، في حالة وزارة الإعلام التي ستتولى حقيبتها الدكتورة درية شرف الدين صاحبة كتابي «السياسة وسينما الخمسينيات» و«السياسة والسينما في مصر»، وبرنامج «نادي السينما» أشهر برنامج سينمائي قدم في التلفزيون المصري، وساهم في إضاءة الوعي الفني لدي محبي السينما العالمية.

الأمر نفسه مع الدكتورة داليا السعدني المرشحة لتولي وزارة البحث العلمي، فبعد تخرجها في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، استكملت دراستها بإيطاليا، ثم عادت إلى مصر، واقتحمت حقل المقاولات وأعمال التصميم الداخلي وتصميم الأثاث بشكل حديث يمزج بين التراث والمعاصرة.

وفى عام 2012 حصلت على جائزة التصميم «ديزاين أورد» الإيطالية العالمية الرفيعة، عن تصميمها لمنضدة من وحى «وابور الجاز». وفى عام 2013 فازت بثلاث جوائز في مجالات العمارة والتصميم الداخلي وتصميم الأثاث، مما مكنها من دخول قائمة أشهر 100 مهندس معماري حول العالم، في مجالي العمارة والتصميم، حيث احتلت المركز الـ72.

أما الدكتورة ليلى راشد إسكندر المرشحة لتولي وزارة البيئة، فهي شخصية معروفة في أوساط العمل الأهلي، وتعد من الخبرات النسائية في المجال البيئي، ومن الوجوه المألوفة في المنتديات والمؤتمرات الدولية. درست الاقتصاد والعلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وتطوير التعليم الدولي بجامعة بيركلي في كاليفورنيا، وكولومبيا بنيويورك. وهى رئيسة مؤسسة التنمية المجتمعية وشركة استشارات (CID) وقد ذاع صيتها حين اختارها منتدى الاقتصاد الدولي في «دافوس» ليمنحها جائزة «شواب» للإبداع الاجتماعي، نظير أعمالها التطوعية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، خلال انعقاد المنتدى في شرم الشيخ. كما عملت في هيئة التحكيم الخاصة بجائزة اليونيسكو الدولية لمحو الأمية، وتمثل المنطقة العربية منذ عام 2005 في الأمم المتحدة لمحو الأمية (UNLD). وعقد التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD)، وتعمل كذلك مستشارة لشؤون التعليم لدى الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA).

تكمل عقد النساء الخمس الدكتورة مها الرباط، المرشحة لتولي وزارة الصحة والسكان، فهي رئيسة الصحة العامة بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، ومعروفة في الأوساط الصحية بالنشاط الدؤوب، ولديها الكثير من الخطط والأفكار والرؤى لتطوير منظومة الصحة في البلاد.