مقتل أربعة وإصابة العشرات في هجمات إرهابية جديدة في سيناء

قلق في إسرائيل.. والجيش المصري يدمر 23 خزانا للوقود وثمانية أنفاق على حدود غزة

TT

قتل أربعة مدنيين وأصيب العشرات في عمليات إرهابية جديدة شنها مسلحون أمس في مناطق متفرقة من سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، في استمرار لأعمال العنف المتواصلة التي ينفذها متشددون منذ عزل الرئيس «الإسلامي» محمد مرسي عن الحكم مطلع يوليو (تموز) الجاري. وفيما أعربت إسرائيل عن قلقها إزاء الوضع الأمني المتدهور على حدودها، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتز إنه «يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في سيناء».. أكد الجيش المصري أمس أنه «يعمل على تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية وأن عملياته المسلحة أسفرت عن تدمير 23 خزانا للوقود و8 أنفاق على الحدود مع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية».

وكانت سيناء قد شهدت خلال الأيام العشرة الماضية فقط أكثر من 25 هجوما شنها مسلحون مجهولون على نقاط أمنية وأهداف عسكرية، أوقعت أكثر من 15 قتيلا بينهم مجندون وضباط من الجيش والشرطة. وقال القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي في تصريح مسجل منذ أيام «إنه بمجرد عودة الرئيس السابق مرسي إلى الحكم ستتوقف هذه العمليات».

وأعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة العقيد أحمد علي في بيان له «أنه وفي تمام الساعة الواحدة من صباح (أمس) الاثنين قامت مجموعة إرهابية بإطلاق دانة (أر بي جي) لاستهداف مركبة شرطة على طريق العريش - بئر لحفن، حيث أخطأت هدفها وأصابت أتوبيس نقل عمال تابعا لمصنع إسمنت». وقالت وزارة الصحة إن «الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، فيما أصيب 16 آخرون».

واستنفرت قوات الأمن لتمشيط المنطقة التي تم استهداف سيارة العاملين بمصنع الإسمنت بها علاوة على تمشيط المناطق المشتبه فيها، فيما تقوم مروحيات «الأباتشي» العسكرية بالتحليق في محيط مدينة العريش والتركيز على المناطق الجنوبية لتمشيطها ورصد أي عناصر مسلحة بحثا عن الجناة.

وفي هجوم آخر، قالت مصادر أمنية إن شخصا واحدا لقي مصرعه في عملية إطلاق للنار على مبنى قسم شرطة القسيمة (وهو مبنى أمني تحت الإنشاء) وسط سيناء، متأثرا بجراح أصيب بها في الهجوم. وأكدت المصادر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المتوفى يدعى سليم مضعان (17 عاما) وكان مصابا بطلق ناري في البطن وآخر في الرأس وهو من أهالي المنطقة. وأوضحت المصادر أن طفلا عمره 12 عاما أصيب أيضا وما زال يتلقى العلاج.

من جانبه، قال كمال أبو عيطة القيادي بالتيار الشعبي المرشح لتولي حقيبة وزارة القوى العاملة، إن الهجوم على حافلة لعاملين بمصنع إسمنت سيناء في العريش سيزيد فاتورة النظام الذي سقط وجماعة الإخوان المسلمين، مضيفا في بيان له أن «قتل الجنود الصائمين وقتل العمال وهم ينتجون سيزيد فاتورة النظام الذي سقط وجماعته».

وأوضح القيادي العمالي «يخطئ من يظن أن استباحة دماء المصريين سواء كانوا جنود الوطن حماة حدودنا مع فلسطين المحتلة أو كانوا جنود الإنتاج ستجعلنا نرضخ لإرادتهم ونقبل بأن يحكمونا مقابل ألا يقتلونا»، مشيرا إلى أن الشعب يرفض ما وصفه بالابتزاز، وأن «الدماء التي تسيل ستمنع الخروج الآمن الذين ينشدون إليه»، وأن «كل هذا سيضر بمبادرات المصالحة التي تم إطلاقها».

من جهته، قال مصدر عسكري إن «تضييق الخناق الأمني على الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء من جانب عناصر ووحدات القوات المسلحة أسفر عن نتائج ملموسة، جعل هذه العناصر في حالة ارتباك تمثلت في استهدافها لسيارة تخص عمال مصنع الإسمنت». وأكد المصدر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن عناصر القوات المسلحة تمكنت خلال 48 ساعة فقط من تدمير 23 خزانا للوقود يتم تهريبه إلى قطاع غزة بها مليون لتر، مشيرا إلى أنه تم قطع الأنابيب الممتدة إلى داخل الأنفاق وردمها تماما، وأضاف: «تم أيضا تدمير 8 أنفاق وإغلاقها تماما»، منوها بالجهود التي تبذلها القوات البحرية من خلال دوريات اللنشات البحرية على البحر والتي أدت إلى قطع إمدادات السلاح والذخيرة من قطاع غزة إلى سيناء.

في المقابل، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتز أمس أن «إسرائيل تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في سيناء». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس عن جانتز قوله «تشهد مصر اضطرابات مؤخرا، ونحن لا نعرف ما ستؤول إليه الأمور خلال أسبوعين من الآن، فالجماعات الإرهابية مستمرة في سيناء ونحن نتابع تطورات الأوضاع بشكل يومي».

وتحظر اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية، على الجانب المصري إدخال طائرات وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وحددت طبيعة القوات المنتشرة وكذلك تسليحها، على أن يتم التنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي حول أي عملية عسكرية يريد الجيش المصري تنفيذها في سيناء.