كيري في الشرق الأوسط للمرة السادسة.. والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أبرز أولوياته

بحث مع نظيره الأردني الأزمة السورية واستئناف عملية السلام

كيري وجودة خلال مباحثات جمعتهما في عمان أمس (رويترز)
TT

وصل وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري إلى العاصمة الأردنية عمان، أمس، في زيارة للأردن تستغرق 3 أيام، استهلها بلقاء تمهيدي مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ولقاء آخر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر السفير الفلسطيني في عمان.

ووفقا لبيان صادر عن الخارجية الأردنية، استعرض جودة وكيري خلال لقائهما العلاقات الثنائية وآخر التطورات والمستجدات السياسية في المنطقة على صعيد الأزمة السورية واستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستعرض الجانبان نتائج الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لإعادة احياء عملية إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وكان كيري أجرى قبل 3 أيام اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأبلغهم بعزمه زيارة المنطقة. والتقي كيري في عمان مساء أمس أيضا عباس، كما يلتقي اليوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والوفد الوزاري العربي المعني بعملية السلام، والذي يضم كلا من مصر والأردن والسعودية وقطر وفلسطين والمغرب، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والذي جاء تشكيله بقرار من القمة العربية بالدوحة.

وبخصوص لقاء كيري بالرئيس الفلسطيني، قالت مصادر مطلعة إن كيري حمل خلال لقائه بعباس اقتراحاته للفلسطينيين بشأن درجة تجميد البناء الاستيطاني وشكله، وشكل إطلاق المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم 104 أسرى، والخطة الاقتصادية. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية وصف، في تصريحات للصحافيين، اجتماع الوفد الوزاري العربي مع كيري بأنه مهم ويتمحور حول عملية السلام في الشرق الأوسط. وأن المباحثات مع الوزير الأميركي تتناول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ونتائج الجهود التي يبذلها كيري مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإعادة إحياء عملية السلام وإطلاق المفاوضات. وأضاف أن «كيري سوف يطلع الوزراء العرب على نتائج محادثاته المكوكية مع المسؤولين الإسرائيليين في ما يخص إعادة إحياء عملية السلام في ضوء ما طرحه الوفد الوزاري العربي على الجانب الأميركي خلال زيارته لواشنطن». وأشار إلى أن الوفد الوزاري العربي كان قد زار واشنطن في 29 أبريل (نيسان) الماضي، إذ التقى كبار المسؤولين الأميركيين، ومنهم نائب الرئيس جو بايدن، وكيري.

على الصعيد الإسرائيلي، تصر الحكومة الإسرائيلية على رفض وقف الاستيطان في القدس، إذ قال نتنياهو أمس إنه لن يسمح بالإضرار بمئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، ردا على قرار الاتحاد الأوروبي بحظر تمويل الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. ودفع القرار نتنياهو إلى الدعوة إلى اجتماع مع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، ووزير الاقتصاد نافتالي بينيت، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. وقال نتنياهو «لن نلبي أي طلبات تتعلق بحدودنا. لن يتم حل هذه القضايا إلا من خلال المفاوضات المباشرة»، مضيفا «أتوقع أن يتعامل أولئك الذين يرغبون في إحلال السلام والاستقرار الإقليمي مع هذا الموضوع فقط بعد التعامل مع عدد من القضايا الإقليمية الأكثر إلحاحا، مثل الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، أو سباق إيران صوب الحصول على أسلحة نووية».

يشار إلى أن كيري يسعى من خلال زيارته الحالية للمنطقة إلى إطلاق محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2010 على خلفية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.